بحر أكثر

عنوان الكتاب بحر أكثر
المؤلف إلما راكوزا
الناشر هيئة أبوظبي للثقافة والتراث – مشروع كلمة للترجمة
البلد الإمارات
تاريخ النشر 2010
عدد الصفحات 346

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

بحر أكثر

تمت ترجمة الكتاب من خلال هيئة أبوظبي للثقافة والتراث – مشروع كلمة للترجمة

لا تزال كتب السير الذاتية تستهويني، قلَّما تقع عيني على كتاب منها ولا أقتنيه.

قرأت لزعماء سياسيين وقادة عسكريين، لرجال دين، لأدباء وفنانين، مشهورين ومغمورين.

أجد فيما أقرأ خلاصة تجاربهم في الحياة، أتأملها، أجترها، أستفيد منها، أرى رأي العين كيف تجري أقدار الله، فصل يحدثني عن أيام الشقاء، المحنة، الفقر، المرض، السجن… فيستدر مني الدمع، وفصل آخر تتغير فيه المقادير.. سعادة، هناء، منح ربانية، غنى، صحة، حرية… فتفتَّرُ أساريري عن ابتسامة، ابتسامة المؤمن أن التغير هو الثابت الوحيد في عالمنا، أن دوام الحال من المحال.

في التراجم والسير التي يكتبها أصحابها مصارحة للذات، نظرة إليها من عل، تقييم للمواقف، مراجعة للطريق، بصدقِ مَن لم يعد له في هذه الحياة حاجة، برغبةٍ في تعرية الذات لغسلها من الأدران، لنزع ما ران عليها من قشريات التكلف والكذب والرياء.

كتابة السيِّر مناجاة، منولوج، اجترار للذكريات، تداعي معان لمختزنات من المشاعر والأحاسيس، حفر عن جذور الأفكار.. مَن زَرَعها، كيف نمت، ماذا فعلت بنا؟

هي لون من ألوان الأدب لا يُرهق العقل ولا تملّه النفس.

مذكرات فريدة كتبتها أديبة سويسرية من أصول يوغسلافية تسمى “إلما راكوزا”، واحدة من ألمع أدباء أوروبا المعاصرين، تنتمي لأسرة يهودية، اضطرت للهجرة من بلد إلى آخر حتى استقر بها المقام في سويسرا وهناك حصلت على جنسيتها، وتعيش حاليا في ألمانيا متفرغة للكتابة.

ليست هذه المرة الأولى التي أقرأ فيها سيرًا ذاتية لكتاب يهود، فقد قرأت مذكرات قادة سياسيين وعسركيين: شامير، شارون، أبا إيبان، بن جوريون….، كما أنها ليست المرة الأولى التي أقرأ فيها أعمالا أدبية ليهود، فقد رغبت في فهم هذه الشخصية من زوايا متعددة، وكانت رواية “يدا أبي” لمايرون أولبرج من أمتع ما قرأت مؤخرًا (2013).

كتاب إلما الذي أحدثكم عنه هو واحد من هذه الكتب المهمة. لغة الكاتبة سلسلة، مركزة، مشحونة بالمشاعر، تشعر أن ما تقرأه ليس وصفا لما شاهدته أو عايشته المؤلفة وإنما هو تأمل لهذه المشاهد، تفسير لها، استيلاد المعاني من وقوعها، كلمات دافئة وأفكار عميقة وحس إنساني صادق.

الإنسان اليهودي في جانبه غير السياسي هو إنسان. هذه بدهية نحن العرب لم “نتذوقها” بالقدر الكافي، لم تتغلغل في وعينا ولم تصبح بعد جزءًا من جهازنا الإدراكي. اليهودي إنسان في أفكاره ومشاعره، في هواجسه وظنونه، في ارتقائه إلى ذرى الأخلاق أو تسافله إلى حقيرها.

إلما راكوزا في مذكراتها “بحر أكثر” واحدة من هؤلاء، إنسانة لم تخفِ علينا لحظات ضعفها وقوتها، صارحتنا بكل شيء، لم نندهش من شيء، فنحن مثلها غير أنها امتلكت كما هو شأن الكتاب الكبار الجرأة فكتب ما جبنا نحن عن البوح به ناهيك عن كتابته.

مذكراتها تحكي قصة طفلة عاشت منطوية، منعزلة، مطاردة، ليس لها أصدقاء فصادقت الكتب، لم تختلط بجيران تتحدث إليهم فتحدثت إلى ذاتها، تأملت كثيرًا، قرأت كثيرًا، وكتبت كثيرًا، فكانت كتابتها متعة لأنها أمسكت بتلابيب نفس لم تراوغها، ودققت في تلافيف روح لم تستغلق عليها.

“بحر أكثر” سيرة ذاتية ممتعة حائزة على جائزة الأدب السويسري لعام 2010… جديرة أن تُقرأ.

المصدر: صفحة قراءات – محمد عبدالعاطي

بحر أكثر

للمزيد من الكتب، زوروا منصة الكتب العالمية

 

https://old.booksplatform.net/ar/product/recherche-jeune-femme-aimant-danser/

https://old.booksplatform.net/ar/product/snow/


This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP