الوصف
يضم كتاب استراتيجية المقاطعة في النضال ضد الاحتلال ونظام الأبارتهايد الإسرائيلي: الواقع والطموح (مجموعة مؤلفين)، الصادر حديثًا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، باقة مختارة من بحوث مقدمة في مؤتمر يحمل العنوان نفسه، عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في مدينة الحمّامات التونسية، بين 4 و6 آب/أغسطس 2016، شارك فيه جمع من الباحثين والأكاديميين.
وزعت البحوث المنشورة في الكتاب (448 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) في قسمين: الأول، حملات المقاطعة في الوطن العربي: التاريخ والمسارات؛ والثاني، حملات المقاطعة دوليًا: تجارب ونماذج. كتب عزمي بشارة مقدمة للكتاب بعنوان في تطبيع غير الطبيعي، تناول فيها مسألة نشوء مفهوم التطبيع، وإشكاليات في حدود مفهوم “التطبيع”، والتطبيع في الأراضي المحتلة – الخيارات والوقائع، وتحدّيات مقاومة التطبيع.
يقول بشارة إن القوى العربية المتمسّكة بالقضية الفلسطينية وعدالتها، والتي تعدّها قضيتها، وليست قضية الشعب الفلسطيني وحده، وترفض قبول إسرائيل جزءًا طبيعيًا من المنطقة، تتبنى رفض التطبيع بوصفه موقفًا بدهيًا. وهذا ليس شعارًا، بل يعني رفض أن تكون العلاقات بإسرائيل طبيعية.
عرض عبد اللطيف الحناشي الجذور التاريخية لظاهرة المقاطعة، وتطور مفهومها وأشكالها تاريخيًا في فلسطين إبان الاحتلال البريطاني، حيث شكلت المقاومة الشعبية جزءًا أساسيًا من آليات مقاومة تمدد الحركة الصهيونية والاحتلال البريطاني، ومثلت إحدى أدوات المقاومة الأشدّ تواترًا على أرض فلسطين؛ إذ كانت حاضرة تقريبًا في محطات المواجهة التي جرت بين الفلسطينيين والاحتلال الإنكليزي.د
بحث أحمد قاسم حسين عوامل تراجع حركة المقاطعة رسميًا، واندفاعها شعبيًا ومدنيًا، وفي إمكان تحول هذه الحركة إلى جزء من المقاومة الشعبية المدنية في فلسطين، متناولًا التطور التاريخي للمقاطعة الرسمية العربية بعد قيام دولة الكيان الإسرائيلي في عام 1948.
بحث أحمد قاسم حسين عوامل تراجع حركة المقاطعة رسميًا، واندفاعها شعبيًا ومدنيًا، وفي إمكان تحول هذه الحركة إلى جزء من المقاومة الشعبية المدنية في فلسطين، متناولًا التطور التاريخي للمقاطعة الرسمية العربية بعد قيام دولة الكيان الإسرائيلي في عام 1948.
قدم راشد عيسى الجاسم عرضًا تاريخيًا للمقاطعة في البحرين، اعتمد في إعداده على الأرشيف البحريني والمقابلات الميدانية؛ ما يقدم، بحسبه، فهمًا أعمق وأوسع لطبيعة الأدوات والآليات والأدوار التي استخدمها البحرينيون في دوائر التأثير وتكوين الرأي العام وصنع القرار، ومدى انسجام تلك الدوائر المختلفة أو تباينها في التعامل مع مقتضيات المرحلة من خلال تفعيل المقاطعة بوصفها سلاحًا داعمًا للقضية الفلسطينية.
ناقشت إميلي بليزارد دور وسائل الاتصالات في تثقيف شريحة واسعة من الرأي العام، وقدرتها على استقطاب الدعم للقضية الفلسطينية عمومًا، وحملات المقاطعة خصوصًا. تُحاجّ بليزارد أنه يمكن إعطاء زخم إيجابي للشرعية المتصورة لحركة المقاطعة حتى في أشد السياقات عدائيّة، مثل أستراليا، من خلال التلاقي بين دعوات المقاطعة ووسائل الإعلام الجديدة ووسائل الإعلام الجماهيرية.
تناول محمد نزاري نشأة حركة المقاطعة في ماليزيا وتجربتها، نظرًا إلى تعاطف الماليزيين مع قضية الشعب الفلسطيني، ومن أجل ثبات ماليزيا في عدم إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ومواصلة التزامها دعم القضية الفلسطينية. يتصدّر هذه الحركة عدد من المنظمات غير الحكوميّة الماليزية، منها: “الأقصى الشريف” و”فيفا بالستينا” و”أمان فلسطين”. هناك جملة من التحديات تعترض هذا الدعم، كالافتقار إلى دعم شرائح المجتمع الماليزي