الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
في مدح الكسل
تمت ترجمة هذا الكتاب بواسطة دار نشر المركز القومي للترجمة
في عام 1935 نشر الفيلسوف البريطاني وعالم الرياضيات المعروف برتراند راسل مقالا بعنوان “في مدح الكسل” ذهب فيه إلى أن الحضارة الإنسانية كانت في الماضي تحتاج لتقدمها إلى كدح العبيد ورفاهية السادة, في حين أن التقدم العلمي والتكنولوجي في العصر الحديث جعل مثل هذا التقدم في غنى عن استعباد الإنسان لأخيه الإنسان.
فضلا عن ذلك فإن الكتاب الذي بين أيدينا الآن يضم رأي فيلسوفنا الكبير في عدد من أبرز المفكرين والأدباء المعاصرين له أمثال “هـ. ج. ويلز” و “د. هـ. لورانس” و “جورج سنتيانا” و “سيدني و ب”. كما أن الكتاب يحتوي على صديقه “جوليان هكسلي” وفي ضرورة تحديد النسل.
ذهب المؤلف فى هذا الكتاب إلى أن «الحضارة الإنسانية كانت في الماضي تحتاج في تقدمها إلى كدح العبيد ورفاهية السادة، في حين أن التقدم العلمي والتكنولوجي في العصر الحديث جعل مثل هذا التقدم في غنى عن استعباد الإنسان لأخيه الإنسان».
راسل يسمي ما كان يعايشه قبل ثمانين عاماً بـ «التقدم العلمي والتكنولوجي في العصر الحديث»؟! فكيف لو رأى ما نحن فيه الآن، ولن أسميه «تقدّماً» حتى لا يسخر مني أحد بعد ثمانين عاماً قادمة، أو ربما بعد ثمانية أعوام فقط!
يبيّن راسل مسوغات مديحه الكسل بكل وضوح حين يقول: «أنا أعتقد أن العمل الذي يُنجز في العالم الآن يزيد عما ينبغي إنجازه بكثير». أليست هذه مقولة تحتاج إلى تأمل وتفكير عميق؟
ثم يستطرد لتفصيل دعوته المناهضة للقيم الرأسمالية: «أريد أن أقول في جديّة تامة إن العالم الحديث يصيبه الكثير من الأذى نتيجة الاعتقاد بفضيلة العمل، بينما أرى أن السبيل إلى السعادة والرفاهية ينحصر في الإقلال المنظم للعمل… ولو أن الكادح في سبيل الرزق عمل مدة أربع ساعات يومياً لكان هناك ما يكفي كل إنسان ولما كانت هناك بطالة… وعندما أقترح وجوب تخفيض ساعات العمل إلى أربع ساعات فأنا لا أقصد أن أشير ملمّحاً إلى أن كل الوقت المتبقي ينبغي أن ينصرم بالضرورة في مجرد تفاهات، بل أعني أن العمل مدة أربع ساعات يومياً يجب أن يؤهل الإنسان للحصول على ضرورات الحياة ووسائل الراحة الأولية فيها».
ثم يكشف الدوق الارستقراطي عن اشتراكيته بالقول: «دعا الأغنياء على مدى آلاف السنين إلى التبشير بوقار العمل بينما هم يعملون حسابهم أن يظّلوا بلا وقار في هذا الشأن!».
ما مناسبة هذا الحديث المشوِّه لخُطب الحث على العمل والجديّة والانضباط والإنتاجية؟
أردت أن أقول بأنه مثلما أن هناك من يوبّخ الناس على كسلهم وأنهم لا يعملون سوى ساعة واحدة في اليوم، ظلماً وإجحافاً، فإن هناك أيضاً من يمتدح الكسل ويوبّخ الناس على كثرة ساعات عملهم المغيّبة لإنسانيتهم.
عن المؤلف:
برتراند أرثر ويليام راسل (18 مايو 1872 – 2 فبراير 1970) إيرل راسل الثالث، فيلسوف وعالم منطق ورياضي ومؤرخ وناقد اجتماعي بريطاني. في مراحل مختلفة من حياته، كان راسل ليبرالياً واشتراكياً وداعية سلام إلا أنه أقر أنه لم يكن أياً من هؤلاء بالمعنى العميق. وعلى الرغم من قضائه معظم حياته في إنجلترا، وُلد راسل في ويلز حيث توفي عن عمر يناهز سبعة وتسعين عاما.
قاد راسل الثورة البريطانية “ضد المثالية” في أوائل القرن العشرين. يعد أحد مؤسسي الفلسفة التحليلية إلى جانب سلفه كوتلب فريج وتلميذه لودفيش فيتغنشتاين كما يعتبر من أهم علماء المنطق في القرن العشرين. ألف بالشراكة مع أي. إن. وايتهيد مبادئ الرياضيات في محاولة لشرح الرياضيات بالمنطق. وتعد مقالته الفلسفية عن التدليل نموذجا فكرياً في الفلسفة. ولا زال لعمله أثراً ظاهراً على المنطق والرياضيات ونظرية المجموعات واللغويات والفلسفة وتحديدًا فلسفة اللغة ونظرية المعرفة والميتافيزيقيا.
كان راسل ناشطاً بارزاً في مناهضة الحرب وأحد أنصار التجارة الحرة ومناهضة الإمبريالية. سجن بسبب نشاطه الداعي للسلام خلال الحرب العالمية الأولى. قام بحملات ضد أدولف هتلر وانتقد الشمولية الستالينية وهاجم تورط الولايات المتحدة في حرب فيتنام كما كان من أنصار نزع الأسلحة النووية.
حاز عام 1950 على جائزة نوبل للأدب “تقديراً لكتاباته المتنوعة والمهمة والتي يدافع فيها عن المثل الإنسانية وحرية الفكر”.
في مدح الكسل
العديد من الكتب العالمية يمكنكم الاطلاع عليها من خلال منصة الكتب العالمية
This post is also available in: English (الإنجليزية)