الخليج العربي بعيون أحدث إصدارات الكتب العالمية
أصبحت دول الخليج محور اهتمام دولي كبير، وحاليا وبعد تطورها الرائع من “صيد اللؤلؤ إلى التنقيب عن النفط”، وفرديتها وتنوعها، يتم فحصها بعيون أحدث الكتب العالمية باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
هذه الإصدارات -التي يستعرضها التقرير- تناولت الجوانب المختلفة لدول الخليج العربي، وحمل بعضها الطابع الاقتصادي، مثل كتاب (اقتصاديات الخليج العربي، و(لعبة المليارات في الخليج العربي) و(تأثير إيرادات النفط على تنمية الخليج العربي)، و(أزمة الخليج وتبعاتها العالمية) وأخرى حملت الطابع السياسي، منها كتاب (الخليج العربي والغرب) وكتاب (الخليج العربي والدول العربية).
بينما رصت كتب أخرى دول الخليج مجتمعة كما في كتاب (صناعة دول الخليج الحديثة)، أو كل على حدة مثل كتاب (الإمارات العربية المتحدة: تاريخ حديث) و(البحرين والخليج: الماضي، وجهات النظر والمستقبل البديل) و(السعودية 3.0).
بداية، نتوقف مع نشأة دول الخليج في كتاب صناعة دول الخليج الحديثة: الكويت، البحرين، قطر، الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان (The Making of the Modern Gulf States: Kuwait, Bahrain, Qatar, the United Arab Emirates and Oman)، الصادر عن دار روتلدج (Routledge) بالمملكة المتحدة، للكاتب روزماري سعيد زحلان (Rosemarie Said Zahlan).
هذا الكتاب، يحكي قصة تشكيل هذه المنطقة، وتطورها من التبعية الاستعمارية إلى دول مستقلة، وتحولها جذريا بعد ظهور النفط.
والنتيجة هي صورة مستنيرة ومتوازنة للطابع السياسي والاقتصادي والديني والثقافي للمنطقة. وقصة الأسر القوية وشيوخها الذين اضطروا إلى دمج هذه الدول في العالم الحديث؛ من خلال التبادل السياسي والاقتصادي المتداخل، وتأثير صناعة النفط، وتدفق العمال من الخارج، والقوى المتنوعة التي تعمل على دول الخليج.
وفي عام 1990 تأثرت دول الخليج كثيرا بالحرب، وأكثر من كونها مجرد تواجد قوى إقليمية في المنطقة، وقد ظهرت آثارها العسكرية والاقتصادية والسياسية في جميع أنحاء النظام السياسي الدولي، فكانت اختبار لصمود الولايات المتحدة في مواجهة بقاء سياسة صدام حسين، وقدرة أوروبا في تشكيل جبهة موحدة في مواجهة قضايا السياسة الخارجية، وفعالية الأمم المتحدة في مواجهة العدوان الدولي.
والأساس المنطقي في كتاب أزمة الخليج وتبعاتها العالمية (The Gulf Crisis and its Global Aftermath) والذي نشر لأول مرة في عام 1993، هو التحقيق في مختلف جوانب الأزمة وتحليلها، لا سيما فيما يتعلق بالتفاعلات بين الآفاق الداخلية والدولية لإقامة نظام جديد في الشرق الأوسط.
ويدرس فيه المؤلفين: جاد بارزيلاي، أهارون كليمان، جيل شيدلو (Gad Barzilai, Aharon Klieman and Gil Shidlo) الآثار العريضة للحرب، بما فيها من تحليلات كل من أوروبا وأمريكا والاتحاد السوفياتي.
كل مقالة تم اختيارها لوضعها في هذا المجلد كتبت من قبل خبير في مجال عمله، ويدمج هذا التعاون بين المؤرخين والمتخصصين الإقليميين وعلماء السياسة، مجموعة متنوعة من أساليب البحث في كتاب واحد، لكي يكون مفيدا لمجموعة واسعة من القراء.
ويدرس كتاب الخليج العربي والغرب (The Arab Gulf and the West) الصادر عن دار روتليدج (Routledge) بالمملكة المتحدة، العلاقات بين الخليج العربي والغرب بكل تشعباتها.
وعلى مدى عقود طويلة، كان الخليج العربي منطقة نفوذ غربية، وخاصة بريطانية. وفى السنوات الأخيرة تغير الأمر كثيرا، فقد أصبحت دول المنطقة تسيطر أكثر على مصائرها، وقد حلت الولايات المتحدة محل بريطانيا كدولة غربية ذات مصالح كبرى في المنطقة.
ومع ذلك، فقد تفاقمت الصورة بسبب الاختلافات في الرأي داخل المنطقة وقضايا العلاقات الدولية.
ها الكتاب ينظر إلى المسألة من منظور العلاقات التاريخية والاقتصادية والثقافية والدولية، ويقدم وجهات نظر غربية وخليجية على حد سواء. وتختتم المناقشة بمناقشة الاتجاهات الراهنة والتطورات المستقبلية المحتملة.
أما عن العلاقة بين دول الخليج والعالم العربي، يجمع كتاب “الخليج والعالم العربي” (The Arab Gulf and the Arab World) مساهمات مختارة من ندوة عقدت في مركز دراسات الخليج العربي في جامعة إكستر، فى المملكة المتحدة، في يوليو 1986، تحت نفس عنوان الكتاب.
واعتبر محرر الكتاب بي.آر.بريدهام (B.R. Pridham) المنظور التاريخي شرطا أساسيا للتركيز على التطورات الحديثة، ومخصص في الكتاب فصلان لمجيء العرب والإسلام إلى الخليج، كما أن هناك فصلا يتناول آخر أدوار الإمبراطورية العثمانية في المنطقة.
وتركز الفصول المتبقية في الكتاب على التفاعل الأخير تحت العناوين العريضة للشؤون السياسية والاجتماعية – السياسية، والجوانب الديموجرافية، والتبادل المالي، ومسائل الأمن.
كما أن هناك جزء كبير من الكتاب مخصص لتحليل مفصل للعامل الرئيسي في علاقات الخليج العربي والعالم العربي: التدفق الهائل، في اتجاه واحد، للقوى العاملة العربية المهاجرة، وفي الاتجاه المعاكس، تمويل الخليج وتحويلات العاملين.
ومن أجل فهم تنوع المجتمع السعودي وتعقيداته التاريخية والثقافية والدينية والسياسية، هناك 100 سؤال و100 إجابة، تناقشها فاتحة دازي-هيني (Fatiha DAZI-HÉNI) بفرنسا، في كتاب المملكة السعودية في 100 سؤال (L’Arabie Saoudite en 100 questions)، الصادر في عن دار تالنديير (Tallandier).
أنشئت المملكة في عام 1932 بناء على تحالف ديني سياسي، مملكة غير معروفة للغرب في ذالك الوقت تثير الأوهام والقلق بسبب الأفكار المحافظة والصرامة والفصل بين الرجال والنساء والطبيعة المطلقة للسلطة الملكية.
دخلت المملكة عهد جديد في 2015 مع تسلم الملك سلمان زمام الأمور تزامنا مع تبنيها سياسة التقشف غير مسبوقة وتصاعد الدور الإيراني في المنطقة وخطر تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة من ناحية أخرى، فهل تستطيع الإدارة الجديدة تخطي كل تلك العقبات؟!
وفي هذا الكتاب إجابات حول شخصية ابن سعود مؤسس المملكة، وتعريف الوهابية، ووضع الأقلية الشيعية في المملكة، لماذا أطلقت السعودية حربا في اليمن؟ وما مشكلتها مع إيران؟
ويحكى محمد مرسى عبد الله (Mohammad Morsy Abdullah)، في كتاب الإمارات العربية المتحدة: تاريخ حديث (The United Arab Emirates: A Modern History)، دار روتلدج Routledge))، سنة 2017، عن التراث السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويشرح المسائل التكوينية التي ساعدت في تطوير الدولة الجديدة.
وكان الانسحاب البريطاني من الخليج في عام 1971 قد وضع حدا للعصر الإمبراطوري البريطاني في تاريخ الإمارات المتصالحة مما حقق ولادة دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي الفترة من 1892 إلى 1971 كان تاريخ الخليج محدد بالوجود البريطاني. في البداية كان ينظر إلى هذه المنطقة من قبل البريطانيين على أنها ليست أكثر من جزء من الدفاع الاستراتيجي للهند، ولكن بحلول عام 1945 وبظهور النفط والاتصالات الجوية الدولية أصبح للمنطقة أهمية إستراتيجية جديدة.
