الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
يعتقد مارك ليفين أن غرف الأخبار والصحافيين الحاليين هم السبب وراء عدم حيادية الصحافة، وأن المكلفين بإعداد التقارير الإخبارية هم من يدمّرون حرية الصحافة من داخلها، وليس القمع الحكومي أو توجيهات الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
ففي كتابه “لا حرية الصحافة” Unfreedom of the Press (المؤلف من 258 صفحة، منشورات تريشولد، 28 دولارًا)، يقدم ليفين تحليلًا مدروسًا بدقة وأسلوب ممتع، في دراسة استقصائية موجزة عن الممارسات الصحافية من الأيام الاستعمارية إلى توقيع دستور الولايات المتحدة، وتطوير الجمهورية ونمو الصحف، مرورًا بعصر التقدميين، وحتى الوقت الحاضر، حيث تتمتع الصحافة الحزبية بمنزلة صوت لحزب سياسي واحد.
يقول ليفين: “النشاط الاجتماعي والتفكير الجماعي التقدمي والتحيّز إلى الحزب الديمقراطي والدعاية والأخبار الزائفة كلها أمور تحوّلت إلى أنباء في كثير من الأحيان، بدلًا من جمع الحقائق الموضوعية والتقارير الإخبارية”، بحسب مضيف برنامج حواري، ورئيس مؤسسة لاندمارك القانونية، ومضيف برنامج فوكس نيوز “الحياة والحرية وليفين” ومؤلف خمسة كتب من بين الأكثر مبيعًا.
يضيف: “حل هذا الأسلوب محل التفكير المستقل والنزيه، والشعب الأميركي يعرف ذلك. وبالتالي، مصداقية وسائل الإعلام ليست موجودة إطلاقًا”.
أمثلة نموذجبة
يقول ليفين: “من المؤكد أن الحكومة ليست من يسيطر على الصحافة، لكن الصحافة غير قادرة على ضبط نفسها. يجب أن نتذكر أننا بصفتنا مواطنين لسنا مجرد مراقبين”. هناك سبب كبير للانزعاج مما يجري لمفهوم الصحافة الحرة، وتأثيره النهائي في حرية التعبير.
على الرغم من أنه لا يعبّر عن وجهات نظر حزبية حادة، فإنه يرى دونالد ترمب، رئيس الولايات المتحدة المنتخب ديمقراطيًا، مثالًا رئيسًا لما يمكن أن يحدث عندما تتحد وسائل الإعلام الوطنية في عداء جامح، وتشارك في تقارير متحيّزة وتعليقات من دون معرفة.
هذه بعض الأمثلة النموذجية، من بين العشرات التي يتضمنها كتاب “لا حرية الصحافة”: المحلل السياسي في MSNBC مايكل إريك دايسون، “يتحدث دونالد ترمب كعنصري، ويدلي بتصريحات عنصرية. إنه يستحضر المشاعر التي تقدم العون والدعم إلى المتعصبين البيض والقوميين البيض. لقد شجّع التفوق الأبيض على التقدم”.
أما جو سكاربورو، الذي كان يومًا محافظًا إلى حد ما، لكنه الآن متحدث رئيس في MSNBC، فقال عن معاملة الأطفال اللاجئين تحت قيادة ترمب إنهم “يسيرون بعيدًا من أجل الاستحمام، تمامًا مثلما كان النازيون يأخذون الناس إلى الدوشات ولا يعودون بعدها”.
لحوار مثمر
تقول أندريا ميتشل، من شبكة إن بي سي، إن الأطفال محتجزون على الحدود في “معسكرات الاعتقال”، مستذكرة ممارسات جوزيف ستالين، في حين أن منتج MSNBC يقدم مقارنة ضمنية الأخرى واضحة، من خلال اتهام إدارة ترمب باتباع “النمط الدقيق الذي حدده هتلر”.
في دراسته، واعتمادًا على مزيد من الأمثلة، كتب ليفين: “إن كره وسائل الإعلام للرئيس ترمب وحزبه يتناقضان مع مزاعم الصحافة التي تخدم مصالحها الاحترافية والمعايير العالية. وعليه، خلال فترة رئاسة ترمب، انخرطت الصحافة في الأكاذيب والتشوهات وسوء التصرف بشكل عام إلى حد غير مسبوق في العصر الحديث”.
كتاب ليفين مليء بالأدلة والأمثلة، ولا يلقي الإتهامات جزافًا. يقول إن الهدف من الكتاب هو “البدء في حوار طال انتظاره، ونأمل أن يكون مثمرًا بين المواطنين الأميركيين حول أفضل السبل للتعامل مع القضية المعقدة المتمثلة في دور وسائل الإعلام المنهارة كحصن للحرية، المجتمع المدني، والجمهورية”.
إيلاف
This post is also available in: English (الإنجليزية)