#العالم_يقرأ
الإسلام والغرب: صراع أم تعايش؟
-
كتاب يرفض رسم صورة واحدة للمسلمين والإسلام في العالم، ويؤكد الإسلام أكثر تعقيدا.
-
كتاب ألماني يرصد ثلاثين عاما من الحوار الإسلامي – المسيحي في العالم
-
كتاب أمريكي يتناول مشاكل المراهقين المسلمين في الولايات المتحدة.
-
وكتاب يتساءل عن مستقبل الإسلام في النمسا، وآخر يتناول تجربة ثمانية مليون مسلم يعيشون في البلقان
أخذت العلاقة بين الغرب والإسلام أوجهاً متعدِدة، واتسمت في غالب الأحيان بالحدّة والتوتر، ولا سيما عقب سقوط الاتحاد السّوفيتي، ولكنّها أصبحت أكثر تعقيداً بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث اتهم الغرب الإسلام بالعدوانيّة، وأنه يختزن في صلب تشريعاته الإرهاب والعنف، فأضحى الإرهاب سمة كل عربي ومسلم.
وقد اهتمت بعض دور النشر الغربية بإجلاء المفاهيم الملتبسة، ونفي سمة الإرهاب عن الإسلام، وكذلك وضع قواعد للتّعامل بين الغرب والإسلام، ومن بينها، كتاب: “ ديناميكيات عوالم المسلمين” للكاتبة الفرنسية “إيفيلين ريساشر”، وكتاب “هل ينتمي الإسلام للنمسا؟”، وكتاب “حوار والتقاء: علامات على تحاور المسيحية والإسلام” للألماني “ديرك سيدلر”، وكتاب “الكراهية تدور: صناعة الجريمة الدينية وتهديدها للديمقراطية” للكاتب السنغافوري “شيريان جورج”، وكتاب “الإسلام والشرق في صور الصحافة ” للكاتب “عمرو أبو زيد” الذي يتناول بالألمانية أساليب وتقنيات استخدام الصور في التقارير الصحفية عن الإسلام والمسلمين، والعلاقات بين الإسلام وأوروبا من خلال “مسلمو البلقان في أوروبا”.
عوالم الإسلام
هل الإسلام صوت واحد في العالم؟ وهل المسلمون كتلة مصمتة لا تحمل أية تنويعات واختلافات؟ وهل النظر للمسلمين في العالم على أنهم شيء واحد لا يحمل أي تنوع ينعكس سلبا على حضور الإسلام وعلاقاته في العالم؟ رؤى كثيرة يطرحها كتاب (ديناميكيات عوالم المسلمين) (Dynamics of Muslim Worlds) للفرنسية “إيفيلين ريساشر” (Evelyne Reisacher) أستاذ مشارك في الدراسات الإسلامية والعلاقة بين الثقافات، حيث تؤكد ” ريساشر” فى كتابها الصادر بالإنجليزية عن أكاديمية اى فى بي (IVP Academic ) بالولايات المتحدة فى أكتوبر 2017م، في (304) صفحة، أن النقاشات حول الإسلام في الإعلام ترسم صورة واحدة للمسلمين والإسلام في العالم، رغم أن الواقع يؤكد أن الإسلام العالمي ظاهرة “معقدة” ومتنوعة وليست ظاهرة متجانسة، ومن ثم تُرسم صورة ذهنية مغلقة عن الإسلام تكون العناوين العامة في الأساس في فهمه وبناء استراتيجيات التعامل معه، ومن ثم يصبح التحدي المتمثل في فهم الإسلام يزداد تعقيداً بسبب حقيقة أن الإسلام المتنوع جداً في جميع أنحاء العالم هو سلس وديناميكي، وبالتالي يحتاج فهمه إلى جهود كبيرة.
والكتاب هو تجمع لمحاضرات كبار علماء علم اللاهوت، ومؤرخي الميثولوجيا (علم الأساطير) فى عام 2016 من كلية فولر اللاهوتية وكلية الدراسات المشتركة، حول رؤيتهم للمجتمعات الإسلامية المعاصرة.