هذا الكتاب يدرس كل من سياسة مكتب الهند في وقت مبكر مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية للمنطقة والظروف التي حدثت بعد عام 1947 مما دفع وزارة الخارجية للتدخل في بعض القضايا الداخلية.
ويسعى النصف الثاني من الكتاب إلى شرح تطور القومية العربية، ونمو الأنشطة الإيرانية وعلاقات الدول المتصالحة مع جيرانها الغربيين، المملكة العربية السعودية وقطر. ويقدم الفصل الأخير شرحا تاريخيا للحدود الحالية بين الإمارات وجغرافيا سياسية للمنطقة.
ونبقى في الإمارات، مع كتاب “رؤى حضارية علي الخليج العربي: مدن ما بعد النفط” (Urbane Visionen am Arabischen Golf: Die “Post-Oil-Cities)، الصادر عن دار كامبوس فيرلاج (Campus Verlag) الألمانية، حيث تتفحص الكاتبة نادين شارفينورت (Nadine Scharfenort)، أمور أكبر ثلاث مدن في دولة الإمارات العربية المتحدة (دبي، أبوظبي، الشارقة).
تلك شهدت المدن تغييراً هيكلياً كبيرا في العقود الأخيرة، فقد غير اكتشاف البترول في منتصف القرن العشرين منطقة الخليج العربي خلال أربعة عقود فقط تغييرياً جذرياً.
وترى “فينورت” أن كل الدول تريد أن تضع نفسها بين شبكة المدن العالمية كما يريد الجميع الاستعداد للوقت الذي سينفذ فيه البترول.
أما البحرين فهي ليست نموذجا لدول الخليج العربي، إلا أنها قد تكون بمثابة مقياس بوضعها الحالي ومستقبلها المحتمل. ولذلك ستكون ذا فائدة للراغبين في الحصول على مزيد من التبصر عن تاريخ وسياسة الشرق الأوسط خلال هذه الفترة من التغير السريع.
وفي هذا السياق، يستكشف المؤلفان جيفري نوجنت، ثيودور توماس Jeffrey B. Nugent, Theodore H. Thomas))؛ الماضي والحاضر والمستقبل القادم للبحرين والخليج، في كتاب البحرين والخليج: الماضي، وجهات النظر والمستقبل البديل Bahrain and the Gulf: Past, Perspectives and Alternative Futures)).
وفي وصف لطبيعة التحول التي شهدتها الدولة الخليجية، يسرد المولفان: بعد اكتشافات النفط في أوائل الثلاثينيات، سرعان ما أصبحت البحرين بلدا مصدرا للنفط وأصبح نصيب الفرد من الدخل مرتفع نسبيا. وقد نجحت البحرين مؤخرا في تنويع اقتصادها باستغلال أموال النفط في تطوير الخدمات المصرفية الإقليمية وغيرها من الخدمات، بجانب مجموعة متنوعة من الصناعات الخفيفة والثقيلة.
وقد تضافرت الظروف المختلفة لجعل البحرين أحد البلاد الرائدة بين دول الخليج العربي في تحويل المجتمعات القبلية العربية التقليدية إلى مناطق اجتماعية واقتصادية حديثة.
هذا الكتاب يقوِّم إلى أي مدى قامت البحرين بكل بساطة بتغيير مظهرها الخارجي إلى الحداثة، وكيف تحولت المجتمعات القبلية العربية التقليدية إلى هياكل اجتماعية واقتصادية حديثة. كما يستكشف الصراعات بين القوة المقنعة للقيم الحديثة وعلاقتها بالأديان التقليدية المنتشرة.
وفي كتب آخر عن للمملكة العربية السعودية، يطرح الكاتب كلارنس رودريجيز (Clarence Rodriguez) قضية التغيرات التي طرأت على المملكة منذ صعود محمد بن سلمان وظهوره كولي للعهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وصاحب مشروع “رؤية المملكة 2030” من أجل إصلاح المجتمع الذي يمر بأزمة اقتصادية غير مسبوقة وغير متوقعة.
