الممثلون اليهود في مصر

عنوان الكتاب الممثلون اليهود في مصر
المؤلف أشرف غريب
الناشر  دار الهلال
البلد القاهرة
تاريخ النشر 2018
عدد الصفحات 108

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

صدر مؤخراً عن مركز الهلال للتراث الصحفي التابع لمؤسسة الهلال كتاب “الممثلون اليهود في مصر”، للناقد السينمائي أشرف غريب رئيس تحرير مجلة الكواكب الأسبق.

ويقدم الكتاب، دراسة مهمة عن تجربة الممثلين ذوي الأصول اليهودية في المسرح والسينما، وكيف لعبت السياسة دورها في تهميش الحديث عنهم؟ رغم كونهم جزءًا أصيلًا من المشهد الفني في مصر بالنصف الأول من القرن الـ20، مع تسليط الضوء على سيرة حياة نحو 17 ممثلا أبرزهم ليلى مراد، وراقية إبراهيم، وكاميليا، وفيكتوريا موسى، وإستر شطاح، وصالحة قاصين ونجمة إبراهيم، ونجوى سالم، وشالوم، وإلياس مؤدب.

فى هذا الكتاب تحلى المؤلف، بقدركبير من الجرأة على تحدي ما قال إنه “كثير من الأساطير التي تحيط بالممثلين اليهود في مصر”. وفي كتابه الجديد ” الممثلون اليهود في مصر” يسعى الناقد السينمائي الشهير “لتحطيم هذه الخرافات بالمعلومات .”

تعود أهمية الكتاب إلى أنه أول توثيق مُدقق لدور الممثلين اليهود في تاريخ الفن السينمائي المصري. واستند فيه الكاتب، الذي بات مرجعا رئيسيا للتاريخ الفني المصري، إلى ما وصفه بنهج صارم في التحقق من المعلومات.

وبخلاف الشائع، فإن عدد الممثلين اليهود حتى عقد الأربعينيات، الذي أمكن للمؤلف حصره، يوازي إن لم يتجاوز عدد الممثلين الأقباط على مدى تاريخ الفن في مصر، والأكثر من هذا إن عددهم في بعض الفرق المسرحية، كما عند جورج أبيض وسلامة حجازي “كان يفوق مثيله من المسلمين ربما بسبب عدم حماس المصريات، مسلمات وقبطيات، للظهور على خشبة المسرح”، حسبما يؤكد المؤلف.

التاريخ الحقيقي

كل فصول الكتاب، تقريبا، تتضمن إشارات إلى صعوبة تقصي الحقائق عن هؤلاء الممثلين. ورغم هذا، فإن الكاتب أصر، كما يقول، على السعي للكشف عن التاريخ الحقيقي للممثلين اليهود في مصر “باعتبارهم جزءا من الحركة الفنية في بلادنا يجب أن يوضع في حجمه الطبيعي دون إفراط في تقدير حجم هذا الدور ، كما يفعل مناصرو إسرائيل أو تفريط فيه كما اعتاد الباقون”.

ولم يعرف فن التمثيل في مصر أي اسم جديد سوى الأخوين جمال وميمو رمسيس اللذين ظهرا ظهورا عابرا مع نهايات الخمسينيات، أما كل الأسماء اليهودية الأخرى، على كثرتها، فهي ابنة النصف الأول من القرن العشرين، كما يؤكد الكتاب.

وكانت حرب 1948 بين العرب واليهود في فلسطين وقيام دولة إسرائيل نقطتين فاصلتين في تاريخ الممثلين اليهود في مصر.

يقول المؤلف إنه “منذ أن غيبت السياسة والأطماع العنصرية الممثل اليهودي عن المشهد الفني في مصر، ومع مرور السنين، أصبح الغموض مسيطرا على أي حديث عن هؤلاء، وباتت المغالطات والأخطاء هي السائدة لدى معظم من تصدوا للكتابة في تاريخ الفنانين اليهود في مصر”.

وكانت حرب 1948 بين العرب واليهود في فلسطين وقيام دولة إسرائيل نقطتين فاصلتين في تاريخ الممثلين اليهود في مصر.

مغالطات وأخطاء

يقول غريب إنه “منذ أن غيبت السياسة والأطماع العنصرية الممثل اليهودي عن المشهد الفني في مصر، ومع مرور السنين، أصبح الغموض مسيطرا على أي حديث عن هؤلاء، وباتت المغالطات والأخطاء هي السائدة لدى معظم من تصدوا للكتابة في تاريخ الفنانين اليهود في مصر”.

وحسب الكتاب، فإن عددا كبيرا من الممثلين اليهود حرص على تغيير اسمه. وضرب أمثلة على ذلك بالممثلة راشيل إبراهام، التي أصبحت راقية إبراهيم، وليليان فيكتور كوهين، التي أصبحت كاميليا، وهينريت كوهين التي غيرت اسمها إلى بهيجة المهدي، وتوجو مزراحي إلى أحمد المشرقي، ونظيرة موسى شحادة إلى نجوى سالم .

ماذا وراء هذا التغيير في الأسماء؟. يقول غريب إن “الأسباب لم تكن دينية أو اجتماعية أو حتى سياسية، بل لأسباب فنية تستهدف السعي للبحث عن اسم شهرة أكثر سهولة”.

ويشير إلى أن ممثلين مصريين كثيرين غير يهود فعلوا الشيء نفسه مثل أحمد رمزي وشادية ونور الشريف.

ويكشف الكتاب عن أنه من بين كل الممثلين اليهود الذين عرفتهم مصر، لم يهاجر إلى إسرائيل بعد إنشائها سوى ثلاث ممثلات هن سرينا إبراهيم، أخت الممثلة نجمة إبراهيم، وجراسيا قاصين، شقيقة الممثلة صالحة قاصين، ومطربة وممثلة ثالثة هى سعاد زكي.

ويقول غريب إن “كلا من نجمة وصالحة تبرأتا من اختيهما وظلتا ترفضان الحديث عنهما بعد هجرتهما من مصر إلى فلسطين، بينما عاشت الثالثة حياة قاسية هناك بعد أن كانت واحدة من ألمع مطربات عصرها فى زمن أم كلثوم.”

إسلام ليلى مراد

ويؤكد الكتاب أن ليلي مراد لم تكن إسرائيلية رغم أن شهادة إشهار إسلامها تشير إلى ذلك بوضوح. وأحد أدلته على ذلك أن الإشهار جاء قبل قيام دولة إسرائيل. ويؤكد غريب أن الفنانة المحبوبة “كانت تتمتع بالجنسية المصرية الكاملة قبل إسلامها بسنوات”.

ويضيف أن “فرعا من أسرة ليلى مراد والذي هاجر إلى إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين أول عام 1949 ظل حتى وفاتها لا يعترف بإسلامها، بل بذل محاولات مضنية للتواصل معها وإقناعها بالهجرة إلى إسرائيل وممارسة الطقوس اليهودية ، لكنهم اعترفوا بأنهم لم يقابلوا سوى بالصد من جانب ليلي التي كانت تعتز بإسلامها ومصريتها”.

وحسب الكتاب، فإن “الأكثر دهشة هو أن أولاد عمومة ليلى مراد المقيمين في إسرائيل لا يعترفون بإسلام ابنيها أشرف وزكي، وينتظرون أيضا عودتهما إلى أرض الميعاد حسب تعبيره، رغم أن كلا من أشرف أباظة وزكي فطين عبد الوهاب من أبوين مسلمين”.

وفي السياق نفسه، يبرهن غريب على أن منير، شقيق ليلى الذى برع فى مجالي التمثيل والتلحين ، لم يتحول إلى الإسلام من أجل الزواج بالفنانة سهير البابلي،. كما أنه لم يرتد عن الإسلام قبل وفاته في باريس في أكتوبر عام 1981 حسبما أشيع. ويكشف للمرة الأولى عن أن منير مراد قد دفن بجوار رفيق نجاحه المطرب الراحل عبد الحليم حافظ فى مقبرته الخاصة موضحا الأسباب التى دفعت أسرته لاتخاذ مثل هذا القرار .

عبد الناصر واليهود

ويحقق الكتاب الروايات الشائعة بشأن اضطهاد” حكومة الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر للممثلين اليهود. ويضرب مثالا بما تردد عن دور حكومة ثورة 23 يوليو 1952 في الترويج لشكل العلاقة بين فاروق، ملك مصر السابق، والفنانة اليهودية كاميليا التي كادت تنتهي بالزواج رغم رفض حكومة الملك.

ويثبت الكتاب أن العلاقة كانت قائمة بالفعل ولم تؤد حكومة الثورة أي دور في استغلال العلاقة لتشويه الملك وإثبات أنه كان فاسدا، ما كان يستوجب الثورة عليه. كما يبرهن الكتاب بدليل آخر وهو استمرار اثنتين من الممثلات اليهوديات في نشاطهما الفني حتى نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن الماضي “من دون أية مضايقات من جانب الحكومة المصرية.”

وحتى عام 2015، ظلت الصحافة الإسرائيلية تتحدث عن أن النجمة اليهودية الشهيرة نجوى سالم لم تعتنق الإسلام بل ماتت يهودية وأنها كانت تميل إلى إسرائيل. غير أن الكتاب يسرد “أدلة عدة” على أنها “ماتت مسلمة، ولم يمنعها أصلها اليهودي من أن تؤدي دورا وطنيا نالت عنه احتراما وتقديرا، شمل تكريما من الرئيس المصري الراحل أنور السادات بسبب تشجيعها بأشكال مختلفة للجيش المصري بعد حرب أكتوبرعام 1973”.

يقول الكاتب إنه لم يكن معنيا بأن يلبس أحدا من الممثلين اليهود في مصر ثوب البطولة أو ينزع عن غيره وطنيته. ويؤكد أنه ” لا تبييض صورتهم كان هدفا، ولا تخوين بعضهم كان غاية”. ويوضح أن هدفه هو “الحقيقة فقط ولا شىء غيرها في هذا الملف الغامض”. وهو يرى أن هؤلاء الممثلين الآن فى ذمة التاريخ أمام المصريين والعرب الذين ربما يسمعون عن بعض أسماء هؤلاء الممثلين اليهود للمرة الأولى .

عن المؤلف:

أشرف غريب: كاتب صحفى وناقد سينمائي. بكالوريوس إعلام القاهرة قسم الصحافة عام 1985.. دبلوم النقد الفنى من أكاديمية الفنون عام 1989.

الوظائف:

  • ترأس تحرير مجلة الكواكب التي تصدر عن مؤسسة دار الهلال.
  • الأمين العام لمركز الهلال للتراث .
  • مارس الكتابة في العديد من الصحف والدوريات العربية مثل : الكواكب, روز اليوسف, الأهرام, الأهرام الفرنسى (أهرام ابدو), الحياة اللندنية, الوسط اللندنية القبس, صوت الكويت, عكاظ , اليوم, الخليج, الوحدة, زهرة الخليج, وستالايت.
  • شارك في تأسيس مجلة سيداتى سادتى (مجلة راديو وتليفزيون العرب)
  • شارك في تأسيس مجلة الفن السابع التي أصدرها الممثل محمود حميدة .
  • شارك في تأسيس الإصدار الأول لجريدة الدستور.
  • شارك في تأسيس صحيفة نهضة مصر

 

 

TOP