المسلمون غير راغبين ولا قادرين على الاندماج في المجتمع الغربي، مقولة يتم ترويجها في بعض المجتمعات والدول الغربية، سعيا لتحويلها إلى قرارات وسياسيات في تلك الدول، لذا تكثر الإصدارات الغربية التي تناقش مدى ارتباط الإسلام والمسلمين بتلك المجتمعات، ومنها كتاب: “هل ينتمي الإسلام للنمسا؟” (Gehört der Islam zu Österreich?) الكتاب من تأليف “رينر نواك” و”إريش كوشينا”، والكتاب صدر في 160 صفحة، باللغة الألمانية فى سبتمبر 2017، عن دار كارينثيا فيرلاغ ( Carinthia Verlag ) ، ويتساءل عن ارتباط الإسلام بالمجتمع النمساوي، حيث الدين الإسلامي معترف به رسميا في النمسا منذ العام 1912، ويعيش في النمسا حاليا نحو نصف مليون مسلم، يمثلون 6% من تعداد السكان، وفي هذا الكتاب يتحاور محررو صحفية “دي بريسه” اليومية حول الدور الذي يلعبه المسلمون اليوم في النمسا، بداية من التربية والتعليم إلي دور المرأة و حتى السياسة و الاقتصاد، والكتاب ثري بالمعلومات والرؤى حول مسلمي النمسا وإمكانيات اندماجهم في المجتمع والعقبات التي تعرض الاندماج والتعايش.
الحوار الإسلامي-المسيحي في الغرب
تستقطب موضوعات الحوار الإسلامي-المسيحي اهتمام عدد من الكتاب والإصدارات في الغرب، نظرا لحجم الحضور الإسلامي المتزايد في المناشط الاجتماعية والسياسية والتعليمية والحياتية في الغرب، وما يفرض هذا الحضور من ضرورة في الحوار لفهم الآخر وإرساء معالم التعايش المشترك، فنجد الألماني “ديرك سيدلر” ( Dirk Siedler ) في كتابه “حوار والتقاء: علامات على تحاور المسيحية والإسلام” (Dialog und Begegnung ) الصادر عن فاندنهويك & روبريشت (Vandenhoeck & Ruprecht)، باللغة الألمانية في أكتوبر 2017 وجاء في 240 صفحة، يطرح سؤالا حول أهمية الإسلام في ألمانيا والعالم، على المستوى الاجتماعي والسياسي، ويستعرض مواضيع الحوار التي تناولها اللاهوت المسيحي والإسلامي على مدى السنوات الماضية، حيث يلتقي المسيحيون والمسلمون في الكنائس والمساجد والمؤسسات التعليمية على مدى أكثر من ثلاثين عاماً ويتحاورون حول قضايا مختلفة منها مسائل اللاهوت، لذا يكتسب الحوار المسيحي الإسلامي أهمية كبرى في السنوات الأخيرة، خاصة أن من بين مؤلفي الكتاب علماء دين مسيحيين ومسلمين، شاركوا بنشاط في الحوار لعدة سنوات.
أما “دوغلاس برات” Douglas Pratt) ) في كتابه “المشاركة المسيحية مع الإسلام: الرحلات العالمية منذ عام 1910” Christian Engagement with Islam))، الصادر فى مايو 2017 باللغة الانجليزية، فيتساءل عن دوافع الكنيسة المسيحية في القرن العشرين لخوض حوار مع الإسلام، وتجارب هذا الحوار عالميا، وآخر مستجداته.
الكتاب يحوي عددا من الرسوم البيانية عن المسيحية الحديثة (مجلس الكنائس العالمي والفاتيكان) وعن التعاون مع الإسلام حتى أوائل القرن الـ 21، ويدرس كذلك المبادرات العالمية من بروكمورا بكينيا (وهي مؤسسة كينية تجمع الشباب والفعاليات الدينية والسياسية من أجل التحاور)، و”المنتدى المسيحي المسلم اللاهوتي “بألمانيا.
هذا الكتاب يتناول تاريخ المسيحية والإسلام، والآثار الإيجابية والسلبية لتفاعلهما، صدر هذا الكتاب في الولايات المتحدة الناشر عن دار بريل Brill ، فى 282 صفحة.
هل هناك مسببات للتعصب الديني والكراهية يتقاسمها البشر، ويمكن إخضاعها للدراسة والبحث ومن ثم تفكيكها لنشر السلام في المجتمعات، وهل التعصب الديني عفوي وغامض للدرجة التي تجعل انتشاره يتجاوز حدود الجغرافيا والثقافة واللغة والتحضر، في كتاب (الكراهية تدور: صناعة الجريمة الدينية وتهديدها للديمقراطية.. سياسة المعلومات) Hate Spin والصادر عن The MIT Press بالولايات المتحدة, يظهر المؤلف السنغافوري “شيريان جورج” Cherian George أن الكراهية تقتصر غالباً على الحملات المتطورة التي يصنعها الانتهازيون السياسيون لحشد المؤيدين وتهميش المعارضين. فالشبكات اليمينية تستخدم الإساءات كأدوات لصياغة الهوية، وتستغل الحيز الديمقراطي في تعزيز الأعمال التي تضعف القيم الديمقراطية.
ويطلق جورج علي هذه الإستراتيجية “الكراهية تدور ” – وهي تقنية الوجهين التي تجمع بين خطاب الكراهية (التحريض من خلال تشويه السمعة) مع صنع الإساءات، وتنتشر هذه التقنية في مجتمعات متنوعة مثل ميانمار البوذية والمسيحية الأرثوذكسية الروسية.
ينظر المؤلف إلى أكبر ثلاث ديمقراطيات في العالم، كمستخدمين بارعين لتلك التقنية، وهذه المجتمعات هي الهند حيث حقوق الجماعات المتعصبة “الهندوس”، وحقوق المسيحيين في أمريكا، وحقوق المسلمين في إندونيسيا، ويظهر الكتاب كيف ساعدت الإنترنت وجوجل في فتح فرص جديدة لانتشار الكراهية عبر الحدود، ويؤكد أن الحكومات يجب أن تحمي المجتمعات الضعيفة من خلال حظر الدعوات التي تؤدي مباشرة إلى التمييز والعنف، رغم أن تلك القوانين التي تحاول حماية مشاعر المؤمنين ضد كل التعبيرات الاستفزازية تعطي نتائج عكسية دائما، لأن السلطات تقوم بحماية القائمين بحملات الإساءة من خلال ذخيرة قانونية. صدر هذا الكتاب بالانجليزية فى سبتمير 2016 وجاء في 328 صفحة.
وفى كتاب: (مسلمو البلقان في أوروبا)، Europe’s Balkan Muslims يلقى كل من “ناثالي كلاير”, و”كزافييه بوجاريل” Nathalie Clayer and Xavier Bougarel الضوء على التجربة الإسلامية الأوروبية من خلال كتاب (مسلمو البلقان في أوروبا)، فثمة ما يقرب من ثمانية ملايين مسلم في جنوب شرق أوروبا، من بينهم الألبان والبوسنيين والأتراك والغجر – أحفاد الذين اعتنقوا الإسلام أو المستوطنين في الفترة العثمانية.
وشهد المسلمون في جنوب شرق أوروبا تباطؤاً وتعقيداً لهوياتهم الوطنية التي تصاعدت بعد عام 1945 نتيجة للتحديث الاستبدادي للأنظمة الشيوعية وانتهت في أواخر القرن العشرين بالتعبئة الوطنية التي عجلت باستقلال “البوسنة والهرسك” و”كوسوفا” خلال تفكك يوغوسلافيا.
وعلى المستوى الديني، ظل هؤلاء السكان على اتصال بالمؤسسات التي أنشأتها الخلافة العثمانية، فضلاً عن الشبكات التعليمية والفكرية والصوفية المختلفة، ومع سقوط الشيوعية، ظهرت حركات عابرة للحدود الجديدة، وخاصة الحركات السلفية والصوفية الجديدة، رغم أن مسلمي البلقان لم يفلتوا من عمليات العلمنة الأوسع.
الكتاب صدر باللغة الانجليزية فى 2017م, الناشر: هيرست Hurst بالولايات المتحدة, وجاء فى 288 صفحة.
الإسلاموفوبيا..
وفي الوقت الذي يتجلى فيه النفوذ العنصري في العديد من المجتمعات الغربية بشكل واضح، فإن انتشار الخوف من الإسلام، أو “الإسلاموفوبيا” يثير قلق عدد من المفكرين في الغرب، ويغري آخرين لتعميق هذه الحالة التي تنذر بارتكاب أعمال عنف متبادلة بين المسلمين ومجتمعاتهم في الغرب.
ورغم الانتشار الواسع للإسلام في أوروبا وأمريكا تظل قضية “الإسلاموفوبيا” من أكثر القضايا تعقيداً وتشابكاً, فالإسلاموفوبيا كما يرى “نرزانين ماسومي” و”توم ميلز” Narzanin Massoumi, Tom Mills في كتابهما (ما هي الإسلاموفوبيا؟) What Is Islamophobia? ليس مجرد نتاج لعمليات إيديولوجية مجردة، أو خطابية، بل هو إجراءات اجتماعية وسياسية وثقافية ملموسة تم اتخاذها في السعي لتحقيق مصالح معينة.
ويحاول الكتاب (الذي صدر في يوليو 2017 عن دار بلوتو للصحافة Pluto Press) أن يعالج أوجه القصور في الردود القائمة التي لا إجابة لها مثل “ما هو الإسلاموفوبيا”.
وفي كتاب (الحفاظ على الحلال: الحياة اليومية للمراهقين المسلمين الأمريكيين) Keeping It Halal للكاتب الامريكي “جون أوبراين” John O’Brien يقدم صورة شيقة لمجموعة من الأولاد وهم يتنقلون بين تعقيدات كونهم من المراهقين الأميركيين والمسلمين الجيدين، ويقدم نظرة شخصية فريدة من نوعها في العوالم الاجتماعية لمجموعة من الأصدقاء الذكور وهم يبحرون عبر تعقيدات نموهم كمسلمين في أمريكا.
ويؤكد “أوبراين” الذي قضى ثلاث سنوات ونصف في العمل الميداني المكثف داخل مسجد حضري كبير وحوله، صورة مقنعة لأولاد مسلمين أمريكيين نموذجيين معنيين بقضايا المراهقين النموذجية مثل – الصديقات، والمدرسة، والآباء، وما يمارسه هؤلاء المسلمين الذين لم يسبق لهم التواعد مع فتيات قبل الزواج، والذين يتجنبون الثقافة الشعبية المبتذلة، والذين لا يفوتون صلواتهم.
ويلاحظ “أوبراين” أن كثيرا من الأميركيين الذين لم يتعودوا على الإسلام أو المسلمين يرون هؤلاء الشباب مثل هؤلاء المجندين المتواجدين في صفوف داعش. لكن في الحقيقة لا الإسلاموية المسلحة ولا الإسلاموفوبيا هي الشاغل الرئيسي لهؤلاء الأولاد الذين يركزون بدلاً من ذلك على التفاعل مع المطالب الثقافية المتنافسة التي تشكل حياتهم اليومية، من خلال استراتيجيات خفية ومبتكرة – مثل الاستماع إلى موسيقى الهيب هوب البذيئة وتغييرها بطرق “إسلامية” مقبولة، والتزامهم الفردي لتحليل مشاركتهم في الالتزامات الدينية لكي تكون أكثر قبولا في أمريكا، ومواعدة الفتيات المسلمات بطريق غامضة.
وتتبع ” أوبراين” هؤلاء الأولاد عن قرب وهم يتنقلون معا وهم في سن المراهقة، ويسلط الضوء على جهودهم في إدارة حياتهم اليومية حيث يكتسبون أنماط جديدة وديناميكية للهوية الأمريكية المسلمة في أمريكا الجديدة والمتغيرة.
صدر في سبتمبر 2017 عن مطبعة جامعة برينستون Princeton University Press ،الولايات المتحدة وجاء في 216 صفحة.
وفى كتابه (الإسلام والشرق في صور الصحافة عن القوة الإيحائية للتقارير متعددة الوسائط) Islam und Orient im Bild der
Presse الصادر باللغة الالمانية عن tectum-verlag، يعرض عمرو أبو زيد أساليب وتقنيات استخدام الصور في التقارير الصحفية عن الإسلام والمسلمين، حيث يقوم المؤلف بتحليل التقارير ذات الصلة، المنشورة في المجلات الإخبارية والمجلات الأسبوعية المختارة، بشكل منهجي، وذلك باستخدام الأدوات الحديثة لتفريغ الصور.
ونجح أبو زيد من خلال ذلك، في الكشف عن الاستراتيجيات الكامنة وراء اختيار التحرير للصور والاندماج المختار للغة والصورة، الكتاب صدر فى يونيه 2016وجاء في 260 صفحة.