الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
إن التقارب بين الشرق والغرب مغنم للغرب، وإذا كان الشرق سيفيد شيئًا، فليس من جنس الفائدة التي سيجنيها الغربيون، وليس يعدلها في الأهمية، فليس ثمة إذن ما يبرر التنازل عن أيٍّ من الأمور الجوهرية، فضلا عن أن شيئًا لا يمكن أن يعلو على حقوق الحقيقة.
وليس إظهار الغرب على نقائصه وأخطائه وأوجه قصوره من باب المعاداة له، بل على العكس من ذلك؛ إذن إن هذه هي الطريقة الوحيدة لمداواة الألم الذي يعاني منه، والذي يمكن أن ينتهي به إلى الموت إذا لم يتعاف قبل فوات الأوان.
ولقد نعلم يقينًا أن هذا العمل عسير، وأنه لا يخلو من المنغصات، ولكن لا بأس إذا كنا نؤمن بضرورته، وإنَّ أرجى ما نرجوه أن يفهم بعض الناس أنه ضروري حقًّا. فإذا تحقق ذلك، فلا يمكن لمن فهم أن يتوقف عند حد الفهم لا يجاوزه، كما أن من عرف بعض الحقائق، لم يمكنه أن يتغافل عنها، ولا أن ينكر ما تستتبعه من نتائج.
..
رينيه جينو (عبد الواحد يحيى)
ميتافيزيقي فرنسي، ولد في نوفمبر سنة ١٨٨٦، بمدينة بلوا في فرنسا، لأبويين كاثوليكيين. وانصرف ـ في شبابه الباكر ـ إلى الدراسات الروحية والمذاهب الميتافيزيقية الشرقية، ثم اعتنق الإسلام في سنة ١٩١٢، وتصوَّف على الطريقة الشاذلية، وتسمَّى “عبد الواحد يحيى”. سافر إلى مصر ـ في سنة ١٩٣١ ـ في مهمة علمية، ثم أقام بها إلى وفاته، وتزوج وحصل على الجنسية المصرية.
وقد عُرف بنقده اللاذع للحضارة الغربية الحديثة، وإكباره الشديد للحضارات الشرقية، كما تجلى ذلك في كتابه الأشهر “أزمة العالم الحديث”، وكذلك في هذا الكتاب “الشرق والغرب”، وله ما يزيد على عشرين كتابًا. توفي في يناير من سنة ١٩٥١.
This post is also available in: English (الإنجليزية)