نبوءات غريبة تجتاح العالم: أمريكا في طريقها للتفكك.. و”نهاية العالم” ستبدأ من الشرق الأوسط
يضع هذا التقرير بين يديّ القارئ العربي أحدث الإصدارات العالمية, وهو تقرير جديد من نوعه في فكرته ومحتواه، يُعنى بتقديم وجبة دسمة للقارئ، قوامها أحدث وأهم المطبوعات الصادرة مؤخرا باللغات الثلاث الأكثر إنتاجا للكتب في العالم، الإنجليزية والفرنسية والألمانية:
هل الولايات المتحدة في طريقها إلى التفكّك على يد أقطاب اليمين المتطرف، الذي يقوده الرئيس الحالي دونالد ترامب حاليا،وهلستتعرض أوروبا “القارة العجوز” للانهيار حقا، وهل ستبدأ حرب “نهاية العالم” من الشرق الأوسط؟!
الحقيقة أن الأمور في دهاليز السياسةالدولية تسيربخطى متسارعة، وقد يفوتك الكثير في ظل سباق الأخبار المحتدم، لكن الكتب الصادرة مؤخرا عن دور النشر الغربية قد تكون فرصة يمكنك من خلالها أن تتعرض لسيناريوهات انهيار “القارة العجوز”، وتقرأ عن أمريكا كما لم تعرفها من قبل في ظل سياسات ترامب “الرجل الأبيضالجديد”، وتعرف إجابات “أسئلة الساعة” في أوروبا والولايات المتحدة عبر آخر ما أنتجته القريحة الغربية من كتب وأفكار.
كما نستمع، في هذا التقرير،إلى صوت الشباب الفلسطيني حين يتحدث بعد 100 عام من صدور “وعد بلفور” سنة 1917 حيث نقرأ عنمآل القضية الفلسطينية مع المحلل السياسي والخبير بالشأن الألماني عارف حجاج في كتابه “بلد بلا أمل.. القومية العربية والإسلام السياسي ومستقبل فلسطين”، إلى غير ذلك من إصدارات دور النشر الأجنبية باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، والتي تركز على قضايا سياسية متشابهة تفرض نفسها – بقوة- على الساحتين الغربية والدولية في الوقت الراهن.
هل الحضارة الغربية تحتضر؟
ليس العلماء والباحثون وحدهم مَنْ ينشغلون برصد العوامل التي تدلنا على أن الدول العظمى في طريقها نحو الهاوية، الكتاب والمؤلفون أيضا يفعلون ذلك، ففي أحدث إصدارات الكاتب الألماني هينريش أوجوستوينكر، يتساءل المؤلف في كتابه الجديد عن الأزمة الحالية في أوروبا وأمريكا، وعن أسباب “احتضار” الحضارة الغربية، وانحدارها شيئا فشيئا إلى الهاوية.
وفي كتابه الذي حمل عنوانا صادما في صيغة سؤال هو “هل الغرب ينهار؟“، يؤكد “وينكر” أن ثمة كفاحا أوروبيا أمريكيا ضد صعوبات كثيرة جداً في آن واحد، منهاالأزمة المالية العالمية التي توشك أن تضع أوزارها وخطاياها في حق الشعوب، وتدفقات اللاجئين، وخروج بريطانيا من عضوية “الاتحاد الأوروبي”، ويرصد الكاتب كذلك ما اعتبره “الأنظمة الاستبدادية” في هذا الاتحاد الأوروبي، راسما في كتابه أجواء تشبه “نهاية العالم” التي يؤكد أنها ستكون على يد الغرب.
كما يرصد الكتاب الصادر عن دار “C.H.Beck” الألمانية، الأحداث الدولية الأخيرة خطوة بخطوة، ومن ذلك أزمة “صواريخ” كوريا الشمالية المستمرة حتى هذه اللحظة، متوقعا نشوب “حرب عالمية ثالثة” ستبدأمنالمنطقة العربيةخلال الأعوام – بل الأشهر- المقبلة وكأنه “التاريخ المحتمل لضياع كل شيء” حسب تعبيره.
ويقدم “وينكر” أحكاما واضحة بشأن ما هو خطأ، وما هو صواب، وما يحتاج إلى تغيير عاجل، إذا أراد الغرب الخروج من الأزمة، ويحلل الأسباب الكامنة وراء الأزمات الدولية، ويشرح الأوضاع الراهنة، ليزوّد للقارئ بـ”بوصلة سياسية” تساعده على أن يجد طريقه وسط الأزمات المربكة والخطيرة في عصرنا الراهن.
الأمر ذاته دفع مواطنه الكاتب والمحلل الألماني “بيرندأولريش” إلى تكريس نفسه في السنوات الأخيرة لكتاب صدر مؤخرا باللغة الألمانية تحت عنوان: “صباح الخير يا غرب – الغرب على عتبة عصر جديد: دعوة للنهوض”.
