الوصف
يذهب الباحث في كتابه هذا الى أن تحلل الهوية الحضارية العربية الى عنصريها المكّونان لها، وهما النظرية الإسلامية وما انبثق عنها من نظام حياتي (وليس الدين والعبادات فقط)، والعروبة (ثقافة ولغة، وليست عرقا). بحيث اصبح هذان المكّونان عدوين لدودين يحاول كل منهما القضاء على الآخر، ومحوه من الوجود.. وهي العلة التي أدت الى تخلف هذه الهوية وضعفها.
ولايتوقف الباحث المعروف د. إبراهيم يحيى الشهابي عند إبراز وتحليل أسباب (انفصام الهوية الحضارية العربية)، بل يحاول التركيز على طرح البديل والعلاج لإعادة بناء هذه الهوية.
هذا الكتاب يبحث في طبيعة الهوية العربية، وما أصابها من علل أدت إلى إخفاق أبنائها في التفاعل مع الأحداث بصورة صحيحة، حتى آلت حالها إلى ضعف..
قسم المؤلف كتابه إلى خمسة فصول، بعد المقدمة التي ألقى فيها الضوء على أصل المشكلة لديه. ففي الفصل الأول ” الهوية الحضارية” تحدث عن نظريات تشكل الأمم، وناقش النظريات القومية، وعرّف الهوية الحضارية ومكوناتها.
وتحدث في الفصل الثاني ” الهوية الحضارية العربية ومكوناتها” عن مكونين اثنين: الأول النظرية الكونية الإسلامية، والثاني العروبة ثقافة ولغة. وأطال في الفصل الثالث ” المعالم الرئيسية للنظام الحياتي الإسلامي” فبحث في موضوعين: الأول عن نوعَي الحياة؛ فيما وراء الطبيعة وعلى الأرض. والثاني عن العلاقات بين البشر بموجب النظام الحياتي الإسلامي، وهذا قائم على التعددية، والتفاعل الحضاري، والاقتصاد المتنوع، والعدل، والعلم، والتربية. وقدّم في الفصل الرابع” ما آلت إليه الهوية الحضارية العربية” عنوانات عديدة؛ وهي على التتابع: توصيات كامبل بنرمان، إحلال اللغات العامية محل العربية الفصحى، حاجز بشري معادٍ لشعوب المنطقة، إخفاق الأحزاب والحركات مقابل المشـــــــــروع الصهيوني، الوضع الراهــــــن للحضارة العربية.
وختم بالفصل الخامس كتابـــــــــه بعنوان “العلاج” فأشار إلى تجارب الشعوب الحية في النهوض من كبواتها.. ومن ثم الخطوات التي يجب على العرب اتباعها للنهوض.
الكتاب يقدم أشياء مطروحة من قبل، لكنه يعالجها معالجة جديدة بأسلوب واضح يخطط لمستقبلها.