الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
إبداع “ويل ديورانت” في هذا الكتاب يتمثل في بحثه لشتى الفلسفات من يونانية وأوروبية، بأسلوب روائي مبسط، أسلوب ييسر حتى لطلاب الفلسفة المبتدئين، وحتى للقرّاء العاديين أن يجدوا في الفلسفة موضوعاً شائقاً وطلياً، لا يستوجب ذاك المقدار من العبوس والتجهم والرصانة والتركيز والتأمل، فالمؤلف كما سيلمس القارئ، حين مطالعته لهذا الكتاب لم يفصل أية فلسفة عن فيلسوفها، كما جرت العادة حين بحث الكتاب في المواضيع الفلسفية، بل قام فجعل من الفيلسوف وفلسفته وحدة متكاملة، وهكذا أشاع الحياة في المواضيع الفلسفية، إذ جعل كل فلسفة تنبض بحياة فيلسوفها وتنفعل بانفعالاته، وتتفاعل ومجتمعه.
إن كتاب “قصة الفلسفة من أفلاطون إلى جون ديوي”, حياة وآراء أعاظم رجال الفلسفة في العالم الاسم الأقرب للكتاب هو قصة الفلاسفة وليس قصة الفلسفة فقد ذكر الفلسفة عن طريق أصحابها وترجمة مختصرة لسيرهم منذ المولد وحتى الوفاة.
الكتاب بدأ بأفلاطون وسقراط ثم أرسطو والعلم اليوناني وبعدها قفز إلى فرانسيس بيكون في القرن السادس عشر في تجاهل تام للفلاسفة المسلمين والأوروبيين منهم خصوصا مثل ابن رشد فهو قرطبي من الأندلس وكأن الفلسفة ماتت باندثار الحضارة اليونانية ولم تبعث إلا متأخراً، لكن الكتاب بعمومه جميل فهو يتحدث عن الفلاسفة وفلسفتهم وفي آخر الفصل يقدم نقدا للفلسفة وإن كان أحياناً النقد يظهر في بعض المقاطع في فصول عرض الأفكار، ابتدأ بأفلاطون وأرسطو وسقراط ثم فرانسيس بيكون يليه سبينوزا ثم فولتير وعصر التنوير ثم كانت وشوبنهاور وهنري سبنسر يليهم نيتشه لينتقل بعد ذلك إلى الفلاسفة المعاصرون في أوروبا وهم برجسون وكروتشي وبرتراند رسل وأخيرا فلاسفة أمريكا وهم سنتيانا ووليم جيمس وأخيرا ديوي الذي ختم به الكتاب، يلاحظ من الأسماء أنه ترك عدة فلاسفة مثل الفلاسفة التجريبيين الإنجليز مثل جون لوك وديفيد هيوم وكذلك روسو وغيرهم لكن تم ذكرهم جميعا في فصول الفلاسفة الآخرين إما أنهم عاصروهم أو تأثروا بهم وذكر أهم الأفكار التي تأثروا بها.
وزبدة القول، ان المؤلف، قد أعطى الفلسفة في هذا الكتاب قلباً ووجداناً، بعد أن كانت الفلسفة عقلاً محضاً، عقلاً يعيش بمعزل عن الأحاسيس القلبية والمشاعر الوجدانية. فالفيلسوف في هذا الكتاب ليس كتلة صلدة صلبة من عقل، بل بما هو إنسان يبحث عن الحقيقة بعقله وقلبه، ويحب الحقيقة بعقله وعاطفته ووجدانه، وإن جعل العقل هو الموجه للعاطفة والمرشد للوجدان.
باختصار.. الكتاب يستحق القراءة أو واجب القراءة فهو ملخص لأعمدة الفلسفة بطريقة مرتبة تلخص أهم الأفكار الفلسفية لتنطلق بعد ذلك في عالم الفلسفة الرحب.
