الوصف
يتتبّع حسن أبو هنية في كتابه الجهادية العربية – اندماج الأبعاد: النكاية والتمكين بين “الدولة الإسلامية” و”قاعدة الجهاد”، الصادر حديثًا عن المركز العربي للأابحاث ودراسة السياسات، نشأة الأيديولوجيا الجهادية العالمية وتطورها، ونشأة الجهادية العربية وأسباب ازدهارها وتنافسها في تمثيل الهوية الإسلامية السنّية، وتطور تنظيم الدولة الإسلامية وارتقائه، وتنظيم قاعدة الجهاد في العالم العربي وخريطة تمدّده. ويحاول الوقوف على علل جاذبية الجهادية العربية الراهنة وأسباب انتشارها، واستشراف مستقبلها.
أيديولوجية عالمية
يتألف هذا الكتاب (623 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من ثلاثة أقسام. في القسم الأول، أيديولوجية الجهادية العالمية، سبعة فصول. في الفصل الأول، الاستعمار الكولونيالي وتشكّل الهوية الجهادية، يرى أبو هنية أن السلفية الجهادية المعاصرة انشغلت بمفهوم الجهاد بوصفه أيديولوجيا ثورية انقلابية تهدف إلى إطاحة الأنظمة المحلية التي تتحكم بمصائر العالم العربي، استنادًا إلى مبدأ الحاكمية الذي ينص على كفر الأنظمة العربية والدول الإسلامية المعاصرة، وردّتها التي تكونت في عقب أفول المرحلة الاستعمارية، وتأسيس الدولة الوطنية مابعد الكولونيالية التي اتّبعت منهجًا يقوم على أساس الفكرة القومية، أو الديمقراطية الليبرالية، أو الاشتراكية اليسارية، أو على خليط من هذه الأيديولوجيات.
في الفصل الثاني، الدكتاتورية في سياق الدولة الوطنية بوصفها عدوًا قريبًا، يقول أبو هنية إنه عندما كانت الدولة الوطنية العربية تنزلق من السلطوية إلى الدكتاتورية، بدأت أفكار سيد قطب تأخذ منحى أكثر تأثيرًا وأشد حدةً ونفوذًا في أفكار جيل كامل من الجهاديين في مصر وخارجها، بحيث برزت في خلال حقبة السبعينيات تنظيمات الغضب الإسلامي التي كرست انشغالاتها وحشدت جهدها في الشأن الداخلي. وكانت مسألة أولوية قتال العدو القريب ظاهرة في سياق بروز الجهادية العالمية عقب دخول مصر حقبة السلام مع إسرائيل، لكن الجماعات الجهادية لم تتمكن من تحقيق تقدمٍ يُذكر في الصراع المسلح مع الأنظمة.
في الفصل الثالث، الدفاع عن الأمة الممتهَنة وبروز الجهاد التضامني، يرى أبو هنية أن الجهاد الأفغاني ضد السوفيات استقطب معظم رموز السلفية الجهادية ومنظّريها، حيث تشكلت ظاهرة “الأفغان العرب”. وبعد خروج السوفيات من أفغانستان، كانت البوسنة إحدى ساحات الجهاد التضامني للأفغان العرب بعد تعرّضهم للملاحقة والتضييق والاعتقال في باكستان، كما مثّلت الشيشان ساحة جديدة للأفغان العرب عندما دارت رحى الحرب بين دعاة انفصال جمهورية الشيشان القوقازية وروسيا، ومثّلت ساحات اليمن والصومال أهم اهتمامات تنظيم “القاعدة” في سياق الجهاد التضامني.
عولمة الجهاد
يقول الباحث في الفصل الرابع، الإمبريالية في سياق العولمة العسكرية بوصفها عدوًا بعيدًا، إن التجارب الجهادية القريبة والتضامنية المجهَضة دفعت إلى بروز تشكلات أيديولوجية جديدة لدى اسامة بن لادن وتنظيمه “القاعدة”، لتؤسس بناء منظومة جهادية متحدة تسعى إلى رفع الهيمنة الغربية عن المنطقة العربية والإسلامية، ببناء أيديولوجية خطابية مناهضة للعولمة التي تنطوي على هيمنة أميركية تقوم على مبادئ سيطرة الاقتصاد في حقل التنمية، وسيطرة التقنية في حقل العلم، وسيطرة الشبكة في حقل الاتصال. وتنامت سردية جهادية قائلة إن العدو القريب الذي تمثّله الأنظمة الدكتاتورية العربية والإسلامية لا يقوم بذاته، إنما يستند إلى القوة الإمبريالية. فبدأت تتسرب سردية أولوية القتال ضد العدو البعيد، وبدأت عولمة الجهاد.
في الفصل الخامس، اندماج الأبعاد الجهادية في سياق الاحتلال والأمركة، يؤكد أبو هنية أن السلفية الجهادية هي الأساس الأيديولوجي الجامع بين أبو مصعب الزرقاوي وأسامة بن لادن. إلا أن تطبيقات المفاهيم المؤسسة على سياسة الأولويات والتوازنات في التعامل مع الواقع الموضوعي مثّلت جوهر الخلاف بينهما. وساهم الاحتلال الأميركي للعراق في تأجيل الخلافات الأيديولوجية للجهادية وتقارب وجهات النظر المختلفة، وأجبر تنظيم القاعدة معظم الحركات والجماعات السلفية الجهادية على الانضواء تحت لوائه، ونجح في عولمة الجهاد، وساعدت استراتيجية “الحرب على الإرهاب” الأميركية في توحيد هذه الجماعات، لتبدأ مرحلة الحرب المفتوحة في الزمان والمكان.
مواءمة وانشطار
يقول المؤلف في الفصل السادس، الجهادية ومواءمات “أنصار الشريعة” بعد ربيع عربي قصير: “في ظل ربيع عربي قصير، تراجع تنظيم القاعدة واضطر إلى الدخول في إجراءات تكيف وتواؤم. وافتقدت الجهادية العالمية الجاذبية مع الموجة الديمقراطية، إلا أن عسكرة الثورات وتدبير الانقلابات واشتداد قوى الثورة المضادة بعد أقل من عامين، كل ذلك ساهم في استعادة جاذبية القاعدة، ودخل العالم العربي في ربيع الجهادية؛ إذ كشفت التطورات الأخيرة في العالم العربي عن طبيعة اندماج الأبعاد القاعدية وتمددها، فالفروع الجهادية الإقليمية للقاعدة تطورت تاريخيًا من حركات جهادية محلية إلى حركات أكثر تحررًا من اشتراطات المركزية واللامركزية، وظهرت شبكات وجماعات جديدة تشارك القاعدة انتماءها الأيديولوجي السلفي الجهادي وأهدافها البعيدة بإقامة الخلافة الإسلامية، ورفع الهيمنة الغربية، ومواجهة إسرائيل، وباتت الجهادية العالمية أشد قوةً وأكثر جاذبية وأوسع انتشارًا”.
في الفصل السابع، انشطار “القاعدة” وربيع الجهادية في زمن الثورة المضادة، يقول المؤلف إن مقتل بن لادن ساهم في تفكك القيادة المركزية وبروز نهج جديد للقاعدة يناهض الغرب والولايات المتحدة عبر شبكات جهادية محلية وإقليمية أعادت تمركزها في المنطقة العربية وطوّرت استراتيجيا تعتمد على دمج البعدين العالمي والمحلي. لكن الجمع بين التوجهين في إطار “اندماج الأبعاد” ما كان ممكنًا، وتفجرت الخلافات مع تعقيدات الجبهة السورية والتباس هوية جبهة النصرة. وتطورت الخلافات بين القيادة المركزية للقاعدة والفرع العراقي الذي تمسّك بأولوية قتال العدو القريب، بينما أصرّ المركز على أولوية قتال العدو البعيد العالمي، والتمسك بما اتخذته “أنصار الشريعة” من إجراءات تكيّف.
