الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
هل خذلت الديمقراطية النساء؟
تشرح الباحثة “درود داهليرب” أستاذة العلوم السياسة بجامعة ستوكهولم بالسويد، في كتابها “هل خذلت الديمقراطية النساء؟” كيف خذلت الديمقراطية المرأة وما الذي يجب أن نفعله لحل هذه المشكلة؟ ولماذا لا يزال تمثيل المرأة في السياسة ناقصاً؟
وهل يمكننا أن نتكلم عن الديمقراطية عندما لا تكون المرأة مدرجة في عملية صنع القرار السياسي؟
ومنذ نشرت الكتاب أصبح تمثيل المرأة موضع ومجال تركيز من قِبَل برنامج البحوث الخاص بوزراء الدول الإسكندنافية، وأحدث مثال لذلك، مشروع المساواة بين الجنسين ومشروع الطاقة في الدول الاسكندنافية، وتمت المساهمة بالقيام بدراسة مسحية لأطروحات عن الحواجز التي تقف أمام تمثيل المرأة، وكان ذلك تحت رعاية درود داهليرب.
وتقول داهليرب: “يجادل البعض بأننا نسير على الطريق الصحيح نحو المساواة الكاملة بين الجنسين في السياسة، في حين يتحدث البعض الآخر عن النساء اللائي يضربن السقف الزجاجي أو يدرجن في مؤسسات ذات قوة ضعيفة، وهذا ليس أدني من نتيجة الليبرالية الجديدة”.
وتؤكد أن المؤسسات السياسية، بما فيها الأحزاب السياسية، تعتبر البوابة الحقيقية للمناصب المنتخبة في جميع أنحاء العالم، ولكنها تحتاج إلى أن تكون أكثر شمولية، وبإصلاح هذه المؤسسات وتنفيذ الحصص الجنسية بعناية، يمكننا تحسين المساواة بين الجنسين وإضفاء مزيد من الديمقراطية.
تقول المؤلف: تدّعي العديد من المؤسسات الحزبيّة أنها تبحث عن المرشحات الإناث بنسبة عالية أو منخفضة في حين أن المرأة تتراجع في عملية الترشح للمناصب السياسية. ومع ذلك، تفيد كثير من النساء أنه من الصعب جداً بالنسبة لهنّ أن يتم إدراجهنّ في القوائم الانتخابية، ولا سيّما في موقع من شأنه أن يعطيهنّ فرصة حقيقية في أي يتم انتخابهنّ.
من هم المسؤولون عن حقيقة أنه تمت تنحية النساء وإبعادهنّ عن جموع المرشحين؟ هل هم الناخبين؟ هل هي تلك المؤسسات الحزبية المحلية ولجانها الذكور المهيمنين عليها؟ أم أن النساء لا يردن أن يعملن أو يشغلن الوظائف؟ ولأننا نعيش في البلدان الإسكندنافيّة، فعلينا أيضا أن نطرح هذا السؤال: من هو المسؤول عن حقيقة أن تمثيل المرأة قد ازداد، وخصوصا خلال آخر 10 إلى 15 سنة؟
التعبئة
لقد تراجعت العديد من النساء، أو بالأحرى، قرّرن عدم الترشح، في مرحلة التعبئة. في حين أن النساء يشكلن حوالي نصف الناخبين والنساء أقل من الرجال على استعداد ليسمحوا لأنفسهم أن تجنيد كمرشحين للحزب في الانتخابات. والسؤال المهم هو الإجابة عن سبب ذلك.
يجب أن نبحث عن تفسيرات في الظروف المعيشية للمرأة: عبء العمل المزدوج ونقص عام في الوقت بالضبط في سنوات عندما وضعت الأسس لحياته السياسية. كما تفتقر العديد من النساء إلى ما يكفي من الثقة بالنفس وتحتجن إلى الدفع في الاتجاه الصحيح. ولكن علينا أيضا أن نتساءل عمّا إذا كانت الثقافة السياسية والمناخ والطريقة التي يتم فيها عقد الاجتماعات، وضغط الوقت وظروف التمثيل التي لا يمكن أن تتحسن وبالتالي فإن العديد من النساء يردن أن يكنّ جزءاً من هذه العملية. وقد تستفيد الفئات المهمشة الأخرى في المجتمع أيضا من هذه الإصلاحات.
