مهاجرون بلا أنصار..
الفرار من الاضطهاد إلى المجهول
* البروفسور الألماني “مارغريث لونينبورغ” يكتب: (نحن والآخرون؟ تحليل للصحافة الألمانية حول الهروب والهجرة والاندماج.
* الصحفية الألمانية “أدريان فريدليندر” تتساءل فى كتابها: (أربعة أبناء، ولاجئ).. إلى أي مدى يمكن أن يكون الاندماج سهلاً؟
* كتاب “الحماية القانونية للاجئين ذوي الإعاقة” يحمل تجارب صادمة عن اللاجئين المعوقين المنسيين في أوقات الأزمات الحادة.
* المهاجرون الأتراك في ألمانيا .. ما بين عدم الاندماج والتعليم.
اللاجئون هم مجموعة من الناس تَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ , من الصراع أو الاضطهاد، إلى المجهول, يعترف بهم القانون الدولي ويحميهم، ولا يجب طردهم أو إعادتهم إلى أوضاع تعرض حياتهم وحريتهم للخطر.
قد يكون من الصعب أن يتخيل أي شخص أن يكون لاجئاً. ولكن بالنسبة للاجئين البالغ عددهم حوالي 20 مليون شخص والمنتشرين في كافة أنحاء العالم، فإنه بات واقعاً مرعباً. التقرير يرصد ويتتبع أحدث الإصدارات التي تتناول هذه القضية الشائكة.
نستهل هذا التقرير بكتاب (خيوط من أزمة اللاجئين) Threads
From the Refugee Crisis لـ “كيت إيفانز” Kate Evans الصادر بالإنجليزية في 176 صفحة, عام 2017 عن AK Press بالولايات المتحدة الأمريكية. حيث يوضح لنا معاناة اللاجئين من خلال تقارير شهود العيان وجمع مجموعة من الصور المؤثرة التي توضح هذه المعاناة. لذا يتوجب على القارئ ألا يطالع الكتاب وهو يتوقع قراءة قصص اللاجئين من خلال أصواتهم. إذ وضع الكتاب المصور فنانة جرافيك وناشطة تطوعت في مخيم كاليه، المعروف باسم مخيم الغابة والذي يؤوي آلاف اللاجئين شمالي فرنسا، شكل متقطع في الفترات بين عامي 2015 و2016.
يقدم الكتاب صورة عن المخيم وفقاً لوجهة نظرها- حيث لن يتعرف القارئ على أية تفاصيل هامة أو ذات مغزى تقريباً عن اللاجئين الذين قابلتهم. وكثيراً ما تعبر المؤلفة عن موقفها من محنة اللاجئين، الأمر الذي بدا وكأنه فرصة ضائعة لمنح مجموعة من الناس لمنصة هم في أمس الحاجة إليها.
على سبيل المثال، في إحدى الصور، تقوم إيفانز بتقديم البرتقال إلى لاجئين أكراد مبللين بالمطر، لدرجة أن الظروف التي يعيشون فيها تصبح أكثر من أن تُحتمل بالنسبة لها، فتنفجر عيناها بالدموع.
قالت “لم أذهب إلى هناك بصفة رسامة رسوم كارتونية، لقد ذهبت كمتطوعة،. لذلك، لم أكن قد حظيت بإذن مسبق لاستخدام قصصهم”.
وأضافت “يقوم الكثير من الناس بعمل روايات صحافية، لكنني لم أفعل ذلك لأنني أعتقد أنها استغلالية. إن عيش الناس في هذه الظروف هو في حد ذاته أمر ذو أهمية إخبارية. أنا لست بحاجة إلى إثارة قصتهم لأسألهم فيما إذا كانت شقيقتهم قد تعرضت للاغتصاب، الخ”.
يتخلل الكتاب صور لهاتف محمول يتصيد نصوصاً تنتقد كلاً من اللاجئين و”فاعلي الخير” من أمثال إيفانز. وقد أرسلت بعض من تلك الرسائل إلى إيفانز بالفعل، فيما قامت بجمع التعليقات الأخرى من على الانترنت. لكنها جميعا تعليقات حقيقية، حيث أن شخصاً ما في مكان ما فكر في تلك الأفكار وقام بإرسالها.
يتابع سرد الكتاب الأحداث التي شهدناها جميعاً بلا شك من خلال الأخبار – مثل تصفية المخيم، ووحشية الشرطة وتهريب الناس بشكل روتيني.
هذا الكتاب يتناول واحدة من أهم القضايا في عصرنا الحديث وهي قضية اللاجئين و معاناتهم و يدعو الكتاب إلي إيجاد حلول مناسبة للاجئين ويناقش كذلك حرية تنقل الشعوب.
أما البروفسور الألماني “مارغريث لونينبورغ” Margreth Lünenborg فيحلل فى كتابه (نحن والآخرون؟ تحليل للصحافة الألمانية المصورة والورقية حول موضوعات الهروب والهجرة والاندماج) Wir und die Anderen?: Eine Analyse der Bildberichterstattung deutschsprachiger التقارير الصحفية المصورة في الصحف اليومية والمجلات موضوعات “الهروب” و”الهجرة” عن طريق الأحداث المختارة.
وعلى الرغم من أنه تم بحث محتوى ولهجة تلك التغطيات الصحفية منذ وقت طويل إلا أن المعلومات عن التوظيف التحريري لها وإرفاقها بالصور ما زال محدود جداً حتى الآن من هنا تأتى أهمية هذا الكتاب.
ما هي الصور التي تم عرضها في الصحافة الورقية الألمانية للهاربين والمهاجرين والمهاجرات وأي من تلك الصور لا يزال غير ظاهر؟ من سيعرف، ومن سيبقى مجهولاً؟ من سيصبح له نفوذ قوى و من لا؟
من الواضح في مجتمع الأغلبية الألماني أن الصحافة المصورة لا تمثل الواقع بل بعض الأنماط الخاصة من الرؤى التي تعبر عنهم حتى عندما يصورون “الغرباء” فإنهم غالباً ما يهدفون بذلك إلى ضمان “الملكية” فقط.
كما يُنظر للاجئين كأشخاص يحتاجون للمساعدة أو كخطر على الدولة بناءً على الاتفاقيات التمثيلية والتقارير الصحفية المصورة.
صدر هذا الكتاب عن برتلسمان ستيفتنغ للنشر بألمانيا, وجاء فى 100 صفحة.
وما بين انعدام الاندماج مع المجتمع، والتعليم، يتساءل الكاتب الألماني “كريستوس هيلك” Christos Hilk في كتابه (المهاجرون الأتراك في ألمانيا .. ما بين عدم الاندماج والتعليم): Türkischstämmige Migranten
in Deutschland كيف يعيش المهاجرون الأتراك في ألمانيا؟ وما هي العوامل التي تعزز الارتقاء التعليمي، وما هو الدور الذي يلعبه النظام المدرسي المحلي وتدريب المعلمين؟ هل هناك مفهوم عام للاندماج؟
يتحدث الكتاب الصادر عن tectum-verlag باللغة الألمانية فى 200 صفحة 2016 عن العمال الأتراك الأجانب، وحول اشتراك أحفادهم في التعليم، إلى الحديث عن أهمية الحياة العملية في الإسلام، وينتقل بالتالي إلى تاريخ الهجرات التركية المعاصر.
الكتاب يكشف عن خلفيات وحقائق المجهودات السابقة للاندماج.
أما كتاب (الهجرة والحراك والربيع العربي) Migration, Mobilities and the Arab Spring لـ أستاذة علم الاجتماع الإسبانية “ناتاليا ريباس ماتيوس” Natalia Ribas-Mateos فيقدم تفسيرات جديدة للتعقيدات والغموض في دراسة العولمة، في ظل مواجهة الظواهر العالمية والإقليمية والمحلية ومسائل القدرات، والفضاء في البحر المتوسط، وبشكل أكثر تحديدا في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وفي هذا الإطار النظري، يمكن إيجاد تصور حديث متزايد للمنطق والنضال في العالم، والاستخدام المتصاعد للمساحات الحضرية لتقديم مطالبات سياسية، ليس فقط من قبل المواطنين بل أيضا من قبل الأجانب.