عن المؤلف:
وُلد عام 1885م وتلقى تعليماً كاثوليكياً ولكنه تعرض لحالة تحول جذري فاتجه إلى الفلسفة ونال فيها الدكتوراه عام 1917 فأصبح استاذاً في جامعة كولومبيا.
غير أنه أيضاً لم يتحمَّل رتابة العمل فهو يميل إلى الانطلاق والمغامرة فانطلق حُراً يلقي سلسلة من المحاضرات عن القادة والأبطال الذين تركوا تأثيرهم على حياة البشر ثم نشر كتابه (قصة الفلسفة) فلقي رواجاً كبيراً مكَّنته عوائده المالية من التحرر من رباط الوظيفة، ولهذا الكتاب بالعربية ترجمتان إحداهما لأحمد الشيباني، والثانية لفتح الله المشعشع ثم أصدر كتابه (التحول) وهو يصوِّر طفرة الفكر التي انتابته وانفكاكه من أسر البرمجة الثقافية وتحرر عقله من الأفكار المسبقة ثم أصدر كتابه (مباهج الفلسفة) بمجلدين وقد ترجمه الدكتور أحمد فؤاد الأهواني ثم كتاب (مغامرون في بحار العبقرية) ثم تفرغ لمشروعه الكبير (قصة الحضارة) وفي الجزء (39) وَعَدَ بأن يُصدر كتاباً مستقلاً عن (عظات التاريخ)، وقد وفي بذلك وترجم الكتاب الدكتور علي شلش، وله كتاب بعنوان (تفسير الحياة) وآخر بعنوان (سيرة حياتنا) وهو سيرة حياته وحياة زوجته التي أضاف اسمها على أغلفة الأجزاء الأخيرة كمشاركة في التأليف وعند نهاية حياته أنجز كتابه الأخير (أبطال من التاريخ) ومات عام 1981م وهو في السادسة والتسعين من العمر.
تمت ترجمة هذا الكتاب بواسطة مكتبة المعارف
إبداع “ويل ديورانت” في هذا الكتاب يتمثل في بحثه لشتى الفلسفات من يونانية وأوروبية، بأسلوب روائي مبسط، أسلوب ييسر حتى لطلاب الفلسفة المبتدئين، وحتى للقرّاء العاديين أن يجدوا في الفلسفة موضوعاً شائقاً وطلياً، لا يستوجب ذاك المقدار من العبوس والتجهم والرصانة والتركيز والتأمل، فالمؤلف كما سيلمس القارئ، حين مطالعته لهذا الكتاب لم يفصل أية فلسفة عن فيلسوفها، كما جرت العادة حين بحث الكتاب في المواضيع الفلسفية، بل قام فجعل من الفيلسوف وفلسفته وحدة متكاملة، وهكذا أشاع الحياة في المواضيع الفلسفية، إذ جعل كل فلسفة تنبض بحياة فيلسوفها وتنفعل بانفعالاته، وتتفاعل ومجتمعه.
إن كتاب “قصة الفلسفة من أفلاطون إلى جون ديوي”, حياة وآراء أعاظم رجال الفلسفة في العالم الاسم الأقرب للكتاب هو قصة الفلاسفة وليس قصة الفلسفة فقد ذكر الفلسفة عن طريق أصحابها وترجمة مختصرة لسيرهم منذ المولد وحتى الوفاة.
