الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
يتناول الكاتب ستيفن م. والت، والذي يعدّ من المؤلفين الأكثر مبيعاً على قائمة صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، في كتابه هذا (صادر عن فارار، ستراوس آند جيرو في 16 أكتوبر 2018 باللغة الإنجليزية ضمن 400 صفحة)، أخطاء السياسة الخارجية الأمريكية الأخيرة، موضحاً السبب وراء إصابتها بالكوارث مثل «الحروب الأبدية» في العراق وأفغانستان وتحديد ما يمكن القيام به لإصلاحه.
إن جذور هذا السجل الكئيب، كما يقول والت، هو الالتزام العنيد لمؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية باستراتيجية «الهيمنة الليبرالية». فمنذ نهاية الحرب الباردة، حاول الجمهوريون والديمقراطيون على السواء استخدام القوة الأمريكية لنشر الديمقراطية، والأسواق، والقيم الليبرالية الأخرى في كل زاوية وركن من كوكب الأرض. كانت هذه الاستراتيجية محكومة بالفشل، لكن مؤيديها في نخبة السياسة الخارجية لم يخضعوا للمساءلة أبداً وظلوا يكررون نفس الأخطاء.
فاز دونالد ترامب بالرئاسة ووعد بإنهاء السياسات المضللة للسياسة الخارجية، واتباع نهج أكثر حكمة. لكن أسلوب حكمه غير المنتظم والمندفع، إلى جانب الفهم الخاطئ للسياسات العالمية، يزيد الوضع سوءاً كما يرى والت. وأفضل بديل، كما يقول، هو العودة إلى الاستراتيجية الواقعية المتمثلة في «التوازن خارج المجال» أو «التوازن في الخارج» التي تتجنب تغيير النظام، وبناء الدولة، وغيرها من أشكال الهندسة الاجتماعية العالمية. «من المؤكد أن الشعب الأمريكي سيرحب بسياسة خارجية أكثر تحفظاً، سياسة تسمح بقدر أكبر من الاهتمام بالمشكلات في الداخل. وسيتطلب هذا التحول الذي طال انتظاره التخلي عن البحث غير المجدي عن الهيمنة الليبرالية وبناء مؤسسة للسياسة الخارجية تتمتع بنظرة أكثر واقعية للقوة الأمريكية».
ويشير الكاتب إلى أن القوة الأمريكية سمحت لصانعي السياسة بمتابعة أهداف السياسة الخارجية الطموحة، حتى عندما تكون هذه الأهداف غير ضرورية أو محكوم عليها بالفشل. ومع ذلك، وعلى الرغم من العديد من النكسات، فإن النخبة السياسية الخارجية الراسخة تحتفظ بإيمانها بالهيمنة الليبرالية. يستكشف والت هذه الأفكار ويحدد الحالة لمقاربة جديدة للسياسة الخارجية الأمريكية على أساس الواقعية وضبط النفس.
يعرض والت الأفعال الداخلية لنخبة السياسة الخارجية عبر إدارات بوش وكلينتون وأوباما، ويظهر كيف تمكنوا من تجنب المساءلة، والحفاظ على الأفكار والسياسات المشكوك في صحتها، والحفاظ على النفوذ على الرغم من الأخطاء الفادحة الماضية. ويؤكد والت أن إخفاقاتهم المتكررة هي سبب كبير لانتخاب دونالد ترامب. ويقول إن الولايات المتحدة «تواصل تبني استراتيجية معيبة، لكن تطبيقها الآن في يديّ الرئيس الأقل كفاءة في الذاكرة الحديثة». ووفقاً لوالت، فإن رئاسة ترامب «تقدم طريقة حول كيفية عدم إصلاح الأشياء».
يرى والت أن كلاً من الديمقراطيين والجمهوريين اتبعوا استراتيجية مضللة «للهيمنة الليبرالية». ويقول إن المصالح الأمريكية ستسير بشكل أفضل من خلال تركيز التزاماتنا العسكرية على الحفاظ على توازن القوى في أوروبا وشرق آسيا والخليج العربي، وبتجنب استخدام القوة لنشر الديمقراطية أو إملاء السياسات الداخلية للدول.
يؤرخ والت أيضاً عدم وجود تطور بين الصقور غير التائبين. فلا يزال ماركو روبيو يجادل بأنه «لم يكن من الخطأ الذهاب إلى العراق». وليندسي غراهام يلوم باراك أوباما على «الفوضى في العراق وسوريا، وليس الرئيس بوش».
ويشير والت إلى أن حرب العراق وآثارها كانت فشلاً من الحزبين، مهما كانت نبيلة (أو لم تكن) نوايا مهندسيها. على الرغم من أن جورج دبليو بوش كان رئيساً، إلا أن جون كيري وهيلاري كلينتون دعما الغزو. ثم قام كل واحد منهما بالفشل في الحصول على منصب الرئيس وخدم بصورة غير عادية كوزير خارجية.
جريدة الخليج
This post is also available in: English (الإنجليزية)