الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
في هذا الكتاب قام الكاتب والصحفي “جيريمي سكاهيل” بالبحث والدراسة تأصيل ظاهرة بلاك ووتر .. شركة عابرة للقارات قوامها مقاتلين متقاعدين في الجيش اﻻمريكي .. تم تاسيسها وتوظيفها لتقليل الخسائر الرسمية ولتنفيذ العمليات القذرة بعيدا عن الرقابة الرسمية .. ظاهرة نمت بعد احداث اﻻبراج اﻻأمريكية.. ديك جيني و رامسفيد و بوش اﻻبن .. اطراف رسمية تبرر التعاقد لتقليل الخسائر .. ولكنها الرابح الحقيقي بعيدا عن التدقيق و الرقابة .. !!
صدر كتاب بعنوان «بلاك ووتر لمؤلفه الصحافي الاميركي جيريمي سكاهيل المعتمد في مجلة نايشن الاميركية.
يتحدث الكتاب عن شركة بلاك ووتر التي تعتبر أخطر منظمة سرية مسلحة في التاريخ الحديث، ويبدأ المؤلف بالتعريف بمؤسس المنظمة وهو ايريك برانس المولود في ولاية متشغن الاميركية من أصول هولندية وعائلة تنتمي إلى مذهب كالفن البروتستانتي، وكانت شديدة التعصب الديني لكن برانس سرعان ما تحول إلى الكاثوليكية وصار شعاره «يبنى هيكل سليمان بالسيف والمسطرين معا.
ويوضح الكتاب أن برانس عاد ومنظمته إلى التقاليد الأميركية القديمة التي تقوم على فلسفة «صائدو الجوائز وفروات الرأس مقابل أجر، كما ان مؤسسا آخر للمنظمة هو كولسون كان يدعو لبناء عقد اجتماعي جديد في اميركا بين المتدينين والعسكريين، وقد اشتقت المنظمة من هذه الفلسفة دعوتها لخصخصة الأمن والجيش الأميركي.
اما بدايات المنظمة نفسها فيعيدها الكتاب إلى فترة تولي نائب الرئيس الاميركي الحالي ديك تشيني وزارة الدفاع «1989-1993 حيث اعتمد سياسة تخفيض الجيش وتوسيع الشركات الخاصة وكان بذلك يخدم تحالفا شهيرا بين هذه الشركات وشركة هاليبرتون.
ومع تصاعد هجمات القاعدة وعاصفة الطائرات في سبتمبر 2001 انفتحت آفاق واسعة امام بلاك ووتر التي تأسست عمليا سنة 1997 على مساحة 100 ألف فدان واشتقت اسمها من مستنقع للقاذورات بالقرب من كارولينا الشمالية حيث مقرها الرئيس بالقرب ايضا من مجمع للاستخبارات وقاعدة انور فولك.. وقد اتخذت من «الاسد النائم شعارا لها كما سوقت نفسها بأسماء اخرى مثل «شركات الامن الخاصة والمقاولون المدنيون وتمنح الشركة للمرتزقة القتلة الذين تستأجرهم اجورا يومية تتراوح بين 200 – 300 – 600 دولار.
ولا تخفي الشركة توظيفها للثقافة الصليبية – اليهودية فيعلن مؤسسها، برانس انهم ورثة فرسان مالطة وتعود إلى عسكر الاسبتارية الذين كانوا ضمن الحملات الصليبية واستمرت بعد ذلك تحت شعار جمعية الفرسان العلاجية لحماية الحجاج المسيحيين والاعتناء بهم.
وما يذكره الكتاب حول تدخلات او علاقة عصابة القتل المذكورة بأوساط «سياسية اميركية وغير اميركية، علاقات قوية مع اليمين الجمهوري، ابتداء من الرئيس الاميركي رونالد ريغان وانتهاء مع الرئيس الحالي جورج بوش، وعلاقات مع مجلس السياسة الوطنية وهو هيئة شبه سرية تضم ديك تشيني وجون بولتون، وعلاقات مع منظمة هاغاي «التضامن المسيحي الدولي التي اشرفت على تدريب 60 ألف قائد انجيلي في مختلف دول العالم بينها دول عربية، وعلاقات مع عواصم وسفارات دولية وعربية.
