فتور الشريعة

عنوان الكتاب فتور الشريعة
المؤلف د. أحمد عاطف
الناشر  الشبكة العربية للأبحاث والنشر
البلد بيروت
تاريخ النشر 2017
عدد الصفحات 270

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

فتور الشريعة

يواجه المرء كثيرا من التحفظات حين يحاول تطبيق فكرة “الإصلاح” على الفترة الأخيرة من تاريخ الشريعة الإسلامية (آخر قرنين أو ثلاثة تقريبا).
أولا: ربما لا يكون مصطلح الإصلاح ملائما لوصف رد فعل إزاء السيطرة الخارجية (الغربية) الهادفة إلى تعيين دور الشريعة الإسلامية في البنية القانونية والسياسية “العالمية” الأكبر – وهذا الدور المفروض على الشريعة يأتي من خارجها.
ثانيا: لتحديد عملية تطور داخل تراث معين واعتبارها “إصلاحا” ينبغي أن يكون المرء قادرا على التمييز بوضوح بينها وبين مراحل التطور الأخرى داخل هذا التراث.

وهذا يتطلب تبريرا مطولا، يعالج المسائل الصعبة حول كيفية دراسة وتحليل التاريخ الطويل لهذا التراث.

كما أن اعتبار رؤية معينة على أنها مبتكرة بحق أو “إصلاحية” تحتاج إلى مواجهة آراء أخرى لا ترى فيها تجديدا وإنما فكرة يمكن عزوها إلى مراحل سابقة.
وثالثا: فإن ربط المراحل الأخيرة من تاريخ التشريع الإسلامي بالإصلاح ينطوي أيضا على المخاطرة باختزال هذا التاريخ في أحداث، وحركات ، وأفكار يربطها المرء بالإصلاح.

ولهذا السبب ، لاحظت موسوعة أكسفورد عن الإصلاح الصادرة عام 1996 -على سبيل المثال- النزعات الاختزالية الضارة الناجمة عن قراءة القرن السادس عشر، بل وقراءة ما نتج عن هذا القرن من تداعيات في الفترة التالية – على أنه قرن الإصلاح البروتستانتي (والتصحيح الكاثوليكي) والإصلاح المضاد، وكأن كل أحداث القرن السادس عشر يمكن فهمها على أنها أعمال إصلاحية أو ردود أفعال إزاء حركة الإصلاح.
وعلى الرغم من هذه التحفظات، يبدو أن الحديث عن الشريعة الإسلامية والإصلاح قد اكتسب شرعية كافية. والسبب في هذا يعود إلى أن إدراك السياق العالمي الذي تتحدث في ظله الحركات الحديثة عن إصلاح الشريعة الإسلامية أو أن إدراك الصعوبات السياقية لدراسة الإصلاح – لا ينفي وجود هذا السياق أو أهميته. ويتألف إصلاح الشريعة الإسلامية من سلسلة من الأحداث والحركات والأفكار التي تستحق الدراسة.

ومن ثم بإمكان مؤرخي التشريع الإسلامي تحديد رواد “الإصلاح” التشريعي الإسلامي إلى جانب المتشككين فيه. ولكن ذلك يجب أن يثير لدينا الحذر من خطر القراءات قصيرة النظر لهذا التأخير، والتي ربما يقع فيها دارسو تاريخ الإصلاح.

كما أن المبالغة في قراءة عملية التغيير أو المغالاة في تقييم التحولات في المبادئ الأخلاقية الاجتماعية أو في المؤسسات الشرعية والسياسية داخل المجتمعات المسلمة -تنشأ عن القراءات القاصرة لهذا التاريخ.

فتور الشريعة

للمزيد من الكتب.. زوروا منصة الكتب العالمية

TOP