جلاء الغبش .. وقفات في تعقب المختلقات في مصادر التراث

عنوان الكتاب جلاء الغبش .. وقفات في تعقب المختلقات في مصادر التراث
المؤلف عبد العزيز آل عبد الله
الناشر جداول للنشر
البلد لبنان
تاريخ النشر 2019
عدد الصفحات 216

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

يقف الدكتور عبدالعزيز بن محمد آل عبدالله في كتابه الجديد الصادر عن دار جداول للنشر والتوزيع على بعض مصادر التراث الحديثة والمعاصرة، ويناقشها، ويسائلها، وينتقد بعض الروايات الشائعة فيها، في غلاف لطيف من الحجم المتوسط، حمل عنوان: «جلاء الغبش»، وصدر في 214 صفحة، متضمنًا صورًا من بعض نسخ المخطوطات التي تطرق إلى الحديث عنها في الدراسة.

تحدّث الدكتور عبدالعزيز في البداية عن تحفة المشتاق في أخبار نجد والعراق، ثم الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر (قبائل العرب)، ثم لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبدالوهاب، ثم رحلة مرتضى بن علوان إلى الأماكن المقدسة والأحساء والكويت والعراق، وأخيرًا: مذكرات مستر همفر الجاسوس البريطاني في البلدان الإسلامية.

ويبين آل عبدالله في دراسته أن كل علم من العلوم وفن من الفنون يحوي حقائق وأباطيل، وفيه علماء متجردون للحقيقة باحثون عنها، لكن ثمة سدنة للباطل ومروّجون له، وهم يستظلون بسقائف هذه العلوم، وينافحون فيها عن الاختلاقات التي يوردونها، وذلك في قديم الزمان وفي حديثه.

أما دوافع تلك الاختلاقات والأباطيل التي يُدس بعضُها في كتب لها أصول صحيحة، أو في كتب مختلقة من أساسها، فهي دوافع شتى، فمنها: الرغبة في حيازة الشرف والمجد لقوم دون قوم آخرين، أو محاولة طمس تاريخ بعض الأمم والشعوب وتشويهه، وزعزعة هذه الأمم في تاريخها، وتحطيم معنويات أفرادها، وإحداث الهزيمة النفسية فيهم، ويحدث ذلك أحيانًا بُغية تشويه حركة معينة أو دين أو مذهب أو جماعة؛ بهدف صدّ الناس وتنفيرهم، وتدخل في ذلك العصبيات المذهبية والقومية والقبلية وغيرها.

وينحو المؤلف منحى الاستفادة من دراسة النصوص وأساليبها، للاستدلال بذلك على ما تتضمنه بعض كتب التاريخ الحديثة من الأوهام والاختلاقات، معتضدًا بمقولة الشيخ حمد الجاسر رحمه الله، الذي أفاد في «مجلة العرب» بأنه يوجد تزييف كبير في الشعر الشعبي بعد منتصف القرن الرابع عشر الهجري، ولذلك فهو لا يعدّ مرجعًا موثقًا. ومن تلك التشويهات البشعة ما نال تاريخ الدولة السعودية الأولى وحركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، فنالهما قدر كبير من العبث والاختلاق على أيدي المؤرخين المناوئين لهما، وذلك يهدف في الغالب إلى الإساءة والتشويه.

وتكمن خطورة التزوير والعبث في التاريخ في أنه تُبنى عليه معلومات خاطئة، وتصورات مشوهة، وأحكام جائرة، ونظريات واهمة، ويُستشهد به على صحة كثير من الأمور الباطلة، فالمادة المكتوبة لها سلطانها على أذهان كثير من الناس مهما بَلَغَتْ من الضعف والتهافت، فبمجرد أن توجد المعلومة في كتاب منسوب إلى مؤلف معلوم أو مجهول، فإنها تكتسب قدرًا من الأهمية، وتصبح قولًا يُعتدّ به عند كثيرين، ولو كانت مخالفة للبدهيات والمسلّمات.

ويستند الكتاب في كثير من أدلته على بطلان المصادر التاريخية المزيفة على اللغة متمثلةً في الأساليب والتراكيب والألفاظ والإملاء، والتباين الشديد في الأسلوب في الكتاب نفسه من حيث الجودة والرداءة، إضافة إلى الجمع بين العُجمة والعامية أحيانًا، وتضاد المصدر فيما يورده من معلومات، والتناقضات الزمنية الحادة، والعبث المتعمد، والمبالغات والتهويلات الساذجة والسطحية، والأفكار الموجّهة، والغرائب والعجائب، ومحاولة ملء الصفحات ولو بالهذر والحشو.

وينتهي المؤلف إلى أن نظريته في نقد بعض ما تحتويه كتب التاريخ الحديثة والمعاصرة سيكون لها مؤيدون ومعارضون، فالمؤيدون من وجهة نظره سيكونون من الباحثين المتجردين، بعد أن يروا الأدلة المتظاهرة المتكاثرة، وقد يختلف معه آخرون ممن هدفهم الحقيقة، وهذا أمر بدهي، إلا أن ثمة من قد يثقل عليهم قبول ما فيه من نقد بالموضوعية المطلوبة؛ بسبب أن بعض ما في تلك المصادر كان هو منطلقَهم وأُسّ ما اعتمدوا عليه في بحوثهم ودراساتهم ورسائلهم السابقة.

ويورد الكاتب نموذجًا من الترهات والمبالغات التي تتضمنها بعض الكتب التاريخية المعاصرة، وذلك من كتاب «مذكرات مستر همفر»، التي ملئت من الكلام السخيف الممجوج المكذوب المكرر، وشحنها واضعها بقدر كبير من السطحية، والتهويل، والبهتان، ولَيّ الحقائق، ومن ذلك أنه زعم أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب كان يتقن التركية والفارسية، وأنه سافر إلى أصبهان الإيرانية، … إلخ.

المصدر: جريدة الرياض

TOP