حدثت تغيرات في رغبة وشجاعة النساء على التقدم كمرشحات؟ ويبدو أن المزيد من النساء على استعداد لتولّي منصباً سياسياً الآن أكثر مما كان عليه الحال في السابق. وتُظهر استطلاعات الرأي النرويجية أن هناك زيادة في نسبة النساء اللاتي هنّ على استعداد بالسماح لأنفسهم أن التطوع وازدادت نسبتهنّ من 29 في المائة فقط في عام 1971 إلى 33 في المائة (الثلث) في عام 1979 و38 في المائة في عام 1983. وهذا أمر مهم لأنه لم يعد هنالك شكٌّ في أنه كان هناك عامل حاسم لتمثيل المرأة وهو أن النساء مهتمات أقل من الرجال بعملية الترشح لمنصب سياسي.
اجتماع الترشيح
تعتبر فترة الترشيح مرحلة مهمة أيضاً، في جلسة الترشيح أو أثناء انتخابات المرشحين أو المراحل التمهيدية داخل الأحزاب، يقوم أعضاء الحزب باختيار مرشحيهم وتحديد ترتيبهم على القوائم الانتخابية وكذلك تحديد المقاطعات (المناطق) التي سيمثلها كل شخص.
ومن خلال الاستطلاع ( الاستبيان) الذي جرى عن عملية التطوع بالترشّح للانتخابات البلدية في النرويج، قام كل من هيلليفيك وسكاردHellevik & Skard) ) بمراقبة كل اجتماع للترشيح في جميع المؤسسات الحزبية المحلية في آكيرشوس ( (Akershus. ووجد الباحثون أنه في بعض فروع الحزب، كانت المنافسة للحصول على مكان في القوائم قوية، وخاصة في الأحزاب التي كانت في موقع القوة وكان لها تأثير كبير في البلدية. أما في غيرها من المؤسسات الحزبية المحلية، فكان من الصعب الحصول على أشخاص ليشغلوا مواقع سياسية. وكانت المنافسة في اجتماعات الترشيح في تلك الأحزاب تدور حول الحصول على موقع في القائمة التي من شأنها أن تكفل أنك لم تكن منتخبة/منتخباً.
وعندما يجري تجميع قائمة المرشحين، تسعى معظم الأحزاب للحصول على مزيج معين من الأعمار، والتمثيل من مناطق مختلفة ومزيج معين من المهن. ويتطلعون أيضاً لشخصيات لديها إمكانات تجعل لأنفسها أسماءً ذات شهرةٍ وتلفت انتباه الناخبين للحزب. كانت هناك مشكلة بالنسبة للمرأة وهي أنها كانت نادرا ما تعتبر كممثلة عن المناطق ( المقاطعات) والمهن وغيرها، وهذا النوع من سمات الشخصية التي تبحث عنها الأحزاب كان لها في كثير من الأحيان شبهاً واضحاً مع سمات دور الذكور. حتى قبل 20 عاماً، كان الحزب سعيدا فيما لو كانت هنالك امرأة واحدة فقط في القائمة (“امرأة رمزية”)
ومع ذلك، شهد هذا المجال تغييرات هامة. ففي“Blomster & Spark” (الزهور والركلات)، وهو كتاب يحوي مقابلات مع السياسيات الإناث في الدول الاسكندنافية، حيث تقول العديد من النساء أن حقيقة أنهنّ من النساء كانت في بعض الحالات ميزة لهنّ.
تقول إنغا لانتز، عضو البرلمان السويدي: “إذا كان عليّ أن أكون صادقةً تماماً، فأعتقد أنني أصبحت مشمولة في ما يسمى بموجة الأنثى، فلقد احتاج الحزب امرأة وضعت في مكان ما قرب رأس القائمة الانتخابية”.