ويكشف”أولريش” عن الأزمات التي تضرب الغرب حالياً، مثل خروج بريطانيا من “الاتحاد الأوروبي”، وانتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، والهجمات الإرهابية لتنظيم “داعش”، والهجرات الواسعة للاجئين،فضلا عن ظهور النزعات القومية الجديدة ذات الطابع الشعبويالمتطرف “الشوفيني” في أوروبا المعاصرة.
ويحلل الكتاب الصادر عندار Kiepenheuer&Witsch”” الألمانية، العديد من الأزمات المحلية والدولية التي تهدد قارة أوروبا برمتها، ويبحث في أسبابها وعلاقاتها المعقدة. واستناداً إلى ذلك،يرسم “أولريش” صورة دقيقة للعصر الحاضر، توضح الثقافة السياسية الجديدة في أوروبا، القارة العجوز.
اللاجئون العرب و”النازيون الجدد”
ليست الكتابة عن اللاجئين والمهاجرين بالأمر الجديد، لكن هذه القضية ذات الطابع الإنساني فرضت نفسها على كثير من المؤلفات الصادرة مؤخرا عن المطابع الغربية، ومنها كتاب “لن نستطيع مساعدة الجميع“، الذي صدر في أغسطس 2017 عن دار “سيدلرفيرلاغ” في ألمانيا، حيث يطرح مؤلفه بوريس بالمر سؤالا عن كيفية مواجهة التحدي الهائل المتمثل دمج هؤلاء اللاجئين والمهاجرين من مختلف الجنسيات داخل المجتمع الألماني، خاصة النازحين العرب من سوريا والعراق، بعد أن سمحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لمئات الآلاف منهم بدخول البلاد خلال الأعوام الأخيرة.
ويأخذ “بالمر”، وهو رئيس البلدية “العمدة” الأشهر في ألمانيا، على عاتقه في هذا الكتاب الدعوة إلى التعاون مع المهاجرين، ويتحدث بصراحة عن حدود قدرات ألمانيا في استيعاب المهاجرين، وعن فرص التعليم والعمل، وكيفية التعامل مع العنف والترحيل، وقضايا النظام والأمن، سعيا إلى هدفه المعلن في هذا الصدد، وهو سحب البساط من تحت أقدام اليمينيين المتطرفين من “النازيين الجدد” أعداء الهجرة واللجوء الألدّاء.
أمريكا.. “دولة الكراهية”
ومن أوروبا إلى أمريكا على جناح أحدث الكتب، تعكس آخر الإصدارات في الولايات المتحدة صورة مغايرة تماما لـ”أمريكا ترامب”، فالشعب الأمريكي يعيش حاليا حالة من الإحباط والقلق، نظرا للركود الاقتصادي الذي يجعل غالبية الأمريكيين تشعر بالخوف وعدم المساواة في الدخل، وكذلك الانقسامات الثقافية، والاستقطاب السياسي، وذلك وفقا لما رصده “ليوفال ليفين” في كتابه الجديد “الجمهورية المجزأة: تجديد العقد الاجتماعي الأمريكي في عصر النزعة الفردية”، الصادر مؤخرا عن دار”باسك بوكس”.
“ليفين” يرصد في كتابه التحديات التي تواجهها الدولة الأمريكية، ويسلط الضوء على حالة الانقسام الداخلي الخطيرة التي يعيشها الأمريكيون حاليا،موضحا أسباب ظاهرة “الحنين إلي الماضي”التي جعلتهم يتذكرون الحقبة الثقافية اليسارية في منتصف القرن الماضي، بدلا من “دولة الكراهية” الراهنة.
وتأكيدا لأطروحات “ليفين”، يرصد الكاتب هنري جيرو مؤلف كتاب “أمريكا في حرب مع نفسها” تدهور الأوضاع في البلاد،بدءا من عنف الشرطة ضد المواطنين الملونين من ذوي الأصل الأفريقي بالمدن الأمريكية، إلى بروز ظاهرة “المسلحين المختلين” ممن يرتكبون المجازر الدامية، وحتى مظاهر بث الكراهية خلال الانتخاباتالرئاسية التي فاز فيها “ترامب”.
الكتاب الصادر عن City Lights Publishers”” الأمريكية، يقدم نقداً لاذعاً للمصالح الاقتصادية والأبعاد الثقافية والديناميكيات السياسية التي ينطوي عليها تحوّل “الأمةالأمريكية” نحو أشكال من السلطة التعسفية، التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
ويعرض”جيرو”، وهو أحد المحامين المتحمسين للدفاع عن الحقوق المدنية في الولايات المتحدة،مجموعة واسعة من القضايا الاجتماعية، لفهم الأطراف المستفيدة فعلاً من التعصب السياسي الذي يدفع ثمنه كل من المهاجرين والملونين والمسلمين والأسر ذات الدخل المنخفض، وأولئك الذين يتحدون السلطة القائمة على الظلم والتفاوت الاجتماعي الصارخ، ويكافحون ضد الشركات المسيطرة على مقاليد الأمور في البلاد.
