الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
أنتيفا: دليل الجماعات المناهضة للفاشية
لطالما وُجدت فاشية، كانت هناك معارضة لها، ومن هذه الحركات تلك الحركة المعروفة باسم “أنتيفا”، وقد وُلدت من المقاومة لموسوليني وهتلر في أوروبا خلال عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، وانفجرت حركة أنتيفا فجأة في العناوين الرئيسية في ظل الاعتراض علي إدارة ترامب واليمين المتطرف.
وفي هذا الشأن، يقدم كتاب “أنتيفا: دليل الجماعات المناهضة للفاشية” (Antifa: The Anti-Fascist)، دار بنجوين راندوم هاوس (Penguin random house) بالولايات المتحدة، مسح مفصل للتاريخ الكامل لمكافحة الفاشية من أصوله إلى يومنا هذا، ويعتبر أول كتاب يناقش تاريخ ما بعد الحرب ضد الفاشية باللغة الإنجليزية.
وظهرت حركة “أنتيفا” المعارضة فجأة في كل مكان، في أعقاب الأحداث المأساوية في شارلوتسفيل، وقد رفض دونالد ترامب في البداية الاعتراف بأن القوميين البيض وراء كل شيء، لكن ما هي بالضبط؟ ومن أين أتت؟
يمكننا مشاهدة حركة أنتيفا في التقارير الإخبارية، وغالبا ما يرتدون جميعا اللون الأسود مع أقنعة تغطي وجوههم، ويظهروا عند تنصيب الرئيس، وكذلك في حرم جامعة كاليفورنيا احتجاجا على المتكلمين اليمينيين، ومؤخرا في شوارع شارلوتسفيل، وقد كان مجموعة من الوزراء من بينهم كورنيل ويست يؤيدون العنف النازي الجديد، “سيعلن الغرب في وقت لاحق للصحفيين أن معارضي الفاشية أنقذوا حياتنا”.
ببساطة، تهدف أنتيفا إلى حرمان الفاشيين من فرصة الترويج لسياساتهم القمعية، وحماية المجتمعات المتسامحة من أعمال العنف التي ينشرها الفاشيون.
ويقول النقاد إن إبعاد الخصوم السياسيين يعتبر معارضة للديمقراطية، بينما يقول أتباع “أنتيفا” إنه نتيجة لأهوال الفاشية يجب ألا نترك لها أدنى فرصة للانتصار مرة أخرى.
في هذا الكتاب، استند المؤلف إلى مقابلات مع مناهضي الفاشية من جميع أنحاء العالم، وتتحدث أنتيفا عن تكتيكات الحركة والفلسفة الكامنة وراءها، وتقدم نظرة ثاقبة للمقاومة المتنامية التي لا تفهم إلا الفكرة ضد الفاشية بجميع أشكالها.
وحول أهداف تلك المنظمة يقول المؤلف: “قبل عام 2017، لم يكن اليمين المُتطرِّف يعلم ما هي الجماعات المناهضة للفاشية”، مضيفاً أن تسليط الضوء على هذه الجماعات له عدد من الأسباب؛ إذ إنها امتدادٌ لشيطنة الفوضويين بشكل عام، ولكنها أيضاً طريقة لتشويه سمعة التيار الليبرالي السائد الذي لا يرتبط بأي علاقات مع الجماعات المناهضة للفاشية.
وإلى حدٍّ ما، نجح هذا الذعر تحديداً في تنشيط شريحة من الجناح اليميني؛ إذ فسَّرَ سانشاين ذلك قائلاً: “إنه يُحفِّز القاعدة الجماهيرية المؤيدة لليمين. إنها جزءٌ من الرواية المروعة -أن هناك حدثاً خطيراً يلوح في الأفق دائماً- التي يستخدمونها”. وأضاف سانشاين قائلاً: “إنها دعوةٌ للاقتصاص المدني. هناك الكثير من التهديدات تجاه نشطاء الجناح اليساري حالياً”.
وقال براي: “لا توجد ثورة أو حرب أهلية مُخطَّط لها يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وأتحمَّل مسؤولية هذه التصريحات”.
