الوصف
يأتى كتاب «نواب الله» للشاعر أحمد الشهاوى، والصادر حديثًا عن الدار المصرية اللبنانية، مختلفًا، فقد جاء كقصيدة فكرية متكاملة الأركان من شاعر تعرض من قبل لمنع ومصادرة أحد كتبه، وإدانته دينيًّا من قبَل بعض الجماعات المتشددة؛ ولذلك ففيه الحلول المختلطة بالأوجاع والعقَبات التى تحول دون تحقيق نهضة حقيقية.
ويوضح الكاتب أن الخيال ملازم للإبداع، وكالحقيقة غير مُتناهٍ، والمبدع الذى بلا خيال دومًا لا مكان له فى تاريخ الشعوب، وهو ليس صاحب القلم فقط، ولكن كل من يستطيع أن يضع يمينى على طريق ثالث لم أرَه أو أسمع به من قبل، ولم تحلم به روحى. والخيال لا يتكوّن دون معرفة، ودأب، وذكاء متوقد، ودقة، وصرامة، وممارسة، وتجريب، ومناخ، وبيئة تحضن أصحاب الجموح والشّطح، دون أن نتهمهم بالفشل ومُعاداة الدين، إذ كل جديد غريب، وخارج على العادة والعُرف، ومن الصعب، بل أحيانًا من المستحيل، تقبله.
فمن يفتح أفقًا، هو إنسان شغوف بالبحث والاستقصاء والتحرّى والمعاودة، وخدمة البشرية، ولا يستحق أن نصمه بالخرَف، ونعيق طريقه، حتى لو لم يأتِ إلينا بالبرهان، إذ يكفيه أنه يحاول، فكما أن المصادفة تقود دومًا نحو الكشف والخلق، فالبحث -حتمًا- يؤدى فى النهاية إلى نتيجة ما، يمكن للآتى أن يعمل بعدها، ويكمل السيرة والمسيرة.
كما يؤكد الكاتب أن الإسلام لم يكن يومًا دين إجبار أو إكراه على إتيان شىء لا يريده المُكرَه «لا إكراهَ فى الدين قد تبيَّن الرشد من الغىّ» «الآية 256- سورة البقرة»، و«لست عليهم بمسيطر» «الآية 22- سورة الغاشية».
وإذا كان هذا هو الإسلام الذى يصدّره الداعشيون، ومن قبلهم ومن بعدهم أصحاب التشدد والتزمّت، فلا أحد يريد الإسلام، وسينفر الجميع من هذا الدين؛ لأن الغرب عبر وسائل إعلامه يحتفى ويحتفل بما يفعله الدواعش من جرائم، غير عارف بحقيقة الدين الصحيح.
ويشير الكاتب إلى أنه لا مُحاباة فى الفتوى، أو انحياز، أو مراضاة؛ لأن الأصل فى الفتوى هو الفصل والإبانة والتوضيح، وليس التصيّد، والتكفير، والنيْل من المسلم (المختلف)؛ لأن الفتيا تعتمد الأدلة.
ويضرب الكاتب مثالاً مهما فى التاريخ وهو الحكم على «الحلاج»، فقد قال لهم الحلاج، ولم ينصتوا، أو يستمعوا إليه، لأنهم كانوا يكيدون له، ويفتون لصالح الخليفة المُقتدر فى بغداد وقتذاك: «دمى حرام، وما يحلّ لكم أن تتقوّلوا علىّ.. وأنا اعتقادى الإسلام، ومذهبى السُّنة وتفضيل الأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين وبقية العشرة من الصحابة، رضوان الله عليهم أجمعين، ولى كتب فى السُّنة، فالله الله فى دمى»، ورغم ما قاله سُجن، وضُرب بالسّوط ألفًا، وحُزّت رقبته وقطّعت يداه ورجلاه، وأُحرقت جثته.
(جريدة المقال)
هذا الكتاب دفاع حار عن الخيال و الحرية و المنطق الأنساني و الروح الصافية، ضد الانغلاق و الجمود و الحبس في كتب التراث الصفراء، كما يكشف الستار عن تجار الدين، لينتصر للدين الحق ضد “بيزس” الدعاة، الذين جعلوا من انفسهم “نوابا لله” يؤممونه لخدمة مصالحهم، ويحتكرونه دفاعا عن كراسيهم و طموحاتهم في السلطة و الحكم، انها كتابة مع الخيال و الحرية، والخيال لا يتربى الا فى ارض الحرية الواسعة، ويولد من الرؤية و الرؤيا وما من كتاب مقدس او دين سماوىلا او ارضى تالا ودعا الى الخيال.
كلمة الناشر