الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
نشرت الكاتبة الأميركية جانين كامينز رواية مثيرة للجدل بعنوان “التراب الأميركي” American Dirt ، تتحدث عن فرار أم مكسيكية وابنها الصغير إلى الحدود الأميركية. عُدّت الرواية من أهم وأعمق الروايات التي تعالج موضوع الهجرة، وبخاصة هجرة الأميركيين اللاتينيين من جنوب القارة الأميركية إلى شمالها، حيث يمثل ذلك الشمال الحلم بمستقبل أفضل.
حظيت الرواية بالثناء على نطاق واسع قبل إصدارها في 21 كانون الثاني / يناير الجاري واختارتها المقدمة الشهيرة أوبرا وينفري لناديها للكتب، وهو فقرة من فقرات برنامجها الحواري تسلّط فيها الضوء على كتب أعجبتها. ووصفها الروائي الأميركي دون وينسلو بأنها “عناقيد غضب” أزمنتنا، في إشارة إلى رواية “عناقيد الغضب” الشهيرة للروائي الأميركي جون ستاينبيك. وكتب الروائي الأميركي ستيفن كينغ عن الكتاب يقول: “أتحدى أي شخص يقرأ الصفحات السبع الأولى من رواية “التراب الأميركي” ويستطيع التوقف عن إكمالها.”
القصة محبوكة بدقة ويعود نجاحها الباهر إلى كونها رواية إنسانية صادقة، تروي مأساة المهاجرين الهاربين من بلدانهم عبر الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة. بطلة الرواية ليديا وابنها لوكا يهربان من مدينة أكابلكو بعدما قتل قتلة مأجورون تابعون لأحد كارتيلات المخدرات، زوجها الصحافي وجميع أفراد أسرتها، بسبب فضحه جرائم الكارتيلات في المكسيك. تصور جينين كمنز معاناة المكسيكيين وشخصيات أخرى من دول أميركية لاتينية مختلفة.
تصوّر الكاتبة كامينز في روايتها معاناة المهاجرين المكسيكيين والأميركيين اللاتينيين الآخرين وهم يعبرون على ظهر قطارات شحن مكسيكية تقوم بنقل البضائع إلى الحدود. ومن هناك تقوم مافيات تهريب بتهريب المهاجرين إلى الولايات المتحدة.
لا تكفي معاناة ليديا وإبنها لوكا ورفاقهم في تحمّل مشقات ومخاطرة السفر على ظهر قطار وخطر مافيات الكارتيلات والتهريب التي تخطف وتقتل البعض أو تغتصب البعض وتساوم على فديات مع أهلهم. بل تبدأ معاناتهم الجديدة بعد وصولهم إلى الولايات المتحدة حيث يعيشون كمهاجرين غير شرعيين خائفين من انكشافهم وترحيلهم.
لكن الرواية أثارت جدلاً ونقداً كبيرين بين النقاد والأدباء اللاتينيين، وبخاصة الكتاب الأميركيون المكسيكيون الذين انتقدوا الرواية بسبب تصويرها النمطي للمكسيكيين والربح الكبير الذي ستحققه من نشر الكتاب وهو بملايين الدولارات. فقد تنافست على شراء حقوق نشرها تسع دور نشر أميركية في مزاد علني مفتوح. كما بيعت حقوق ترجمتها إلى أكثر من أربعين لغة عالمية من بينها العربية، وتم التعاقد لتحويلها إلى فيلم سينمائي.
This post is also available in: English (الإنجليزية)