موت آدم

عنوان الكتاب موت آدم
المؤلف جون جرين- ترجمة محمد محمود مصطفى
الناشر  دار البيروني
البلد القاهرة
تاريخ النشر 2018
عدد الصفحات 464

أشتري الكتاب حمل الكتاب

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

صدر حديثا كتاب “موت آدم”.. من تأليف الباحث جون .س. جرين، أستاذ التاريخ بجامعة أيو الأمريكي الذى صدرت ترجمته عن دار البيرونى، وترجمه محمد محمود مصطفى.

يستعرض الكتاب تاريخ فكرة التطور في تاريخ الفكر الفلسفي والبحث العلمي منذ نيوتن وحتى اليوم، وكيفية نموها وانتشارها في مقابل ضعف فكرة الخلق اللاهوتية التي مازالت تسيطر حتى الآن على عقول البشر في أنحاء العالم في الشرق والغرب، ومن المعروف أن الكتب الدينية والتاريخية تقول أن أبو الجنس البشري هو آدم إلا أن هذا المفهوم يتقهقر أمام الأبحاث وينطفئ في عقول الأوربيين مع تقدم الأبحاث العلمية منذ نيوتن حيث أدى تطور دراسات العلوم الطبيعية والحفريات وما وجدته من بقايا عام الإنسان والحيوان، إلى كشف الكثير من ألغاز قصة الخلق وأسرارها، كما أن مكتشفات علم الفلك وأبحاث البيولوجيا “علوم الحياة” أثارت الكثير من المناقشات التي كان لها صداها في الدراسات اللاهوتية والفلسفية، بالإضافة إلى أن هذا الكتاب يستعرض تشابك نتائج المكتشفات العلمية والمسلمات اللهوتية قبل داروين وصدور علما لتاريخ الطبيعي، مما أعطى الكتاب أهميته التي اعترفت بها دوائر البحث العلمي والهيئات في جامعة ولاية أيوا، والمجمع الكاثوليكي للعلوم والآداب.

ومن المعروف أن الكتب الدينية والتاريخية تقول إن أبو الجنس البشرى هو آدم إلا أن هذا المفهوم يتراجع فى عقول الأوربيين .يتناول ايضا المؤلف فكرة التطور التى كان لها أثر ضخم فى كل مجالات الحياة الحديثة ،خصوصا فى الغرب منذ ظهور كتاب داروين “أصل الانواع “عام 1859

وجون كرين بدأت أبحاثه عن العلوم الطبيعة منذ كان عضوًا فى المجمع العلمى لجامعة هارفر، وهى الجامعة نفسها التى نال منها شهادة الدكتوراه، وفى عام 1959 نال كتابه المثير عن “موت آدم “جائز ولاية أيو فى الذكرى المئوية لإنشائها، وقد أضاف المؤلف إلى عنوان الكتاب عنوانا ثانويا هو “وطأة التطور على الفكر الغربى”.

حول نظرية التطور:

أثيرت الاعتراضات على نظرية التطور منذ أن بدأت تبرز الأفكار التطورية في القرن ال19 عندما نشر تشارلز داروين نظريته حول التطور في كتابه أصل الأنواع عام 1859، والفكرة أن الأنواع نشأت من خلال التوريث مع التعديل من سلف واحد مشترك في عملية يقودها الانتقاء الطبيعي إضافة إلى النظريات التى طرحها جان باتيست لامارك، فصادفت اعتراضات مختلفة على أسس علمية وسياسية ودينية، وأبرزها تلك الاعتراضات التي قادها جورج كوفييه الذي دافع عن الخلق المباشر، وخلال القرن العشرين استمرت الانتقادات من علماء مختصين وغير مختصين يقودهم دعاة التصميم الذكي القائلين أن بعض الميزات في الكون عموما وفي الكائنات الحية خصوصا من وراءها مصمم ذكي، ويرى المنتقدون أن النظرية بنيت منذ بدايتها على أمرين هما الأدلة الافتراضية وذاك ما اعترف به تشارلز داروين بأنها غير موجودة بالفعل، والأمر الثاني من الأدلة الخاطئة مثل توريث الصفات الجسدية المكتسبة وغيرها، وقد أشار داروين في الفصل السادس من كتابه أصل الأنواع الذي عنونه بصعوبة النظرية ومن ذلك الغياب التام للحفريات الوسطية أو البينية أو الانتقالية بين الأنواع، ولا يعني ذلك إيجاد حفرية أو اثنتين بل من المفترض إيجاد الكثير من الحفريات، يقول داروين في حيرة وشك:

إذا كانت الأنواع قد انحدرت من أنواع أخرى عن طريق التسلسل الدقيق، فلماذا لا نرى في كل مكان أعدادا لا حصر لها من الأشكال الانتقالية؟ لماذا لا تكون الطبيعة كلها في حالة اختلاط بدلا من أن تكون الأنواع كما نراها محددة تحديدا واضحا؟ ولكن وفقا لما ورد في هذه النظرية، ينبغي أن يكون هناك عدد لانهائي من الأشكال الانتقالية… لماذا إذن لا نعثر عليها مطمورة بأعداد لا تعد ولا تحصى في قشرة الأرض؟ لماذا لا نجد الآن في المنطقة المتوسطة، التي تتسم بظروف حياتية متوسطة، أنواع متوسطة تربط بصفة دقيقة الأشكال البدائية بالأشكال المتقدمة؟…لقد حيرتني هذه الصعوبة منذ فترة طويلة من الوقت.

الحفريات

إن المشكلة الأساسية في إثبات النظرية تكمن في سجل المتحجرات أي آثار الكائنات الحية المحفوظة في التكوينات الجغرافية للأرض، فلم يكشف هذا السجل قط آثارا للأشكال المتوسطة التي افترضها داروين، وعوضا عن ذلك تظهر الأجناس وتختفي فجأة، ويدعم هذا الشذوذ حجة دعاة الخلق بأن الأنواع قد خلقها الله، كما أن الأدلة العلمية الأولية التي ارتكز عليها تشكيل وبناء التأريخ التطوري للإنسان هي مجموعة صغيرة من العظام، شبّه أحد الأنثروبولوجيين هذه المهمة بتلك التي تعيد بناء سيناريو السلم والحرب اعتمادا على 13 صفحة مختارة عشوائيا، فلم يعد هناك أي مجال للاعتذار بفقر المتحجرات، إذ أصبحت هذه المتحجرات غنية إلى درجة أصبح من الصعب فرزها وتصنيفها، وأصبح الاكتشاف يسبق عمليات التوحيد والدمج، ومع ذلك فإن سجل المتحجرات لا يزال يحتوي على فجوات كبيرة ولا يصح ما يعتقد البعض أن الحفريات توفر جزءا هاما من الحجة العامة لصالح التفسيرات الداروينية في تاريخ الحياة.

 

 

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP