الوصف
تعريف الكتاب:
كتاب أدب قصصي ممتع لا يمله القاريء والمتلقي, غير خارج عن الكتابة العلمية المستندة إلى الدليل والمنطق والبرهان, وغير مخالف للقرآن ولا السيرة النبوية العطرة ولكنه صيغ بالأسلوب العلمي الأدبي: ليقدم المعلومة الصحيحة والحقيقة الواضحة بإسلوب ممتع غير مملي, جعلت مؤلفة الكتاب من إبليس راوياً يروى مشوار حياته يستند الكتاب على:
- الكتاب الخاتم “القرآن الكريم” والكتب القيمة المستخرجة منه عن طريق شفرة الكتاب الرياضة اليقينية.
- السيرة النبوية الشريفة عن الرسول الخاتم وما سبقه من رسل عليهم جميعا الصلاة والسلام.
- الوقائع التاريخية
- كتاب عرائس المجالس في قصص الانبياء لأبي إسحاق الثعلبي المشهور بالسينابوري.
مقدمة الكتاب:
إن الصراع بين الخير والشرِّ قائم منذ بدء الخليقة وحتَّى قيام الساعة ٬ وهو صراع بين النفس اللوامة التي أقسم بها الله الَّتي يقودها العقل الإيماني الرشيد لكي تصبح النفس المطمئنة لحظة الحساب ٬والنفس الدنيئة الأمَّارة بالسوء ٬ وما قلب الإنسان إلا منارة تهديه سواء السبيل وتعصمه من الزلل ٬ولكنَّ النفس الخبيثة كثيراً ما تسيطر على القلب والعقل ٬وتسيِّره وفق أهوائها فتَضِلُّ ويضِلُّ صاحبها معها.
ولهذا كانت الرسالات السماوية تتوالى تباعاً في كلِّ عصر وجيل؛ لتقوم بدورها في هداية البشرية إلى نور الحقِّ والعمل على تحريك العقول ٬وتحفيز الهمم وتطهير النفوس وإنقاذ الناس من المضلِّلين الغاوين الَّذين يقفون في وجه دعوة الأنبياء والمصلحين , ويعملون على إثارة الفتن بين صفوف البشر والمؤمنين الله وهم الأعداء الألِدَّاء من شياطين الإنس والجنِّ أجمعين.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “يا أبا ذر تعوَّذْ بالله من شرِّ شياطين الجنِّ والإنس قال: يانبي الله وهل للإنس شياطين قال: نعم”.
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: “ما منكم من أحد إلا وقد وُكِّل به قرينه من الجنِّ قيل: ولا أنت يارسول الله قال: ولا أنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم” (رواه مسلم).
فهؤلاء الشياطين من الجنِّ والإنس الَّذين كانوا ومازالوا أعداءً لكلِّ نبي ٬ ولكلِّ مصلح هم الَّذين يحاولون خداع المؤمنين بالقول المزخرف ويدُسُّون السُّم في نفوس العباد ويلبسونهم الحق بالباطل.
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴾. سورة البقرة (204).
وقد يكون شياطين الإنس أشدَّ وطأة وخطراً على المرء من شياطين الجن كما قال أحد الصالحين: “إني إذا تعوَّذت بالله ذهب عني شيطان الجنِّ وشيطان الإنس يجيئني فيجرُّني إلى المعاصي عياناً” وإن الشيطان من الجنِّ إذا أعياه المؤمن ذهب إلى متمرِّد من الإنس فأغراه بالمؤمن ليفتنه.
إذن فالمعركة مستمرَّة والمتآمرون كُثُر والمؤمن في مواجهة خصوم شرسين٬
ولكنَّ أرباب القلوب لا يُصغون إلى وساوس هذه العصبة بل كلَّما اشتدت عليهم
عداوة الأعداء اشتدت جذور نور الإيمان في أعماقهم.
وعلى الرُّغم من ضراوة هذه المعركة ومساوئها فإن لها ميزة بالغة الأهمية ٬وهي أنها تفرز العناصر المؤمنة المسؤولة الواعية ٬الَّتي سلكت طريق الإيمان بحسٍّ روحي وعقل متفتِّح٬ لتقف في مواجهة قوى الشرِّ وتكون لها الرِّيادة في المجتمع للسير به نحو السعادة المثلى وهي طاعة الله في أوامره وأحكامه وتصبح فئة ذات هيبة تُرْهِبُ إبليس
وشياطينه فضلاً عن الأعداء والأشرار الإنسيين٬ فلكلِّ فئة من المؤمنين معادون ومعاندون كما كان للأنبياء والرسل من قبلهم؛ وذلك لأنَّهم سلكوا نهجهم.
إلا أن الله عزَّ وجل قد أوصى أنبيائه وكلَّ من يتَّبعهم٬ بأن يستمروا في إشادة صرح الإيمان ٬واثقين مطمئنين بوعد الله لهم بالنصرة والتأييد والسعادة والخزي والخذلان والشقاء للمكذبين المخادعين فالمكر السَّيء لا يحيق إلا بأهله والعاقبة للمتقين, قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ سورة الصافات. فالمؤمن في جهاد مستمر ومعركة قائمة ٬بين الشيطان وأتباعه من شياطين الإنس والجن التي تمثل قوى الشر وبين إيمان المؤمن وما يصاحبه من الصفات الخيِّرة إلى أن يلقى الله فيظفر بالجنان ولذة النظر إلى الرحمن.
ويبيِّن عزَّ وجل أنه لو لم يشأ لهم أن يفعلوا هذا التغرير ما فعلوه بل لحكمة يعلمها هو ٬فكل شيء مكتوب في هذا الكتاب قبل خلق الكون فمقدر فيه كل شيء ٬كما أنه سبحانه لم يجبرهم على الهداية وإنما جعل الناس مخيَّرين بين طريقي الخير والشر حين قال: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾.
فقد كتب الله كتابه المجيد ومعجزته الخالدة للبشر حتى قيام الساعة في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الكون والكائنات وكان محدد فيه دور إبليس وآدم وما سيقوم به إبليس من عصيان للخالق العظيم والتحدي الذي فرضه إبليس على نفسه في إثبات إنه كان على حق عندما عصى أمر السجود لآدم لأنه أرفع منه منزلة وأن آدم وذريته لا يستحقوا هذا التكريم من قبل المولى عز وجل فتوعد لبني آدم بحرب ضروس تجعلهم يشركوا بالله الواحد الأحد ليزج بأكبر عدد منهم في جهنم ٬ وكان الله عليم أيضا إن حرب إبليس لبني آدم ستشمل إخفاء رسالة الله المتضمنة في كتبه السماوية المُنزلة بطرق عدة عن طريق التحريف والتزييف والعبث فيها ليضيع مضمون الرسالة ويخرج الناس من نور الهداية إلى الظلمات الجهل والكفر٬ لكن الله خير الماكرين لقد شفر الله الكتاب الخاتم بشفرة رياضية محكمة وتعهد.
بحفظه بنفسه والسؤال الذي يفرض نفسه كيف يكون الذكر محفوظا لقوله سبحانه وتعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }, الحجر.
إ ن الله سبحانه استخلف الإنسان على الأرض فلما تقادم عليه العهد نسي أن الله قد أخذ عليه العهد بقوله “ألست بربكم قالوا بلى” ومع مرور الزمن خرج الإنسان من النور إلى الظلمات بإيحاء من إبليس وعبد مع الله آلهة لا تنفع ولا تضر شيئا ٬ فأرسل الله سبحانه وتعالى الرسل بالذكر لتذكر الناس بعهدهم عند الله وتذكرهم بأنه هو الله الذي لا آله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار وكلما مات رسول وترك عهد الرسالة للناس نسوا الرسالة و أغار الشيطان على قلوب أتباع الرسالة فقاموا بتحريفها بالكتابة فيها أو الحذف منها بما يرضي أهوائهم وأهواء الشيطان ٬وفي كل مرة يحدث من الإنسان انحراف أو يضل عن طريق عبادة الله الواحد الأحد فيرسل الله سبحانه وتعالى الرسل رحمة منه للبشر لتصحيح المسيرة والعودة لرسالة الخالق العظيم في عبادته ووحدانية الله الواحد الغفار.
ثم قرر الحق سبحانه وتعالى حفظه للذكر كله القرآن بلغته الأصلية وبنسخته التي نزلت على الرسول (عليه الصلاة والسلام) والكتب السابقة أيضا أصبحت محفوظة بنزول الكتاب الخاتم الشامل الجامع فقد أصبح لها ميزان يوضح الحق من الباطل فحفظ الكتاب الخاتم يعتبر حفظا لكل الكتب السماوية السابقة والتي هي أيضا ذكرا لله تعالى.
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ), المائدة.
والشاهد في هذه الآية كلمة (يبين) ما كنتم (تخفون) فعمل الشيطان وأوليائه التحريف بقصد ضياع الرسالة وخروج أتباع الرسالة من النور للظلمات فإذا ما أنزل الحق رسالة أخرى تصدق وتبين وتكون مهيمنة وميزان على الرسالات الأخرى فإن التحريف لم يؤدي نتيجة ويكون الذكر كل الذكر محفوظا بحفظ آخر ما نزل منه وهو الكتاب الخاتم “القرآن” لذلك قال الحق سبحانه ليوضح لنا هذه النقطة الهامة.
(أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ), الانبياء.
الهدف من الكتاب:
يحرك القلب والعقل البشري الراكد ويحفز الهمم ٬ويطهر النفس ٬وينقذ البشر من المضلِّلين الغاوين الَّذين يقفون في وجه دعوة الأنبياء والمصلحين ٬ويعملون على إثارة الفتن بين صفوف البشر والمؤمنين الله من أهل الكتاب جميعا ٬وهم الأعداء الألِدَّاء من شياطين الإنس والجنِّ أجمعين فقد فرقوا بين أهل الكتاب وجعلوا دين الله عدة أديان ٬ولتكون الفرصة متاحة أمام بني آدم للتوبة والرجوع إلى طاعة الله ٬وليبن لنا الله عز وجل إن كيد الشيطان كان ضعيفاً.
كما يهدف الكتاب إن في هذا الكون نرى اختلاط الأجناس والأعراق بشكل عجيب فالكون أسرة واحدة سلالتها آتية من آدم وحواء وجعلهم الله شعوبا وقبائل إن أكرمهم عند الله أتقاهم ٬فهذا مخطط عظيم بارع لا يقدر عليه سوى الخالق العظيم القادر على كل شيء ليجدد لنا رسالته في زمن لا يوجد به أنبياء فكان محمد النبي الخاتم)عليه الصلاة والسلام ( فقد أنزل الله عليه الكتاب جامعا شاملا الرسالات السماوية مجتمعة فمعجزة هذا الكتاب أنه مجدد لنفسه ٬فهذه رسالة جديدة من عند الله عز وجل ليذكرنا بأنه هو الله الذي لا آله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار ٬وأن الله واحد وأن الدين واحد وأن الكتاب واحد والرسالة واحدة ٬كلف بها العديد من الأنبياء والرسل ٬وسنة الله واحدة فلن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا ٬أن الفروض واحدة.