الكتاب بدأ بأفلاطون وسقراط ثم أرسطو والعلم اليوناني وبعدها قفز إلى فرانسيس بيكون في القرن السادس عشر في تجاهل تام للفلاسفة المسلمين والأوروبيين منهم خصوصا مثل ابن رشد فهو قرطبي من الأندلس وكأن الفلسفة ماتت باندثار الحضارة اليونانية ولم تبعث إلا متأخراً، لكن الكتاب بعمومه جميل فهو يتحدث عن الفلاسفة وفلسفتهم وفي آخر الفصل يقدم نقدا للفلسفة وإن كان أحياناً النقد يظهر في بعض المقاطع في فصول عرض الأفكار، ابتدأ بأفلاطون وأرسطو وسقراط ثم فرانسيس بيكون يليه سبينوزا ثم فولتير وعصر التنوير ثم كانت وشوبنهاور وهنري سبنسر يليهم نيتشه لينتقل بعد ذلك إلى الفلاسفة المعاصرون في أوروبا وهم برجسون وكروتشي وبرتراند رسل وأخيرا فلاسفة أمريكا وهم سنتيانا ووليم جيمس وأخيرا ديوي الذي ختم به الكتاب، يلاحظ من الأسماء أنه ترك عدة فلاسفة مثل الفلاسفة التجريبيين الإنجليز مثل جون لوك وديفيد هيوم وكذلك روسو وغيرهم لكن تم ذكرهم جميعا في فصول الفلاسفة الآخرين إما أنهم عاصروهم أو تأثروا بهم وذكر أهم الأفكار التي تأثروا بها.
وزبدة القول، ان المؤلف، قد أعطى الفلسفة في هذا الكتاب قلباً ووجداناً، بعد أن كانت الفلسفة عقلاً محضاً، عقلاً يعيش بمعزل عن الأحاسيس القلبية والمشاعر الوجدانية. فالفيلسوف في هذا الكتاب ليس كتلة صلدة صلبة من عقل، بل بما هو إنسان يبحث عن الحقيقة بعقله وقلبه، ويحب الحقيقة بعقله وعاطفته ووجدانه، وإن جعل العقل هو الموجه للعاطفة والمرشد للوجدان.
باختصار.. الكتاب يستحق القراءة أو واجب القراءة فهو ملخص لأعمدة الفلسفة بطريقة مرتبة تلخص أهم الأفكار الفلسفية لتنطلق بعد ذلك في عالم الفلسفة الرحب.
عن المؤلف:
وُلد عام 1885م وتلقى تعليماً كاثوليكياً ولكنه تعرض لحالة تحول جذري فاتجه إلى الفلسفة ونال فيها الدكتوراه عام 1917 فأصبح استاذاً في جامعة كولومبيا.
غير أنه أيضاً لم يتحمَّل رتابة العمل فهو يميل إلى الانطلاق والمغامرة فانطلق حُراً يلقي سلسلة من المحاضرات عن القادة والأبطال الذين تركوا تأثيرهم على حياة البشر ثم نشر كتابه (قصة الفلسفة) فلقي رواجاً كبيراً مكَّنته عوائده المالية من التحرر من رباط الوظيفة، ولهذا الكتاب بالعربية ترجمتان إحداهما لأحمد الشيباني، والثانية لفتح الله المشعشع ثم أصدر كتابه (التحول) وهو يصوِّر طفرة الفكر التي انتابته وانفكاكه من أسر البرمجة الثقافية وتحرر عقله من الأفكار المسبقة ثم أصدر كتابه (مباهج الفلسفة) بمجلدين وقد ترجمه الدكتور أحمد فؤاد الأهواني ثم كتاب (مغامرون في بحار العبقرية) ثم تفرغ لمشروعه الكبير (قصة الحضارة) وفي الجزء (39) وَعَدَ بأن يُصدر كتاباً مستقلاً عن (عظات التاريخ)، وقد وفي بذلك وترجم الكتاب الدكتور علي شلش، وله كتاب بعنوان (تفسير الحياة) وآخر بعنوان (سيرة حياتنا) وهو سيرة حياته وحياة زوجته التي أضاف اسمها على أغلفة الأجزاء الأخيرة كمشاركة في التأليف وعند نهاية حياته أنجز كتابه الأخير (أبطال من التاريخ) ومات عام 1981م وهو في السادسة والتسعين من العمر.
قصة الفلسفة : من أفلاطون إلى جون ديوي
للمزيد من الكتب، زوروا منصة الكتب العالمية
This post is also available in:
English (الإنجليزية)