خطوة نحو التفكير القويم (ثلاثون ملمحُا في أخطاء التفكير وعيوبه)

عنوان الكتاب خطوة نحو التفكير القويم (ثلاثون ملمحُا في أخطاء التفكير وعيوبه)
المؤلف عبد الكريم بكار
الناشر  دار السلام
البلد القاهرة
تاريخ النشر 2018
عدد الصفحات 104

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

إن تشغيل العقل ينتج الأخطاء الفكرية والأوهام، فالماء لا يُنمِّي الزرع فحسب ولكن يُنبت إلى جواره الأعشاب الضارة. وليس أمامنا -للحصول على أعظم قدر ممكن من صفاء التفكير ورشد الأحكام- سوى ممارسة نقد تفكيرنا الذاتي وتسليط الأضواء على طبيعة عمل العقل والالتباسات الواقعة فيها. وأعتقد أن تنقية التفكير من أكبر قدر ممكن من العادات الفكرية السيئة، يجب أن تسبق تزويد عقولنا بطرق التفكير والمبادئ الثقافية الصحيحة. ولهذا فإن هذا الكتاب يعد مدخلًا لكتابي “نحو تشكيل عقلية إسلامية معاصرة” ويركز على المعاني والمضامين وأساليب النظر والتفكير التي تكوِّن تلك العقلية.
 • يستهل المؤلف كتابه بعنوان بسيط وسهل وجاذب، وقريب من واقع القارئ: “خطوة نحو التفكير القويم”، ويبحث فيه أخطاء التفكير وعيوبه، ويحصيها في ثلاثين ملمحًا، وقد جاءت على الشكل الآتي:1 – لماذا نخطئ؟ 2 – قصور العقل البشري 3 – العجز عن التفصيل 4 – وهم الحياد الكامل 5 – الخلط بين النظام المفتوح والنظام المغلق 6 – اللجوء إلى الحل الوسط 7 – الاهتمام بالصغير المباشر 8 – الفكر يشوه الواقع 9 – الصواب الوحيد 10 – ضعف حساسية العقل نحو النسبية 11 – الفكر المتصلب 12 – الفرار من مواجهة الحقيقة 13 – التفكير السلبي 14 – العجز عن تقديم تفسيرات متعددة 15 – تفكير المسار الواحد 16 – شدة التمسك بالقديم 17 – مجاوزة البحث في الواقع إلى التفكير النظري 18 – الوثوقية الزائدة 19 – التفكير الانتقائي 20 – التهويل 21 – الاغترار بالإمكانات الشخصية 22 – التفكير التبريري 23 – اللغة والتفكير والانفعالات 24 – التعميم 25 – التفكير المبسط 26 – الاهتمام بالاستثنائي 27 – التفكير العجول 28 – رؤية الأشياء من وجهة نظر خاصة 29 – الانخداع بالصدق الشكلي 30 – ضعف القدرة على التجريد.

ولعله من الممكن إجمال هذه الأخطاء في التفكير وإرجاعها إلى سبب رئيس، هو انخفاض المنسوب المعرفي، وهذا ما ينتج عنه ضعف في الوعي، ومن هذا تتفرع الأخطاء والعيوب في بنية التفكير في تكوين الشخصية.

• تميَّز الكتاب بوضوح الأفكار، وسلاسة الأسلوب، والبُعد عن التعقيد، والاختزال من دون اختلال، خلافًا لغيره من مؤلفات تبحث في هذه المواضيع، فغالبًا ما يشعر القارئ فيها بالسأم والملل؛ لكونها تصطدمه بمصطلحات لا عهد له بها، أو يكون الكتاب مترجمًا عن كتب غربية، فيقع المتلقي بين خلل الترجمة وغموض مقصد المؤلف.

• وربما المِيسَمُ الفارق في هذا الكتاب أن كل من يقرأ فيه يظن أنه أُلِّف لأجله وحده، وهذه ميزة وذكاء من المؤلف، وتميُّزٌ عن سواه، أضف إلى ذلك أن أفكار الكتاب تُودِعُ في العقل ومضات مشرقة؛ إذ هي عنصر فعَّال في صميم الفكر الحضاري؛ فهي تساهم في الانفتاح الفكري، وتساعد الإنسان على تلمُّس ملامح شخصيته، والتعرف على ذاته، وما خفي عليه من تفاعلات اللاوعي عنده، فيحلل المؤلف في كتابه ما هو مركب، ويفسر ما هو معقد، ويفك شيفرة ما هو ملغز، ويتراءى للقارئ – كما يقال – أن المؤلف لم يكن يمسك قلمًا، وإنما كان يمسك مِبضَعًا يفتح فيه الجروح ليداويها، وهذه ميزة أخرى للكتاب.

• لكن هذه الخصائص التي تميز بها الكتاب لم تكن لتنفي عنه بعض العوار العلمي الذي وقع فيه المؤلف؛ فالكتاب يخلو من الإحالات المرجعية والهوامش، وهذا ما يفقده الطابع العلمي الأكاديمي، ويضفي عليه طابع الارتجالية رغم إشارته إلى بعض المراجع في نهاية الكتاب، وهذا لا يعفيه من توثيق المعلومة وردها إلى مصدرها، ومما يخدش بمنهجية المؤلف: استشهاده بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية في مواضع، وإغفالها في مواضع أخرى رغم حاجة الفكرة إليها.

• وفي المجمل كلمة حق تقال: إن كتاب “خطوة نحو التفكير القويم” للدكتور عبدالكريم بكار: أنفع ما قرأت في مواضيع تنمية الشخصية؛ فاستحق التنويه، وفي ظني لو هيئ للأمة أن تدرس الكتاب في مدارسها وجامعاتها، لكنا أوسعَ انفتاحًا، وأكثر اعتدالًا، وأفضل حالًا، وأكبر شأنًا، وأقرب إلى قيم الحق والخير والجمال.

TOP