الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
في هذا الكتاب يعلق الكاتب والمراقب الرائع ستيفان زويج على بعض الموضوعات الهامة والمتنوعة في السياسة والفن والأدب وأحيانا موضوعات جدلية على الأحداث اليومية. فهو يتحدث عن موضوع اللاجئين الذين هربوا من ويلات الحروب، وعن توحيد أوروبا، وعن العطلات الطويلة والغير مفهومة التي يقوم بها السياسيين، وعن بطالة الشباب وتأثيراتها الخطيرة ، ثم عن الموسيقى وتأثيرها على النفوس.
يلقى ستيفان زويج نظرة عن التحزب الشرس للبشرية ويرسم صورتها جنبا الى جنب مع الحقيقة لكى يرسم بهما خطوة هائلة من جهوده للدعوة إلى التفاهم والتواصل.
أهمية التواصل:
لا يتصوّر الإنسان أن يسير مركب الحياة بدون أن يكون هناك تواصلٌ بين النّاس بعضهم البعض، فالتّواصل والاجتماع وتبادل المعارف والمعلومات بين النّاس هو سنّة الكون وسنّة الحياة الدّنيا، ذلك بأنّ مخرجات كثيرٍ من الأعمال تأتي من خلال تواصل النّاس بعضهم البعض، فالإنسان حين يريد أن يبني بيتًا تراه يتواصل مع متعهّد البناء والمقاول، ويبحث معهم أسلوب البناء وطريقة دفع المستحقات وغير ذلك، فالتّواصل بلا شكّ هو مهمٌ جدًّا لحياة الإنسان وتتجلّى أهميّته في أكثر من جانب من جوانب الحياة نذكر بعضاً منها في هذا المقال.
التواصل هو وسيلة لفهم النّاس، فالإنسان يحتاج إلى أن يتواصل مع غيره حين يريد أن يستعلم عن شيءٍ معين، كما هو وسيلة لفهم طبائع النّاس، فالإنسان قد يسمع الكثير عن شخصٍ معيّن، ولكن حصول تواصل مباشر بينها قد يجلّي حقائق كثيرة عن الشّخص لم تستطع الأخبار نقل صورةٍ صحيحةٍ وحقيقيّة عنها، وفي الأثر ليس الخبر بالمعاينة، أي أنّ رؤية الشّخص أو الشّيء غير السّماع عنه، وبالتّالي فإن أهميّة التواصل تكمن في أنّها تجلّي كثيراً من الحقائق التي قد تكون ملتبسة، كما أنّها تتيح للإنسان رؤية الصّورة الحقيقيّة التي لا زيف فيها للشّخوص والأشياء.
التّواصل يعدّ وسيلة لتحقيق الأهداف وإنجاز الأعمال، فالإنسان حين يضع نصب عينه هدفًا معيّنًا فإنّه لا يستطيع تحقيقه بدون أن يتواصل مع غيره من النّاس، فجهود النّاس مسخّرة لخدمة بعضها البعض، كما أنّ سنّة الحياة الدّنيا مبنيّةً على التّعاون وتبادل الخبرات والمهارات بين النّاس فكلّ واحدٍ لديه شيء يميّزه عن أخيه؛ وبالتّالي يشكّل التّواصل فرصةً لتبادل المهارات والخبرات التي تؤدي بالنّتيجة إلى تحقيق الأهداف وإنجاز الأعمال.
كما أنّ التواصل يعدّ وسيلة لإيصال الرّسالة، فقد استخدم الأنبياء أسلوب التّواصل مع أقوامهم من أجل إيصال رسالة الله سبحانه وتعالى للبشر وتبليغ شرائعه وتعاليمه للنّاس، كذلك يستخدم المعلم والمربّي أسلوب التّواصل حين يريد إيصال رسالة التّعليم إلى طلابه وشرح العلوم المختلفة لهم، وهذا الأسلوب ينطبق على كثيرٍ من النّاس الذين يحملون رسالة نبيلة في حياتهم ويودّون توصيلها إلى النّاس.
التّواصل كذلك وسيلة لحلّ المشكلات والخلافات بين النّاس، فالإنسان السّاعي بالخير والإصلاح بين النّاس يتواصل مع المتخاصمين من أجل أن يصلح ذات البين بينهم. وهو أيضاً أسلوب يستخدمه السّياسيّون وأصحاب البرامج، فالسّياسي الذي يطمح في الوصول إلى المناصب السّياسية في الدّولة مثل نواب الشّعب يستخدم أسلوب التّواصل مع قاعدته الشّعبيّة من أجل شرح برنامجه السّياسي وما ينوي فعله من أجل خدمة النّاس وحسن إدارتهم.
This post is also available in: English (الإنجليزية)