الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
العلم والدين
يشكل الدين والعلم مظهرين من مظاهر الحياة الاجتماعية، وكان الدين مهماً بقدر ما نعرف عن التاريخ الذهني للإنسان، بينما أكتسب العلم أهميته فجأة في القرن السادس عشر بعد وجود مترجرجٍ ومتقطعٍ بين اليونانيين والعرب وبدأ منذ ذلك الوقت بصياغة الأفكار والمؤسسات التي نعيش بينها، وفي هذا المقال نحاول أن نجيب على أسئلة منها، هل هناك جفوة، ولو مفتعلة، بين العلم والدين؟ وما هي مصادر هذه الجفوة، وما هي مظاهرها؟
إن دائرة العلم مختلفة عن دائرة الدين في أصلها ومنهاجها وفي الغاية منها، واتجاه العلم والدين، في حقيقتهما، اتجاهان متخالفان ومتفاراقان فلا يتأتى أن يكون بينهما تعارض. فالعلم موضوعه المادة أي الوقائع المتراكمة أمام حواسنا، والتي يمكن أن تخضع لتجاربنا ومشاهداتنا. أما الدين فمجاله الإيمان، وموضوعه العقائد، من حيث هي وحي، والخير والشر باعتبارهما حقائق أخلاقية، والتشريع من حيث ما يجب على الأمة أن تسن من قوانين، وغاية الدين تهذيب النفوس وسعادة الحياة. وعليه فكل واحد منهما لابد منه لأنه يتكامل مع الآخر ولا يتعارض، “فرجل العلم يحاول تعليل الخليقة على أساس مبدأ السببية، أما رجل الدين فهو يؤكد الوجود على أساس مبدأ الغائية، فهذان المبدآن “السبب” و “الغاية” والبداية والنهاية أستطاع الفكر البشري أن يستوعبهما، بالتكامل وليس التعارض”.
https://old.booksplatform.net/ar/product/%D8%A2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86/
This post is also available in:
English (الإنجليزية)