ويؤكد الكتاب (صادر الكتاب عن Edward Elgar Pub وجاء في 224 صفحة باللغة الإنجليزية اكتوبر 2016) على أنه لابد من التفاعل مع الظواهر العالمية والإقليمية والمحلية، والأشكال والظروف الجديدة، مثل تعديل الحدود، وإعادة تشكيل المجتمعات الوطنية، ووكالة الأسر العابرة للحدود، والطاقات الجديدة، وشبكات الاستجابة الإنسانية الوطنية .
وتظهر المساهمات التي تقدم من خلال مجموعة متنوعة من التخصصات أن إعادة تشكيل الحركات المشكلة والمصاحبة للسياسات غير المرحبة باللاجئين على مختلف المستويات، فضلا عن عدم الاستجابات الإنسانية لهم، هي واحدة من الآثار الرئيسية على الصعيد العالمي للربيع العربي.
وتنهى المؤلفة كلامها إلى أن هناك صعوبة كبيرة في القيام بذلك، حيث أن الوافدين الجدد ينتظرون كثيرا لتحديد موقفهم ويتوقعون باستمرار تحديدها من خلال تشكيل وإعادة تشكيل العلاقات التاريخية والمعاصرة على حد سواء.
هذا التنقيب عن الهجرة، والحراك والربيع العربي، هو قراءة أساسية مفيدة للعلماء عبر العديد من التخصصات.
وفى كتابها المثير: (الاتجار بالبشر.. كيف جعل الجهاديون وتنظيم الدولة من الخطف وتجارة اللجوء عملاً يعود بأرباح بمليارات الدولارات) Merchants of Men
How Jihadists and ISIS Turned Kidnapping and Refugee Trafficking into a Multi-Billion Dollar Business لم تكتفي الصحافية الإيطالية “لوريتا نابليوني” Loretta Napoleoni بسرد المعلومات، والحقائق, عن تجارة تهريب البشر من الجنوب إلى الشمال، وإنما وضعت ذلك ضمن الأطر التاريخية والاقتصادية والجغرافية. تهريب البشر ــ أي المتاجرة بهم ــ صارت صناعة تدرّ المليارات، وانخرطت فيها العديد من الجهات والدول، من الجنوب والشمال، إلى المافيا الإجرامية في الجنوب وفي شرقي أوروبا، مروراً بالتنظيمات المسماة “الجهادية” .
تبدأ “نابليوني” الكتاب ( صدر عن AK Press باللغة الانجليزي فى 304 صفحة 2017 ) بأسباب انتعاش “الإرهاب” والجرائم الأخرى المرتبطة به من خطف وتهريب واحتجاز رهائن، وما إلى ذلك، فتقول إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر مثلت منعطفاً مفصلياً في الخصوص. فمن جهة، تحولت الكثير من دول العالم الإسلامي إلى مرتع للفوضى. ومن جهة ثانية، جاء رد فعل الإدارة الأميركية في تمرير “قانون الوطني” الذي حد من حريات المواطن الأميركي ومنح السلطات حرية التجسس عليه من دون حسيب ولا رقيب وفرض رقابة صارمة على التحويلات المالية.
هذا القانون دفع مافيا تهريب المخدرات في أميركا اللاتينية، وفي كولومبيا تحديداً، إلى عقد شراكة مع المافيا الإيطالية بهدف غسيل الأموال التي تجنى نتيجة الاتجار في المخدرات وكافة الجرائم الأخرى، وكذلك إلى البحث عن طرق تهريب جديدة لإيصالها إلى أوروبا.
وتؤكد “نابليوني” إن عمليات تهريب المخدرات الآتية من أميركا اللاتينية عبر غربي إفريقيا ودول الساحل، أسهمت إلى حدّ كبير في تحويل بعضها إلى دول فاشلة، ما أدى إلى نمو عمليات الاختطاف والتجارة بالبشر، أي الهجرة الغير شرعية إلى أوروبا. كما أدى ذلك إلى نمو عدد الشركات الأمنية المتخصصة في اختطاف الرهائن!
تؤكد المؤلفة ان الانخراط في العولمة، قاد ضمن أمور أخرى إلى انهيارات اقتصادية واضطرابات أمنية في بعض دول الجنوب، وبالتالي ارتفاع عدد طالبي الهجرة واللجوء. وهذا عنى بدوره ارتفاعاً في عائداتها.
