الوصف
قلوبٌ شابّة تتهادَى في أعطافِ الهَوَى، وأقدارُها تتشابكُ بخيوطٍ خفيّة من شِباك الحب ولَذّة الترقّب، وتباريح الجَوَى ولوعة النّوَى، وفي خِضَم كل ذلك تَلمّس حبل النجاة وسبيل الهدى .
أيمكن أن يسكنَ القلبَ ساكن سوى الحبيب الأول؟
وهل يدوم الحب رحمة وسَلَمًا؟ أم ينقلبُ ضنًى وأَلَمًا؟
وما حقيقة ذلك الحب الذي لا يُحيطُ بسرِّه وَصْف ولا يَجري عليه مِثال ، ومع ذلك لا يُخطئه قلبٌ إذا ما وقع فيه؟!
هي قصة الحب .. وقصة القدر .. وبينهما قصص أخرى
فى هذه الرواية:
“أي مُضْغَة هذه التي اسمها القلب؟ كيف تَقلَّب بنا في سُويعات ولا تكاد تستقر على حال؟ فإذا الحب كُره وإذا الوُد بُغض! وإذا الوعد غدر وإذا الوصال غير ذي عهد! ثم تقلب بنا في سُويعات أخرى، فإذا الإعجاب كَلَفٌ وإذا الميل غرام، وإذا الانتظار لهفة وإذا الغياب عذاب!
سبحانك ربي! سبحانك مقلب القلوب!”
“أي رحمة وأي مودة تلكما اللتين تجمعان قلبين طَوال سنوات لا يعلم عددها إلا الله، فتتوالد عنها قلوب صغيرة، وتكبُر تلك الصغيرة ويكبُران معها ، ويهْرَمان، وما يزالان متحابين، بل ينصهران في بوتقة لا مثيل لها حتى إذا كتب عليهما الفراق من بعد الاجتماع ، فكأنما مُزق القلب الكبير، لكن دون أن يعود لذلك الصغير الذي بدأه فردًا، بل يظل ما امتدت به الحياة وكتب له البقاء يشعر أنه ممزق، وأنه فقد بِضعة منه لا بديل له عنها”.
“ولئن كنّ بنات حواء مفطورات على التنبه للّفتات الصغيرة والدقائق المغفول عنها، فقلب ذات الهوى أرقّ تلفّتا وأشد انتباهًا” .
“سبحان الله يا ابن آدم! تارة تُمنع “ما تستحق”، وتارات تُعطى “ما لا تستحق”، فتسخط عند الأولى ولا تحمد عند الثانية ، وإنما هي أرزاق يا ابن آدم وأعطيات، من لدن لطيف حكيم خبير” .
“وما الحب شقاء وما ينبغي له. وإنما كلّ يشقى أو يسعد، ويرضى أو يسخط، لمن اختار السعادة والرضا، أو اتّبع سبل الشقاوة والسخَط، وما خاب من بالله استعصم.”
“كان ذلك النوع من الحِوارات الذي تتولى الوالدات عِبء الاضطلاع به في أوقات ارتباك الأبناء، فيتكلمن دون أن يقلن شيئًا، ويكثِرْن عبارات المجاملة والترحاب، حتى تَثقُل على الأسماع . ثم يختمنه بنظرة خفيّة يودِعْنها معاني الرجاء المغلَّف بشيء مـن التهديد ، إذا لم يحاول أحد الأبناء التقاط طرف الحديث قبل أن يَهوِيَ في وِديان الصمت مرة أخرى .
إنّه ذلك النوع من الصمت الذي تَمُجُّه الأسماع ، وتُهْرَع إليه القلوب ، قلوب المحبين!”
“ومع أن الدرس كانت من دروسها المفضلة إلا أنها شردت في أجزاء كثيرة، وشعرت بشيء من الهم يثقلها، جرّاء تلك المشاعر التي تجاذبت حنايا قلبها ، وتلك الهواجس التي بدأت تجيش في صدرها ، تُنْبئها أن ذلك اللقاء لم يكن لقاءً عابرًا والسلام .
وما كانت تدري أنه كان يشاطرها ما يسبح في خَلَدِها من خواطر، وربما زاد عليها!”
“رفعت سلمى ناظريها إلى والدِها فيما يشبه العتاب، وقد تصاعد الدم إلى وجنتيها حتى كادتا تنفجران بحِمْلِهما، واشتد وَجيب قلبها كأنه قَرع طبول حرب على وَشْك الاندلاع. وما خَفِي عليه ما تُكابِده، فما زاد على أن ابتسم في تفهّم وهو يُحوِّل بصره إلى والدها …”
“وأي شيء ذاك الذي اسمه الحب؟ ذاك الذي نتوقف لنتساءل كثيرًا عن معناه، وتعريفه، وكُنْهِه! حتى إذا خفق القلب تلك الخَفْقَة الأولى، صار كل تعريف هباءً مَنثورًا، ولم يبق إلا تلك الخفقة وذلك الشعور، لا يُحيط بسرّهما وَصف، ولا يجري عليهما مِثال! لكن القلب لا يخطئ ذلك العابر إذا ما وقع فيه، ولا يخطئ ذلك الشعور المُبهر، وذلك الوَهَج الساطع، وَهَج الحب، كل الحب!”
عن المؤلف:
- حاصلة على ليسانس ألسن بامتياز، قسم اللغة الإنجليزية وآدابها
- تعيّنت معيدة بالقسم بعد التخرج، ثم استقالت بعد أربع سنوات للتفرغ للتأليف والتعليم المفتوح.
- كاتبة ومحاضِرة في الأدب والفكر وعُمران الذات
- معدة ملتقيات تربوية وأدبية، ودورات تدريبية للمهارات اللغوية والإنشائية
- مترجمة ومحررة ومراجعة لغوية.
- تساهم في مختلف منصات المحتوى العربي على الانترنت، ولها مدوّنتها الخاصة (مسك).
- نشر لها حتى الآن رواية “سلمى” في 2017، وكتاب “إضاءات على طريق بناء الذات” في 2016 وطبعته الثانية في 2017، والمزيد تحت الطبع.
للمزيد من الكتب.. زوروا منصة الكتاب العالمية