وهناك بُعد آخر يُضاف إلىما عرضه “ليفين” و”جيرو” في كتابيهما من أفكار، يتعلق بالقضايا العرقية في أمريكا، والتي أفسح لها المؤرخ كارول أندرسون مساحة واسعة في كتابه “الغضب الأبيض”، إذ يتحدث “أندرسون” في كتابه عن الحقيقة غير المعلنة بشأن الانقسام العنصري في أمريكا، موضحا أنمزاعم سيادة “الرجل الأبيض” ستضيف بعدا جديدا لعوامل الانقسام في الولايات المتحدة.
ويستعرض “أندرسون” في كتابه الصادر في سبتمبر 2017، عن دار دار”بلومزبري”في لندن، النقاط التاريخية التي واجهت عملية التقدم الاجتماعي للأميركيين الأفارقة منذ عام 1865 وحتى الآن، متهما “ترامب” بإذكاء نعرة “التفوق الأبيض” التي يصفها بأنها “أكذوبة عنصرية”.
الكتابة في وجه الاحتلال
ومن الداخل الأمريكي، ننتقل إلى الشرق الأوسط، حيث تبقى القضية الفلسطينية في المقدمة، فالصراع العربي الفلسطيني ضد العدوانية الإسرائيلية لا يمكن فصله عن الأوضاع المشتعلة في كل من العراق وسوريا، وهو ما يتناوله عارف حجاج في كتابه “بلد بلا أمل.. القومية العربية والإسلام السياسي ومستقبل فلسطين”.
ويكشف”حجاج” في كتابه الصادر (أغسطس 2017) باللغة الألمانية عن دار “schoeningh“، عن العلاقة بين الصراع الفلسطيني والأوضاع المشتعلة في العراق وسوريا، لافتا إلى أن الحرب ذات الطابع الطائفي في العراق، وقمع إسرائيل للفلسطينيين ساهما- إلى حد كبير- في إشعال فتيل الأزمة الحالية في الشرق الأوسط،
ومن ثم، يرى المؤلف، أن”فكرة أن تصبح فلسطين دولة مستقلة باتت فكرة مستحيلة، خصوصاً في ظل انفتاح شهية إسرائيل على بناء المستوطناتمن دون أي رادع لها، سواء على المستوى العربي أو العالمي”.
وبمناسبة الذكرى المئوية لإعلان “وعد بلفور” المشئوم عام 1917، يقدم الصحافي البريطاني ديفيد كرونين كتاب “ظل وعد بلفور“، ويتتبع فيه قصة المساعدات البلاغية والعملية التي قدمتها بريطانيا للحركة الصهيونية ولإسرائيل منذ ذلك الحين، معتمدا في ذلك على مصادر عديدة وأرشيفات كثيرة لم يُكشف النقابعنها من قبل، للكشف عن جانب جديد من قصة مأساوية قديمة مازلنا نعاني آثارها حتى الآن.
ويركز “كرونين” في كتابه الصادر منذ أيام عن دار “بلوتو برس” البريطانية، على أحداث تاريخية مهمة مثل الثورة العربية في فلسطين عام 1935، والنكبة، وإقامة الدولة اليهودية، وحروب 1956 و 1967 و1973 بين العرب وإسرائيل.
وفي هذا الصدد، وبعد مرور قرن كامل على “وعد بلفور”، ينمو جيل جديد من الأطفال والشباب الفلسطيني الذين يعيشون حياتهم تحت الاحتلال، ليتحدثوا لأول مرة في كتاب “الشباب الفلسطيني يتكلم: العيش تحت الاحتلال”، عن التجربة اليومية التي يعيشونها عندما يرون جندياً إسرائيلياً أو يعبرون حاجزاً مثلا.
الكتاب الصادر في أكتوبر 2017، للمؤلفيّن أنتوني روبنسون وأنيماري يانج عن دار “إنترلينك” الأمريكية، يوفر منبراً للشبابالفلسطيني من جميع أنحاء الأرض المحتلة، لحكاية”قصتهم الخاصة” مع الآلة العدوانية الإسرائيلية.
ومن ممارساتإسرائيل العنيفة في حق الفلسطينيين، إلى العنف والإرهاب الذي يرتدي قناع الدين، يرصدجوس مارتن في كتاب “فهم الإرهاب” التحديات والقضايا المتعلقة بالإرهاب الدولي، إلى جانب استكشاف شامل للإرهاب ذي الطابع المحلي.
وهذه هي الطبعة السادسة المزيّدة من الكتاب الصادر عن دار ““Sage Publicationsفي أمريكا، وقد أُضيف إليها الكثير من المعلومات الجديدة الموثقة عن الهجمات والمنظمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم.
https://old.booksplatform.net/ar/product/%D8%B1%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B9%D8%A9/