خلافة وتوحيد وجهاد
في القسم الثاني، صعود الدولة الإسلامية، تسعة فصول. في الفصل الثامن، من شبكة الزرقاوي إلى خلافة البغدادي، يرى ابو هنية إن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية على الموصل وتأسيس الدولة الإسلامية، وإعلان قيام الخلافة، ومبايعة أبي بكر البغدادي خليفة للمسلمين أمور تحققت بعد تطورت ذاتية وموضوعية،؛ إذ شهدت الدولة الإسلامية تحولات عميقة من تنظيم سلفي جهادي إلى منظمة بيروقراطية عسكرية بالغة التعقيد، تستند إلى بنًى تقليدية وحداثية، باتت تعتمد في بنيتها على أجهزة أمنية وجهاز بيروقراطي يسير شؤون ولاياتها، ومؤسسة عسكرية لتأمين حدودها، وعلى أجهزة دعاية تقوم بالترويج لأيديولوجيتها.
في الفصل التاسع، تداعيات الاحتلال الأميركي للعراق: تأسيس جماعة “التوحيد والجهاد”،
يتناول ابو هنية مسألة تاسيس جماعة “التوحيد والجهاد” بقيادة ابو مصعب الزرقاوي، والتي رفعت وتيرة عملياتها العسكرية، ونجحت في تجنيد عدد كبير من العراقيين. يكتب: “تمكنت شبكة الزرقاوي من اكتساب حاضنة اجتماعية، وحازت رضًى وتأييدًا شعبيًا واسعًا في المناطق السّنية، مع ظهور الممارسات الطائفية الشيعية ضد السّنة. وبدأت استراتيجية الزرقاوي ومخططاته لجهة خلط الأوراق في عراق ما بعد الاحتلال تحقق نجاحًا في زيادة احتمالية قيام حرب طائفية بين السنّة والشيعة، بهدف إقحام المجتمع السّني في غمار الحرب المذهبية الطائفية بغية تشكيل نواة خصبة للجيش الإسلامي من أجل إعادة الخلافة في العراق”.
في الفصل العاشر، خطوط التماس بين المحلي والعالمي: تدشين “قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين”، يبحث المؤلف في ملابسات تاسيس الفرع العراقي في “القاعدة”، باسم “قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين”، والموقف من الشيعة. ويرى أن تنظيم القاعدة في حقبة الزرقاوي كان الأكثر نشاطًا والأشد فتكًا والأوسع انتشارًا، لا على الصعيد العراقي المحلي فحسب، بل على الصعيدين الإقليمي والدولي أيضًا؛ فنشاطه امتد منذ عام 2003 حتى بداية عام 2006، وانعكست عملياته بصفة كبيرة وفاعلة إقليميًا ودوليًا. أدى هذا الصعود إلى تحول كامل في البيئة الأمنية الإقليمية بأسرها، حيث بدَا تنظيم القاعدة أشد خطورةً وقدرةً على التأثير في الحالة الأمنية في أماكن عدة، وبرز الزرقاوي قائدًا فذًّا تفوق، عند كثير من الجهاديين، على أسامة بن لادن.
العراق.. ثم العراق والشام
يقول أبو هنية في الفصل الحادي عشر، استراتيجية تدفق القوات وبروز “الصحوات”: قيام “دولة العراق الإسلامية”، إنه لم تمض فترة وجيزة على مقتل الزرقاوي حتى أُعلن تشكيل “حلف المطيبين”، وهو ائتلاف ضم الحركات والمنظمات والجماعات إلى إطار “مجلس شورى المجاهدين”، وبعض زعماء العشائر السنّية. ثم أُعلن تأسيس “دولة العراق الإسلامية”. وبدأ الموقف يتطور على نحوٍ تدريجي، وصولًا إلى مرحلة العداء الشامل للشيعة، بسبب وصول قادة عراقيين جُدد من بيئة طائفية سنّية، وتراجع دور الجهاديين العرب والأجانب، ودخول الميليشيات الطائفية الشيعية على خط الصراع، والتدخل الإيراني المباشر في الشأن العراقي.