توجيه اللوم للمؤلف
نشر هذا الكتاب فى أعقاب مظاهرات النازيين الجدد في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا والتي انتهت باعتقال المتظاهرين المجابهين لهم وقتلهم. مما وضع كتاب براي في وسط لوم الرئيس ترامب لـ “كلا الجانبين” بتشبيه أنتيفا بالنازيين الجدد. وأخذ بعض ممن يسمون بـ “اليمين البديل” على Reddit لقطة من صفحة براي على الأمازون مع توجيه: “حاليا عند 3.5 نجوم. أنت تعرف ماذا تفعل”. وفي وقت قصير جدا كانت صفحة الكتاب، على حد تعبير ناشره دينيس جونسون، قد “أغرقت” بتقييمات ذات نجمة واحدة. اشتكى جونسون إلى الأمازون من خلال الاستمارات التي يتم إرسالها بشكل تلقائي وتمت بالفعل إزالة عدد قليل من التقييمات وليس كما حدث مع كتاب كلينتون. أرسل جونسون إلى الأمازون لقطة من صفحة رديت، ولم يمكنوه من التحدث إلى أي ممثل بشري. وفي الوقت نفسه، أدت المراجعات إلى تباطؤ مبيعات الكتاب، بادعاء أن شراء الكتاب سيدعم العنف. والمدهش أن كتابه عن مكافحة الشر تم وصفه على أنه الشر نفسه!
ما هية الحركة:
“الانتيفا”، بحسب موقع “ذا اتلانتك” هي عبارة عن حركة تضم عددا كبيرا من النشطاء اليساريين المتطرفين، والاسم عبارة عن اختصار لعبارة “مناهضي الفاشية”، ويعود الظهور الأول لهذه الجماعة إلى عام 1920.
ويستخدم هذا المصطلح للتعبير عن مناهضة العنصرية، والرأسمالية والتمييز عن طريق الجنس، ويعرف أصحاب هذا الاتجاه بأنهم من أشد معارضي حكم الحكومة وحكم الرأسمالية، كم أنهم معروفون بميولهم للعنف أكثر من أي تنظيم يساري متطرف آخر.
وتقول صحيفة “ايكونوميست” إن كلمة انتيفا ترجع إلى مصطلح “انتي فاشيست” الذي اتخذته مجموعة من الحركات السياسية الأوروبية، القرن الماضي، وخاصة في ألمانيا.
نمت هذه الحركة في الولايات المتحدة بشكل ملحوظ، خلال العام الماضي، بالتزامن مع ظهور اليمين المتطرف في البلاد على السطح، والمتمثل في حركة القوميين البيض.
وبحسب موقع ” voanews” يقول خبراء، إن حركة “انتيفا” غير منظمة حتى الوقت الراهن، وتضم بين طياتها أعضاء مهتمين بعدد مختلف ومتنوع من القضايا، ابتداء من القضايا السياسية مرورا بالعلاقات العرقية، وحقوق المثليين، لكن الرابط المشترك بينهم جميعا استخدام العنف في محاربة من يصفونهم بالمتفوقين البيض” ودائما ما يرتدون زيا غير رسمي من الملابس السوداء وأقنعة الوجه.
وتحظى حركة انتيفا ببعض المؤيدين والمعجبين من الناشطين المحبين للسلام، مثل الكاتب والأكاديمي الشهير، كورنيل ويست، الذي كان حاضرا في أحداث شارلوتسفيل، وأعرب عن اعجابه بقيام حركة انتيفا بحماية الأنشطة المناهضة للعنف، وقال لصحيفة واشنطن بوست” :” لولا حماية مناهضي الفاشية لنا من الفاشيين الجدد لكانوا سحقونا مثل الصراصير”.
يقول المحاضر في كلية دارتموث ومؤلف كتاب أنتيفا القادم .. دليل مكافحة الفاشية، مارك براي، “إن الفاشيين يقولون إنه بعد أهوال الرق العبودية والمحرقة، فإن العنف البدني ضد المتفوقين البيض هو مبرر أخلاقيا وفعال استراتيجيا . … طرحوا حجة متسقة أخلاقيا وتاريخيا لمحاربة النازيين”.
لكن انفتاح أنتيفا على التكتيكات العنيفة قد جعلها أيضا عرضة للنقد من اليمين، ولا سيما من الرئيس دونالد ترامب. وقال ترامب خلال مؤتمر صحافي “كان لديك مجموعة، من جهة، كانت سيئة، وكان لديك مجموعة على الجانب الآخر كانت عنيفة جدا”.
عن المؤلف:
مارك براي هو مؤرخ لحقوق الإنسان، والإرهاب، والتطرف السياسي في أوروبا الحديثة الذي كان واحدا من منظمي احتلال وول ستريت. وهو مؤلف كتاب “ترجمة الفوضى: الفوضوية لاحتلال وول ستريت”، وقد ظهر عمله في صحيفة واشنطن بوست، و”فورين بوليسي”، و”كوارتير كوارتيرلي”، و”روار ماغازين”، والعديد من المجلدات التي تم تحريرها. وهو حاليا محاضر في كلية دارتموث.
https://old.booksplatform.net/ar/product/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%B4%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9/
This post is also available in: English (الإنجليزية)