المشكلة التي واجهت المهربين وتجار المخدرات، لم تكن الحصول على الأرباح وإنما في كيفية استثمار الأموال، آخذين في الاعتبار الرقابة المالية الصارمة من قبل واشنطن.
هذه المشكلة حلت مع اعتماد اليورو كعملة عالمية، ما سهّل على المجرمين غسيل أرباحهم القذرة، دوماً بحسب الكاتبة.
لم تكن الهجرة هي الموضوع الرئيسي لكتاب (فرنسا في مرآة الهجرة) La France au miroir de l’immigration.. رغم الظاهر في العنوان، وما يتحدث عنه الكاتب الفرنسي “ستيفان بيرييه” STÉPHANE PERRIER حقاً هو الأزمة الداخلية في فرنسا، أزمة سياسية وأخلاقية، أزمة المشروع الجمهوري والهوية الفرنسية.
عكست أزمة المهاجرين وجه المجتمع الفرنسي وأصبحت حجر الزاوية في التفكير في بناء نظام تعليم واقتصاد ومؤسسات جديدة.
وعن طريق تفكيك هذه الخيوط المتشابكة والمتداخلة المعقدة يمكننا الكشف عن ينابيع الأزمات وتحديد وسائل التغلب عليها ومن ثم تحديد نقاط الضعف والقوة في المجتمع الفرنسي المعاصر.
صدر هذا الكتاب باللغة الفرنسية وجاء فى 304 صفحة, الناشر: Collection Le Débat, Gallimard
ونبقى في فرنسا مع الكتاب الهام: (مع الهجرة.. رصد، نقاش، تحقيق) Avec l’immigration…Mesurer, débattre, agir للكاتب الفرنسي “فرنسوا هيرين” François HÉRAN الصادر فى 300 صفحة, مارس 2017 عن La Découverte hgkhav حيث تهيمن في هذه الأثناء على الفضاء الفرنسي مشكلة الهجرة بالتزامن مع التفجيرات المتكررة وقضايا أخرى تخص الحياة السياسية بما في ذلك الهوية الفرنسية.
الآن نجد من يتكلم عن الإسلام والعلمانية وحق الأرض والقومية المزدوجة وأشياء أخرى تخص اللاجئين مثل “جمع شمل العائلة”!
يقدم “هيرين” هذا العمل من منظور سياسي وديموغرافي ويقوم باستحضار تاريخ سنوات ساركوزي.
تسع سنوات من السيطرة على سياسة الهجرة لكن ما نتيجة ذالك؟!
كانت كلها إجهاضاً سياسياً ثم دعا إلى هجرة أصحاب الخبرات لكن هجرة قانونية.
والآن واحد من كل أربعة أشخاص من المهاجرين أو من أبناء المهاجرين.
وبطبيعة الحال يرفض المؤلف اتجاهات بعض السياسيين مثل رئيسة حزب الجبهة الوطنية اليميني “مارين لو بان” وسياستها حول الهجرة.
ويعود المؤلف إلى كتابة بعض الفصول حول المواطنة وحق الدم ومسقط الرأس.
بأسلوب هادئ وجريء وواقعي يشرح كل ما يخص الهجرة لتحدد أن تكون مع أو ضد الهجرة.
أما كتاب “الحماية القانونية للاجئين ذوي الإعاقة” The Legal Protection of Refugees With Disabilities فيحمل تجارب صادمة عن اللاجئين المعوقين المنسيين في أوقات الأزمات الحادة، والذين عبروا الحدود بحثاً عن الحماية من الكوارث أو الصراعات، ويحلل فيه المؤلفون (ماري كروك، لورا سميث خان، رون ماكالوم، بن شاول) Mary Crock, Laura Smith-Khan, Ron McCallum, Ben Saul الأطر القانونية القائمة لحمايتهم، استنادا إلى عمل ميداني قاما به في ستة بلدان (ماليزيا وإندونيسيا وباكستان وأوغندا والأردن وتركيا).