في الفصل الثاني عشر، اختلاف الأجندة الجهادية: بروز “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، يتناول المؤلف قيام تنظيم داعش، والعلاقة الملتبسة بين أبو بكر البغدادي وعامله في الشام أبو محمد الجولاني، وافتراق “جبهة النصرة” عن التنظيم الأم في العراق. كانت استراتيجية “النصرة” تتجه نحو سورنة التنظيم، أمّا البُعد الأممي العالمي فكان يضمُر ويضعف، فبدأ تنظيم دولة العراق الإسلامية ينتقد سلوك “النصرة” واقترابها من فصائل المعارضة المسلحة الإسلامية والعلمانية، وانفتاحها على دول إقليمية، وتحوّل خطابها، ثم أمر بحل “النصرة”. رفض الجولاني، فكان ذلك بداية الافتراق، إذ ذهب مع خيار لم يكن مقتنعًا به تمامًا، فهرب إلى الأمام بإعلان البيعة للظواهري، والانضمام إلى تنظيم “القاعدة”، محاولًا إحراج البغدادي وجلب تأييد الجهادية العالمية.
سلطوية وتمدد خارجي
في الفصل الثالث عشر، مرض السلطوية وداء الطائفية: إعلان الخلافة في “الدولة الإسلامية”، يقول ابو هنية إنه في زمن الثورة المضادة، باتت جاذبية “الدولة الإسلامية” واضحة، على الرغم من عنفها وتوحشها؛ فالمنطقة أصبحت ساحةً للتنافس الإقليمي والدولي، وباتت شعارات السلمية مع تصاعد العسكرة غير مجدية، وأصبحت قيم التعددية والديمقراطية في مهب الريح. وعادت السلطوية إلى عزها بعد ثورات الربيع العربي، وتضاعف الشعور الطائفي. وتمكن تنظيم الدولة الإسلامية من التمدد في سورية والعراق على حساب منافسيه من الحركات الجهادية، من خلال قتال مرير… ثم تم إعلان الخلافة في الدولة الإسلامية.
في الفصل الرابع عشر، تحالف دولي مناهض لـ “الدولة”: صمود التنظيم محليًا والتمدد خارجيًا، يرى المؤلف أنه يمكن القول إن تنظيم الدولة الإسلامية كان، بعد مرور عام على إعلان خلافة “الدولة الإسلامية” لا يزال يحتفظ بمساحات شاسعة من العراق وسورية، إذ تمكّن من اختراق منظومة سايكس – بيكو وخلق فضاء جيوسياسي جديد ممتد من حلب إلى الموصل. وهو قادر على التمدد والتوسع عبر ولاياته الخارجية، وعلى زعزعة الاستقرار في مناطق عدة عبر خلاياه النائمة وذئابه المنفردة، كما كشفت عملياته السابقة عن طبيعة بنائه الأيديولوجي واستراتيجياته وتكتيكاته القتالية. فهو يستند إلى سردية خطابية تحتكر تمثيل السنّة بوصفه ممثلًا الإسلام القويم، وتتحدد قائمة أعدائه باليهود والصليبيين والشيعة الصفويين والطواغيت المرتدين. وعلى الرغم من الحرب العسكرية الكونية الشاملة على تنظيم “الدولة الإسلامية”، فإنه يبرهن على حظوته بجاذبية غريبة لافتة النظر لدى فئات وجماعات في أنحاء العالم الإسلامي المختلفة.
أنموذج جديد
يرد أبو هنية في الفصل الخامس عشر، جاذبية الأنموذج الجهادي الجديد: تأسيس ولايات خارجية لـ “الدولة الإسلامية”، جاذبية تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى أسباب وشروط وأحوال موضوعية؛ “فهو بات خيارًا مفضلًا لدى الجهاديين الجُدد، وأصبح بؤرة الجذب الفضلى للجهاديين من أنحاء العالم المختلفة ومن كلا الجنسين. وعلى خلاف التجارب الجهادية السابقة، ما عاد هدف الجهاديين الجُدد يقتصر على الجهاد التقليدي القائم على التضامن والنكاية، بل صار يتجاوزه إلى الهجرة والاستقرار، والمساهمة في جهاد التمكين وبناء الدولة، والإقامة ضمن حدود خلافته في العراق وسورية، والامتثال طوعًا لنظامه الاجتماعي الاقتصادي الشاق وحكامته السياسية المتشددة”. وكان له ولايات خارجية عدة، كولاية سيناء وبيعة غزة، وولايات المغرب العربي وبيعات جنوب الصحراء والساحل، وولايات جزيرة العرب، وولاية غرب أفريقيا.