ولا يعني هذا أن المرأة لا تواجه مزيداً من المعارضة، فمعظم السياسيين لا يزالون من الرجال. ومع ذلك، فإن ذلك يعني أن الأحزاب قد استمعت إلى المطالب الشعبية لعدد أكبر من النساء في السياسة. وقد تمكّن هذا الضغط الجماهيري والعمل العنيد المتماسك من المنظمات النسائية داخل الأحزاب، تمكّن من إقناع الأحزاب بتوظيف المزيد من النساء. ويمكن القيام بذلك فهو درس ذو أهمية.
ولقد وجد كل من هيلليفيك وسكارد ( Hellevik و(Skard في استطلاعهما أيضاً أنه أصبح سمة عامة من سمات الترشيحات التي كانت تعتبر هامة وهي ضمان التوزيع المتوازن للنوع الاجتماعي (الأجناس) بين المرشحين. ولقد أعربت كل لجان الترشيح التي تعدّ لهذه العملية، واجتماعات الترشيح عن هذه الرغبة. ومع ذلك، كانت بعض المنظمات الحزبية المحلية سعيدة بوجود 30 في المائة من النساء على قائمة الحزب، في حين يهدف آخرون لجعلها 50 في المائة من كلا الجنسين. في نصف اجتماعات الترشيح في مقاطعة أكرهوس “Akerhus” ، تمت الإشارة إلى أنه كان هناك مشكلة في العثور على النساء اللاتي كنّ على استعداد بالسماح لأنفسهنّ بالترشح، خصوصاً لموقع على مستوى عالٍ في القوائم الانتخابية، وبعبارة أخرى، موقع من شأنه أن يجعل الانتخابات حقيقة نسبية. ومع ذلك، فإننا لا نعرف كيف كانت عملية الاستمرار في البحث عن المرشحات. وعلى أية حال، فإنه لا جدوى من أن نذهب قبل وقت الانتخابات ونسأل شخص ما، بدون أي خبرة سياسية أو تنظيمية حزبية أخرى، أن يقوم بالترشح لمنصب رئاسي. إذا فعلت ذلك، فمن المحتمل أن تحصل على الرفض. ويبدأ التوظيف بمشاركات وأمور مشجِّعة أصغر.
لماذا يوجد هناك نقص في عدد النساء، في حين قِيلَ لنا لِلتَّو أن هناك عدد أكثر من ما يكفي من النساء والرجال الذين هم على استعداد للترشُّح؟ إن استنتاج كل من هيلليفيك وسكارد Hellevik) وSkard ) هو أن يكون ذلك بسبب المرشحين المحتملين الذين لم يطلب منهم الترشح! وأهم سبب لذلك هو بحث كل حزب عن المرشحين من بين أعضائه، ولكن في البلدان الإسكندنافيّة فقط 10 إلى 20 في المئة من الناخبين هم أعضاء في حزب سياسي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن بعض اللاتي تهتممن في الحصول على وظيفة (منصب) سياسية قد لا يكنّ على استعدادٍ مباشر (آني)، ربما ليس بعد، حتى يصبح أولادهنّ أكبر سناً، في وقت ما في المستقبل، حينئذٍ يأملن في أن يكون هناك ضغط أقل في العمل، أو ربما يأملن ذلك عندما يبدأ أزواجهنّ في وقت ما في المستقبل، بالمشاركة في أعمال (واجبات) المنزل!
عن المؤلفة:
درود داهليرب هي أستاذة العلوم السياسية في جامعة ستوكهولم، السويد. وهي خبيرة في قضايا المساواة بين الجنسين والسياسة وتدير الموقع العالمي
https://old.booksplatform.net/ar/product/nasty-women-kindle/
https://old.booksplatform.net/ar/product/رواية-مقامات-النساء/
https://old.booksplatform.net/ar/product/ملكة-سرعة-البديهة/
This post is also available in:
English (الإنجليزية)