وجاء هذا الكتاب الصادر عن الناشر “إدوارد إلغار بوب” Edward Elgar Pub فى 336 صفحة باللغة الانجليزية في الوقت المناسب خاصة بعد اعتماد ميثاق الأمم المتحدة بشأن إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في العمل الإنساني في عام 2016 في مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني، ويدرس فيه المؤلفون جوانب القصور في تطبيق اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وضرورة تغيير الطريقة التي تتفاعل بها الحكومات ووكالات المعونة معهم وكيف تستوعبهم.
(أين سأعيش؟) Where Will I Live? هذا الكتاب المذهل للكاتبة الكندية ” روزماري مكارني” Rosemary McCarney والذي صدر عن Second Story Press ابريل 2017 بكندا يلقي نظرة على آلاف الأطفال الذين أُجبروا على الفرار من الحرب والإرهاب والجوع والكوارث الطبيعية، في جميع أنحاء العالم وكذلك اللاجئين الشباب اللذين يسألون العديد من الأسئلة الاستثنائية.
إن الصور الموجودة في الكتاب ستساعد الأطفال غير المتضررين علي فهم شعور اللاجئين، وسيفهمون كم هم محظوظون.
والرسالة الأخيرة التي يقدمها هذا الكتاب هي أن الأطفال يتمتعون بالمرونة بالرغم من مستقبلهم المجهول, كما يواجهوا الشك بالتفاؤل. مع صور من المفوض السامي الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وبارتفاع أعداد اللاجئين تشهد أوروبا تقدماً ملحوظاً في حدود التحصينات. وتخطط العديد من الدول الأوروبية لبناء أسيجة وحواجز جديدة.
يوضح الصحفي الإيطالي “ديتمار تيلسر” الذي سافر بين حدود أوروبا لمدة 3 شهور لماذا لا يمكن للأسيجة أن تمنع الناس بل تغير فقط طرق الهرب.
ويحكى فى كتابه (السياج.. بماذا اصطدمت أوروبا علي حدودها) Der Zaun: Wo Europa an seine Grenzenstößt (الصادر عن Carinthia Verlag باللغة الألمانية فى 208صفحة مارس 2016 ) للمؤلفة ديتمار تيلسر DietmarTelser عن الانتظار وعن الموت في حدود أوروبا وعن آمال وأحلام اللاجئين وعن اليأس وعن المساعدين – وعن سياسة اللجوء الأوروبية التي تخلت عن قيمها الأساسية.
وقد فاز مشروع “السياج” عام 2015 في بروكسل بجائزة الإعلام الأوروبي للهجرة.
وبعيداً عن الأطروحات اللاإنسانية لـ “بوريس بالمر” والتي يطالب فيها بترحيل اللاجئين, نجد الصحفية الألمانية “أدريان فريدليندر” Adrienne Friedlaender ترحب بهم وتحكى عن تجربتها في هذا الأمر من خلال كتابها الرائع (أربعة أبناء، ولاجئ، لا خطة – ولكن الكثير من الحب) Willkommen bei den Friedlaenders!.. والذي صدر فى سبتمبر 2017 عن “بلانفاليت فيرلاغ ” Blanvalet Verlag فى 224 صفحة.
فكرت الأم العزباء والصحفية “أدريان فريدليندر”، والتي تعتني بأربعة أبناء وجدة ذات 90 عاماً، وقطة وكلب، بأن شاباً واحداً إضافي لن يكون مشكلة. فانتقل بعد ذلك بوقت قصير، الشاب “معاذ” ذا الـ 22 عاماً من سوريا، وأقام معها هي وأبنائها.
تحدثت “أدريان”، في حلقات ممتعة، عن مزيج متعدد الثقافات تحت سقف واحد، وعن مواقف مبهجة ومزعجة ومؤثرة. إلى أي مدى يمكن أن يكون الاندماج سهلاً؟
تدعم “أدريان” هذه الخطة على مستوى دولي، ولديها ابن بالمعمودية في جمهورية بنين، وترغب بالتبرع بجزء من عائدات هذا الكتاب لمشروع اللاجئين؟
تفاصيل مثيرة وممتعة تسردها لنا “أدريان فريدليندر”، في هذا الكتاب الهام, وهو بالفعل يستحق القراءة.