في الفصل السادس عشر، تطور البناء الهيكلي: الإدارة والحكم في “الدولة الإسلامية”، يقول أبو هنية إن تنظيم “الدولة الإسلامية” يُعدّ من أكثر الحركات الجهادية العالمية تطورًا على المستوى الهيكلي التنظيمي والفاعلية الإدارية؛ إذ تطورت أبنيته التنظيمية استنادًا إلى المزاوجة بين الأشكال التنظيمية الإسلامية التقليدية التي تكونت مع مؤسسة الخلافة، وتنظيرات الفقه السلطاني الذي يؤسس لمفهوم الدولة السلطانية، فهو يقوم على مبدأ الغلبة والشوكة والإمارة، إلى جانب الأشكال التنظيمية الحداثية لمفهوم الدولة الذي يستند إلى جهاز عسكري أمني وآخر أيديولوجي بيروقراطي. يعتمد على تراتبية تبدأ بالخليفة، ثم مجلس الشورى، ثم أهل الحل والعقد، ثم وزارة الحرب وديوان بيت المال وديوان الإعلام ومؤسسات القضاء والحسبة والدعوة والبحوث.
قواعد الجهاد
في القسم الثالث، “قاعدة الجهاد العربية”، ثلاثة فصول. في الفصل السابع عشر، “قاعدة الجهاد في بلاد الشام” (جبهة النصرة)، يتناول المؤلف صعود جبهة النصرة في سورية، ومحاولة أبو محمد الجولاني في البداية إخفاء علاقته بتنظيم القاعدة، منعًا لاستغلال النظام السوري ذلك، وضرب الثورة السورية بحجة محاربة الإرهاب، والخلافات اليديولوجية بين النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية، وتشكيك النصرة في شرعية دولة أبو بكر البغدادي وخلافته، الصراع الداخلي حول هوية النصرة، إذ كان الجولاني ممزقًا بين توجه يرغب في مزيد من التكيف مع الشأن السوري المحلي، والتعاون مع فصائل الثورة السورية جميعها، وآخر يصر على الاحتفاظ بعلاقة متينة بتنظيم “القاعدة” والجهادية العالمية.
في الفصل الثامن عشر، “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب”، يبحث ابو هنية في صعود تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية اندماج فرعَيِ “القاعدة” في اليمن والسعودية. في عقب ثورات الربيع العربي، شهد تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب” نموًا كبيرًا من خلال تطوير أدائه التنظيمي والأيديولوجي؛ إذ استثمر تصاعد الغضب الشعبي وحالة عدم الاستقرار، فوسع نطاق نفوذه، مبتكرًا آلية جديدة للعمل والتجنيد، عبر المزاوجة بين طبيعته النخبوية والانتقال إلى العمل الشعبي، وذلك من خلال إعلانه تشكيل تنظيم مساند أطلق عليه اسم “جماعة أنصار الشريعة”. ويتناول المؤلف في هذا الفصل الوهابية وإرهاصات الجهادية السعودية التي كانت أسيرة الجهاد التضامني منذ ايام أفغانستان، وتمدد “القاعدة” في اليمن.
في الفصل التاسع عشر والأخير، “قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي”، يبحث المؤلف في الجهادية الجزائرية النامية في دولة عسكرية، وتحولها من من الجماعة المسلحة إلى السلفية للدعوة والقتال، وولادة “القاعدة” في بلاد المغرب الإسلامي، وبنيته التنظيمية والانقسامات الإيديولوجية التي اعترته.