كما يذكر الكتاب تفاصيل عن دور البلاك ووتر في تأسيس معارض عسكرية في عواصم عربية وغير عربية باسم «معرض السلام – سوفكس اما ابرز مهام البلاك ووتر القذرة التي كشف الكتاب دورها في العراق بعد الاحتلال الاميركي له، دورها في افغانستان لحماية انابيب النفط ودورها في فتنة دارفور بعد ان تبين وجود كميات كبيرة من النفط والغاز واليورانيوم في السودان، ودورها في سيراليرون للسيطرة على تجارة الماس، ودورها في منطقة بحر قزوين ضد روسيا وايران حيث تتداخل مهام المخابرات الاميركية مع دور هذه العصابة سواء في العلاقة مع رئـيس اوزبكستان اسلام كريموف او مع رئيس اذربيجان الهام علييف او مع الرئـيس الجورجي ساكاشفيلي الذي حملته «ثورة برتقالية بدعم البلاك ووتر.
قصة بلاك ووتر يسردها المؤلف في تسعة عشر فصلاً، تبدأ بمولد إريك برينس مؤسس الشركة لأسرة تمتلك أرضا شاسعة تبلغ مساحتها سبعة آلاف فدان على شاطئ بحيرة ماكاناوا بولاية كارولينا الشمالية.
وفكرة تأسيس الشركة نبتت بين عامي 1995 و1996 حين كان صاحبها يتدرب في أحد معسكرات البحرية الأميركية، لكنها ظلت حتى عام 2003 -تاريخ تحرير العراق- غير معروفة.
ولدت بلاك ووتر -ومعناها المياه السوداء نسبة إلى المستنقعات الكئيبة التي تأسست الشركة في قلبها- في الوقت ذاته الذي كانت فيه القوات المسلحة الأميركية في خضم مسيرة الخصخصة على نطاق هائل وغير مسبوق.
وقد بدأت تلك المسيرة تفعّل أثناء الفترة التي كان فيها ديك تشيني وزيراً للدفاع بين عامي 1989 و1993م في فترة إدارة بوش الأب، وفي نهاية أغسطس 1992 اختار سلاح المهندسين الأميركي شركة هاليبرتون -التي تولى تشيني نفسه إدارتها بعد ذلك- للقيام بجميع أعمال المساندة للجيش لمدة خمس سنوات تالية. وفتح عقد هاليبرتون الأول الباب على مصراعيه لخصخصة سريعة، بلغت ذروتها باكتشاف منجم التعاقدات في العراق وأفغانستان وأنحاء أخرى، التي بدأتها حملة «الحرب على الإرهاب.
ينقلنا المؤلف إلى جبهة أخرى برزت فيها بلاك ووتر هي تكليفها من قبل الحكومة الأميركية بتدريب قوات البحرية في منطقة بحر قزوين، وإنشاء قاعدة عسكرية متاخمة لحدود إيران الشمالية، في إطار تحرك كبير لأميركا باتجاه ما يسميه المحللون الخبراء في المنطقة «اللعبة الكبرى، وهي محاولة السيطرة على نفط بحر قزوين الذي يقدر بنحو 100 بليون برميل. وبلغت قيمة عقد بلاك ووتر 2.5 مليون دولار لمدة سنة واحدة في مشروع «حارس قزوين للانتشار في أذربيجان لحماية المصالح النفطية لأميركا هناك.
وشكل ذلك بابا خلفيا للانتشار العسكري للولايات المتحدة وبدلا من إرسال كتيبة ميدانية من الجيش الأميركي إلى أذربيجان، نشر البنتاغون مقاولين مدنيين من بلاك ووتر وشركات أخرى للقيام بحماية استغلال الغرب الجديد لنفط منطقة ظلت تاريخيا تحت الهيمنة الإيرانية السوفييتية.
لقد اقترن احتلال العراق عام 2003 بتعاظم استخدام وتدريب قوات أجنبية بوساطة القطاع الخاص في أميركا، وكانت دول أميركا اللاتينية التي عارضت شعوبها وحكوماتها غزو العراق، ضحية لفرق الموت والسياسات القمعية التي تحظى برعاية أميركية.
عن المؤلف:
جيريمي سكاهيل، صحافيّ أميركيّ وكاتب سياسي. يعمل مراسلًا لمجلس الأمن القومي في مجلة “ذو نايشن”. نقل سكاهيل الأحداث من قلب العراق وأعلن مرارًا رفضه للسياسة الأميركية هناك. حاز جائزة “جورج بولك” عن كتابه “بلاكووتر: أخطر منظمة سرية في العالم” الصادر أيضا عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر. كما تصدّر كتابه “حروب قذرة” قائمة “نيويورك تايمز” للكتب الأكثر مبيعًا. وقد حُوِّلَ إلى فيلمٍ وثائقيٍّ حاز عنه جائزة مهرجان صاندس في الولايات المتحدة.
This post is also available in:
English (الإنجليزية)