الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
في كتاب “هذه الحقائق: تاريخٌ للولايات المتحدة” These Truths: A History of the United States (المكون من 960 صفحة، منشورات نورتون وشركائه، 40 دولارًا)، تطرح الكاتبة جيل ليبور سؤالًا محوريًا: “ما فائدة الأفكار الأميركية السامية والمساواة والحقوق الطبيعية والمشاركة الديموقراطية، إذا كان عدد كبير من الأميركيين غير قادر على الاستفادة منها؟”.
يحتل موضوع الإهانة التي تعرّض لها الأميركيون الأصليون، النساء، وكل من لا ينتمي إلى فريق البيض من الرجال، مكانةً أساسيةً في الكتاب، إذ تسرد الكاتبة تاريخ الولايات المتحدة بطريقةٍ سلسةٍ من خلال نظرةٍ عصريةٍ للأحداث، وتصب اهتمامها على التطوّر السياسي المترافق مع التغيّر الاجتماعي والتكنولوجي على امتداد تاريخ أميركا، ابتداءً من أيام كريستوفر كولومبوس حتى أيام الرئيس الحالي دونالد ترمب.
كما تناقش الأسلوب الذي عالج فيه مؤسسو أميركا مسائل عميقة، مثل تعريف المواطن، الذي من الغريب أنه لم يُذكر في النسخة الأصلية من الدستور. ثم تضع الإصبع على الجرح، لتؤكّد وجود العبودية في صلب منشأ المؤسسات الأميركيّة.
سأل فريدريك دوغلاس، بعد يومٍ من العيد السادس والسبعين للولايات المتحدة: ماذا يعني احتفال الرابع من يوليو للعبيد الأميركيين؟ هو الذي يخطب الآن بعدما كان فارًا سابقًا من العبوديّة في عام 1852. وقال لجمهوره المؤلف بأكثره من البيض، إن الاحتفالات زائفة، ووصفها بـ “تلك العظمة، المليئة بالغرور”.
كلمات قاسية لكن في مكانها. فالأسطورة الأميركية تقوم على التناقضات. وتفسير ذلك أن المستعمرات تحرّرت من الطغاة، وقررت بريطانيا أن توقف هذه الممارسة، في الوقت الذي استمرت فيه الولايات المتحدة باستعباد السود قرونًا عديدة.
اعترف المؤسسون بكون العبودية نوعًا من الهمجيّة. ففي النسخة الأصلية لإعلان الاستقلال لتوماس جيفرسون، ورد سطر عن انتهاك الحقّين الأكثر قداسةً لدى الانسان الذي ينتمي إلى شعوبٍ تعيش في بلدانٍ بعيدةٍ، وهما الحق في العيش والحق في التمتّع بالحرية. على الرغم من ذلك، استمر الاستعمار.
أكثر ما يفاجئ في مضمون الكتاب هي المعلومات التي تكشف الكاتبة النقاب عنها بالنسبة إلى تاريخ الخطط المعتمدة في الحملات الانتخابية.
فابتداءً من عام 1930، بدأ زوج وزوجة، هما كليم ويتاكر وليون براكستر، من كاليفورنيا، بالاستفادة من السياسة في الأعمال، من خلال خدع ممنهجة، ما زالت معتمدة إلى اليوم!.
نجحت خطتهما بدعم دوايت أيزينهاور للرئاسة، كما ساعدت على إسقاط مناقصة هاري ترومان للرعاية الصحية العالمية. ومن المثير للاهتمام هنا أنها ترسم مسار الأخبار الزائفة، ابتداءً من البث المرعب في عام 1938 الذي يصف فيه أورسون ويليس هجوم المخلوقات الفضائية، إلى عصر ألكس جونز وانفو وورز. كما سردت تطوّر مفهوم التعصّب الحديث وما دعمه من حروب الإسقاط وفشل تعديل الحقوق المتساوية.
تعطي الكاتبة رأيها بالصحافة وبدورها المهم في تسليط الضوء على الرؤساء أو تجاهلهم. ثم تتطرق في صفحاتٍ قليلةٍ إلى موت الرئيس ويليام هنري هاريسون الباكر، ثم إلى موضوع البرقية التي تتكلم عن التأمّل الطبيعي للشاعر والفيلسوف هنري ديفيد تورو.
ايلاف
This post is also available in: English (الإنجليزية)