وجاءت حصيلة هذا الكتاب “السعودية 3.0” (ARABIE SAOUDITE 3.0) نتيجة لكثير من المقابلات عقدها “رودريجيز” مع الشباب السعودي من أجل معرفة ما يدور بعقولهم وفي الحقيقة أفصحت هذه المقابلات عن أفكار غير متوقعة.
بلغ عدد سكان المملكة ممن هم دون الثلاثين أكثر من 30 مليون نسمة، تعد نسبة عالية من الخريجين الذي يتشاركون الاهتمامات التي يمكن تلخيصها في التقنية.
قيم مشتركه بين أبناء هذا الجيل وتطلعات للتحرر والتغيير والخروج من تحت سلطة المتدينين حيث لا تزال الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع في المملكة، إلا أن 50 عاما منذ اكتشاف النفط قادرون على إحداث التغيير ربما في هذا الجيل الذي نشأ على الرفاهية بعض الشيء.
ومن الناحية الاقتصادية، يقدم ام.اس.الأزهري (M.S. El Azhary) تقييما لمدى اعتماد المنطقة على النفط لازدهارها الاقتصادي وتنميتها، مع بعض المؤشرات عن المشاكل الهائلة التي قد تواجه المنطقة إذا ما استمر الطلب على النفط
وفي كتابه “تأثير إيرادات النفط على تنمية الخليج العربي” (The Impact of Oil Revenues on Arab Gulf Development) الصادر عن دار روتلدج (Routledge) بالمملكة المتحدة، يستكشف الأزهري المشاكل السكانية التي تتحرك نحو التنسيق الاقتصادي الخليجي وتأثير النفط على المجتمع والثقافة والتعليم.
ومع تراجع أسعار النفط في الثمانينيات، ازدادت الضغوط على دول الخليج العربي لكي تسرع في تنويع اقتصادياتها في القطاعات غير النفطية.
هذا الكتاب، يدرس هذه المشكلة والعديد من القضايا الأخرى المرتبطة بتأثير عائدات النفط على التنمية في دول الخليج.
وقد قامت هذه الدول بتغيير سياسات إنتاج النفط ودخله لتنميته في قطاعات الاقتصاد الأخرى بما في ذلك الزراعة والصناعة والبنوك.
وعن النهضة الاقتصادية المذهلة لبعض دول الخليج العربي، يرصد الخبير الاقتصادي الألماني ثوربن أولزوسكي (Thorben Olszewski)، في كتاب “لعبة المليارات في الخليج العربي” (Billionenspiel am Arabischen Golf)، الصادر عن دار بوكس إن ديماند (Books on Demand)، انعكاسات ذلك علي اقتصاد بلاده (ألمانيا) وما الذي يمكن أن نتعلمه منهم.
وفي السنوات الأخيرة لم تثر أي مدينة ضحة كبيرة مثل دبي بأرقامها القياسية ومشاريعها الجديدة بما في ذلك أطول مبني في العالم.
كما رأي كثير من المتشككين في سنوات الأزمة الاقتصادية كيف عملت دبي علي الخروج منها وبدأت من جديد، فضلاً عن التطور سريع الوتيرة للإمارات الأخرى بالدولة وتطور دول ومدن المنطقة.
يجمع هذا الكتاب بين تجارب السفر الشخصية الخاصة بالكاتب للدول العربية وبين حقائق النهضة الاقتصادية التي لا مثيل لها. ما يتيح إطلاع غير مألوف علي عالم يؤثر تطوره علي العديد من الشركات في ألمانيا.
وفي كتاب آخر بعنوان “اقتصاديات الخليج العربي” (The Economies of the Arabian Gulf) يدرس عاطف كوبورسي (Atif A. Kubursi) دول مجلس التعاون الخليجي: المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وقطر وعمان والإمارات العربية المتحدة، من الناحية الثقافية، والتاريخية والجغرافية والسياسية.
وعلى الرغم من الأهمية الدولية لهذه الدول كمصدرين للنفط، فإن هناك افتقارا في وجود معلومات إحصائية متينة عن كل بلد أو عن المنطقة ككل.
هذا الكتاب الصادر سنة 2017، عن دار روتلدج (Routledge) يتناول هذه الفجوة مع مجموعة كبيرة من البيانات عن كل بلد على حدة والمنطقة كلها ككل.
https://old.booksplatform.net/ar/product/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%A8%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86/
https://old.booksplatform.net/ar/product/billions-billions/