الخطأ الكبير تغير المناخ: لماذا أصبحت الشمس أكثر إشراقا وأشد سخونة وأعلى خطورة؟

عنوان الكتاب الخطأ الكبير تغير المناخ: لماذا أصبحت الشمس أكثر إشراقا وأشد سخونة وأعلى خطورة؟
المؤلف جوكهيم جالي
الناشر  novum
البلد النمسا
تاريخ النشر 2016
عدد الصفحات 118

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

التصنيفات: , ,

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

تغير المناخ الذي يحدث في الوقت الحالي ليس فقط نتيجة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والتي هي أساسا من صنع الإنسان ، ولكنها أيضا نتيجة كارثة كوكب المشترى التي حدثت في عام 1994، عندما ضرب مذنب شوميكر-ليفي 9 كوكب المشترى بعنف بجانب تأثير قمرنا عليه. هنا، بدأ العد التنازلي على نهاية العالم. لأنه من خلال هذا الحدث الكوني انطلقت سلسلة من ردود الفعل في الحركة من شأنها أن تدمر الكل في نهاية المطاف وليس فقط أرضنا، ولكن نظامنا الشمسي بأكمله. ليس في القرن المقبل، ولكن بالفعل في أيامنا هذه.

يعد تأثير النشاط الشمسي على تغير المناخ في الأرض أحد الموضوعات التي استحوذت على اهتمام الكثير من علماء المناخ وعلماء الفيزياء الشمسية. ولئن اتفق هؤلاء على أن انبعاثات الغازات المسببة للدفيئة بفعل النشاط البشري هي أحد أهم عوامل التغير المناخي الذي يعيشه كوكبنا، فإن فرضية تأثير النجم الأقرب إلينا في هذه الظاهرة ما زالت محل خلاف. ويعتقد بعض العلماء -وهم قلة- أن نشاط الشمس هو المحدد الرئيسي للتغيرات المناخية على الأرض، لكن النظرية ما زالت تحتاج إلى إثبات لإقناع الجميع بها.

كما هو معلوم، تختلف التغيرات المناخية عن التقلبات الجوية أو الطقس. فهذه الأخيرة أسبابها معروفة وتحدث يوميا بسبب تعاقب الليل والنهار أو تعاقب الفصول، وهي ظواهر دورية ومحددة نتيجة دوران الأرض حول الشمس واختلاف كمية الطاقة التي تستقبلها كل منطقة على سطح الأرض باختلاف الموقع والزمان. أما التغيرات المناخية فهي تغيرات مؤثرة وطويلة المدى يمكن أن تشمل معدل درجات الحرارة ومعدل تساقط الأمطار وتغير التيارات الهوائية والبحرية الكبرى، وتمتد على مئات السنين وربما آلاف.

أما النشاط الشمسي فيتم في دورات منتظمة أشهرها -وأقصرها- تلك التي تدوم في المتوسط 11 سنة، وهي معروفة لدى العلماء منذ أواسط القرن التاسع عشر. ويتم قياس هذا النشاط بجملة من المؤشرات كقوة الإشعاع المغناطيسي وعدد الانفجارات الشمسية وعدد البقع على السطح المرئي للشمس، وهي بقع تتميز بانخفاض حرارتها وبنشاطها المغناطيسي المكثف مقارنة بالمناطق المحيطة بها. وتشهد الشمس حاليا دورتها الرابعة والعشرين التي بدأت عام 2008 ومن المنتظر أن تنتهي عام 2019.

لا شك أن الشمس -منذ أن نشأت الحياة على الأرض قبل مليارات السنين- هي مصدر الدفء اللازم لاستمرار الحياة، ولولاها لكان كوكبنا صخرة جامدة مظلمة في فضاء الكون الشاسع. وهي تتحكم في جميع العوامل المناخية على الأرض من حرارة ورياح وسحب وأمطار وغير ذلك، ولهذا ربط الإنسان بين التغيرات المناخية والنشاط الشمسي منذ بداية عصر النهضة الحديث.

وكان الفلكي الإنجليزي ويليام هرشل -الذي عاش خلال القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر- أول من حاول إيجاد صلة بين النشاط الشمسي والمناخ على الأرض، إذ قام ببحث الصلة بين عدد البقع الشمسية وثمن القمح في الأسواق، ولاحظ أنه كلما زاد عدد البقع على الشمس انخفض ثمن القمح في السنة التالية، وهو ما يدل على وفرة الإنتاج. وكلما انخفض عدد البقع -وهو مؤشر على انخفاض النشاط الشمسي- ارتفع الثمن. واستنتج هرشل من ذلك أن تغير النشاط الشمسي يمكن أن يفسر التغيرات المناخية على الأرض.

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP