الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
عندما تقوم فتاة برحلة ….
عندما يلتقي فنانان مثل باول مار وإيفا موغنتالر في كتاب مصور، فلا بد أن تكون النتيجة رائعة. مخترع شخصية “سامس” العبقري والرسامة المرموقة نشرا “رحلات باولا” لأول مرة في عام 2007، غير أن الكتاب لم يفقد حتى الآن شيئا من سحره. لقد برهن باول مار في عديد من كتب الأطفال والكتب المصورة أنه متخصص في الخيال، مثلما نرى في كتابه “حلم ليبل” الذي واصل فيه مار، بأسلوبه، كتابةَ حكاية جديدة من حكايات ألف ليلة وليلة. أما كتب إيفا موغنتالر المصورة الكثيرة، مثل “1000 حماقة” و”عندما سارت الأسماك” فهي مقاربة مبدعة مع فضاءات اللعب والخيال المتنوعة العديدة.
تبدأ “رحلات باولا” كحكاية عادية من حكايات قبل النوم. تحلم باولا ببلد كل الأشياء فيه دائرية أو كروية. ليس فقط الأشياء، بل حتى البشر، من القيصر حتى التلميذ. ولهذا تُمنع شرائح البقسماط وألواح الشوكولاتة، لأنها مستطيلة. ولكن قبل أن تُجبر باولا على التأقلم مع “الشرطة الكروية” في العالم الدائري، تنجح في الهرب. غير أنها تواجه شيئا مشابها في “بلد آلاف الزوايا”. من ذلك البلد تستطيع الفرار أيضا، وكذلك من “بلد اللون الأحمر” ومن “بلد كل شيء مقلوب” حيث يقف كل شيء رأساً على عقب.
قصص مفعمة بالخيال. ومفعمة أيضا بالابتكار. في كل بلد تذهب إليه تنجح باولا الصغيرة المرة بعد الأخرى في أن تغرد خارج السرب، ثم تتمكن من الهروب. (رسم طريق للهروب هو أحد أشهر الموتيفات بالنسبة للكتب المصورة، بدءا من كتاب “هارولد والطباشير السحري” لكروكيت جونسون وصولا إلى كتاب “الرحلة” لآرون بيكر.) وأخيرا تصل باولا إلى “بلاد الأسرّة” ذات الأغطية الدافئة والوسائد الوثيرة، فتنام حتى الصباح التالي.
هل يمكن أن تحصل فنانة على مناظر للرسم أجمل من “بلد الألف زاوية” أو “بلد اللون الأحمر”؟ إيفا موغنتالر تتلقف هذه القصص بشغف. من الناحية البصرية تزاحم الرسوم أشعار مار، ولكن هذا شيء مناسب تماماً في كتاب مصور. هذه الرسوم تتفجر ألوانا وأشكالا وخيالا، وتحكي الحكاية الخيالية من خلال عديد من الحكايات الجانبية الصغيرة التي لا تبوح بكل تفاصيلها بشكل قاطع؛ مثلا: لماذا رُسمت الساعة مقلوبة في البلد الصغير المقلوب رأسا على عقب؟ ولماذا كانت الخطوط في الكتاب معكوسة؟ رحلات باولا تأخذنا إلى اللامنطقي، والمثير للضحك، والجنوني، وكلما ابتعدنا عن الواقع، كان الأمر أفضل!
مَن ينظر إلى ألمانيا على أنه بلد المنطق والنظام والدقة، فإن هذا الكتاب المصور يعطيه – مرة أخرى – درسا في الابتكار والغرابة. هذا الكتاب لن يستمتع به الأطفال الألمان فحسب، بل سيدفع البعض ربما إلى الاستماع أيضا إلى المسرحية الموسيقية المأخوذة عنه، والتي وضعها كونستانتين فيكر مع أوركسترا ميونيخ للإذاعة.
This post is also available in:
English (الإنجليزية)