القرد العاري: دراسة في التطور العضوي والاجتماعي والجنسي للإنسان

عنوان الكتاب القرد العاري
المؤلف ديزموند موريس
الناشر  Delta
البلد المملكة المتحدة
تاريخ النشر 1999
عدد الصفحات 256

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

القرد العاري: دراسة في التطور العضوي والاجتماعي والجنسي للإنسان

تمت ترجمة هذا الكتاب بواسطة دار الحوار

إني عالم بالحيوان وأقول بأن القرد العاري هو حيوان. لذا فإنه لمن العدل تجاه قلمي وتجاه نفسي أن أرفض تجنبه وذلك لأن بعضاً من سلوكياته معقدة وجديرة بالاهتمام.

إن عذري في ذلك هو أن الإنسان مهما بلغ من أتساع المعرفة يبقى قرداً عارياً رغم ذلك.

يبدأ الكتاب بتفسير اختيار العنوان، فالإنسان هو القرد الوحيد العاري من الشعر من بين 193 فصيلة من فصائل القردة والسعادين

وترجمته الحرفية: “القرد العاري: دراسة عالم حيوان لحيوان الإنسان”, ولكن ولأسباب تسويقية أو دينية تم تحويل العنوان الفرعي لـ “دراسة في التطور العضوي والاجتماعي والجنسي للإنسان”.

ويبرر الكاتب لنا اختياره للعنوان الفرعي, بحديث مقتضب عن أهمية دراسة الإنسان من منظور عالم الحيوان, فهو برأيه الأكثر فعالية. فعلم النفس يعتمد على دراسة زمرة بشرية فاشلة في التأقلم مع مجتمعاتهم. وعلم الأنثروبولوجي يهتم بدراسة المجتمعات القبلية البسيطة على اعتبار أنها مرحلة بدائية للبشر تساعدنا في فهم طبيعتنا البشرية, وهذا غير صحيح؛ فهذه القبائل لم تكن موجودة منذ آلاف السنين. كما أن البشر حيوان مستكشف في الأساس, وإذا فشل مجتمع في التقدم نحو الاستكشافات فهو مجتمع متخلف, وزمرة من الفاشلين. على عكس علم الحيوان الذي يدرس الأنجح والأقوى الذي انتصر في صراع الطبيعة.

ونلاحظ في العنوان الفرعي للترجمة العربية بأنه تم ترحيل لفظ “الجنسي” للنهاية لجعله يبدو كموضوع هامشي رغم أن الكاتب أفرد الربع الأول من الكتاب للحديث عن الجنس. فالجنس حسب الكاتب هو الذي شكل الحضارة, وليست الحضارة هي التي شكلت الجنس.

ولا بأس بتنازل بسيط كهذا لعنوان كتاب طبع في بلد لديه هوس ديني كسوريا, في مقابل تمرير ما بالداخل عن موضوع يكسر تابو الجنس وتابو الدين. ولكنه في المقابل يعطينا نشوة المعرفة المحرمة. إن الكتاب يشبع فينا الكبت القديم عندما تم تجاهل تساؤلاتنا الأولى كأطفال صغار عن العالم المدهش؛ حيث يمدّنا بأسباب منطقية لتناغم وعمل أعضائنا عن طريق تفسيرات تاريخية لنشأتها. فيقدم الكتاب محاولات جدية لتفسيرات مادية لمجتمع البشر كحبهم للموسيقى, ورهبتهم من الغرباء بأعداد كبيرة كجمهور المسرح. كما وقد يصدمنا بأن شغفنا بالديكورات والتزيينات الجمالية لمنازلنا, هي كما يتبول الكلب على عمود, أو كما تتغوط الحيوانات بالقرب من أماكن سكنها, لتحديد منطقة نفوذها الجغرافية الخاصة وتمييزها.

إن تصرفاتنا الآن هي جزء من إرثنا العريق عن أسلافنا؛ فعقدة أوديب التي تمكن صاحب الأفكار الأصيلة “فرويد” من ملاحظتها, على الأقل بقاياها محفورة بداخلنا. إنها تذكار من ماضي كنا نعيش فيه كقطيع يتحكم فيه الذكر الأقوى.

كما أن الحياة الأسرية المبنية على المكافأة الجنسية المتبادلة محفورة في جيناتنا، فلدى ذكورنا القضيب الأطول والأضخم بين الرئيسيات, ولدى نساءنا نهود بارزة منتصبة عكس باقي الرئيسيات.

ولأن الكتاب قد تطرق للحديث عن الجنس في أحد أبوابه فقد يتحاشاه البعض إدعاءاً للفضيلة, ولكن الجهل بالجنس ليس فضيلة, وإنما هو جهل. جهل بأحد الحوافز الأساسية للحياة. فيا أيها النسّاك, اخرجوا من صوامعكم وأكملوا تعلّمكم عن الحياة, وأضيفوا لتأملاكم عن الحياة تأملات الآخرين, لتضيفوا لحيواتكم أيما حيوات.

اخرجوا من كهوفكم فهناك من يشاطركم التفكير في أسئلتكم, بل وهناك من بدأ بوضع الحلول. لقد كنت أتساءل لفترة غير قصيرة عن إذا ما تخلى مجتمعنا عن الحجاب فإلى أي مدى يمكن أن نتخلى عن الملابس إذا كانت الإثارة الجنسية نسبية وتقل بالتعود على رؤية الأجساد العارية؟, ولماذا لم يتخلى الغرب عن الملابس بالكامل؟, ولماذا لجئنا للملابس من البداية؟ والكاتب هنا يطرح الموضوع ويصل بنا لتفسيرات قيّمة إلى حد ما.

الكتاب أصيل في أفكاره, حيث أن هذا المجال حديث نسبياً, ويصنف ضمن “علم النفس التطوري” الآن. وطبعاً محتواه فريد من نوعه بالنسبة لمكتبتنا العربية الفقيرة.

ذكر تفسيرات كثيرة, رغم أني لم أستسغ بعضها. والترجمة جيدة, رغم أن مستواها قد تذبذب وأنتج صياغة غير محكمة لبعض الجمل قرب نهاية الكتاب.

القرد العاري: دراسة في التطور العضوي والاجتماعي والجنسي للإنسان

للمزيد من الكتب، زوروا منصة الكتب العالمية

 

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP