أجمل شوارع العالم – التاريخ الاجتماعي والسياسي للشانزليزيه

عنوان الكتاب أجمل شوارع العالم – التاريخ الاجتماعي والسياسي للشانزليزيه
المؤلف ليدفين بانتيلى
الناشر لا ديكوفرت
البلد فرنسا
تاريخ النشر 2020
عدد الصفحات 288 

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

This post is also available in: English (الإنجليزية)

ما بين عشية وضحاها، ووسط إجراءات احترازية استثنائية ولاهثة يبذلها العالم في مواجهة وباء «كورونا»، تحول شارع الشانزليزيه، أجمل شوارع باريس والعالم، إلى فضاء قفر من دبيب البشر والحياة، وقبعت فوق رف الذكريات مقولة شهيرة لطالما عبّرت عن مدى الحب والولع بهذا الشارع التاريخي «من زار باريس دون المرور بشارع الشانزليزيه كالذي ذهب إلى البحر دون الاستحمام فيه»… الشارع الذي يمثّل «قلب باريس النابض» تلقي الضوء على صورته المؤرخةُ الفرنسية ليدفين بانتيلى في كتابها الجديد «أجمل شوارع العالم – التاريخ الاجتماعي والسياسي للشانزليزيه»، ترصد من خلاله دوره التاريخي والتحولات التي مر بها على مر الزمان.
صدر الكتاب منذ بضعة أيام عن دار النشر الفرنسية «لا ديكوفرت» في 288 صفحة من القطع المتوسط، ومؤلفته علاوة على أنها أستاذة للتاريخ بجامعة «روان» الفرنسية ومتخصصة في تاريخ الحركات السياسية والاجتماعية فقد اعتمدت في كتابها هذا على أرشيفات ثرية متنوعة ونادرة، كما أجرت عدداً من اللقاءات والحوارات مع شخصيات رفيعة المستوى شاركت بشكل أو بآخر في تشكيل وصياغة شارع الشانزليزيه لتبحر بالقارئ في قلب حالة من الغموض والتفرد يتمتع بها أجمل شوارع العالم ذات الطابع الأرستقراطي والشعبي في الوقت ذاته.

بدايةً، تؤكد الكاتبة أن ما يمثله هذا الشارع من أهمية ليس عائداً فقط لما يضمه بين جنباته من عدد كبير لأرقى المحال التجارية وماركاتها المختلفة، وليس لعرضه البالغ 70 متراً وطوله الذي يقدّر بـ2 كم، بدايةً من ميدان الكونكورد أحد أكبر ميادين العالم الذي يطل على حدائق متحف اللوفر لينتهي بميدان قوس النصر الذي يتفرع منه 12 شارعاً تمثل شرايين باريس الرئيسية والذي بناه وشيّده نابليون بونابرت ليخلّد من خلاله معاركه وانتصاراته… ولكن لأنه يُعد ذاكرة الأمة الفرنسية وشاهد عيان على أيام مجدها، حيث سار فيه ملوك وأباطرة فرنسا في ذهابهم إلى الحروب وعودتهم منها، فاكتسب أهمية وطنية، إضافةً إلى أهميته الثقافية، ففيه تذوب جميع الثقافات حيث تسمع في جنباته جميع لغات العالم، إضافة إلى الفعاليات الرياضية مثل ماراثون باريس للدراجات والألعاب الأولمبية للأثقال. وشهد استقبال 1.5 مليون نسمة في احتفالات فرنسا بفوز فريقها القومي بكأس العالم في يوليو (تموز) 1998 و2018، وغيرها من المناسبات، ما جعل الشانزليزيه مصدر الفخر الوطني في عيون كثير من الفرنسيين، كما أن جميع الرؤساء الفرنسيين ارتادوه عقب فوزهم بالانتخابات الرئاسية بالسيارات الفارهة وسط احتفالات عسكرية مهيبة، بالإضافة إلى تخليد رموز الأمة الفرنسية، من مراسم جنازة فيكتور هوغو 1885 إلى مراسم جنازة المغنى والممثل والملحن الفرنسي جوهاني هوليداي في 2017.
وتذكر الكاتبة أن الشانزليزيه مثل مصدر إلهام لكثير من الشعراء والأدباء الفرنسيين، فوصفه الروائي الفرنسي إيميل زولا بـ«الشريان»، كما قال الجنرال ديغول في مذكراته في 26 أغسطس (آب) 1944 إن «الشانزليزيه يمثل المحور الأشهر في العالم» لأنه يعد «همزة وصل بين أمجاد الماضي والحاضر». بينما ذكر الروائي بلزاك أن للشانزليزيه «صفة إنسانية، تلهمنا بأفكار خاصة واستثنائية».
ثم تتحدث المؤلفة عن الطريقة التنظيمية التي يتمتع بها الشارع، فالأرقام الفردية مخصصة لمقرات البنوك والشركات والبوتيكات الفاخرة، بينما الأرقام الزوجية للمحال والمطاعم وسلاسل المتاجر الفخمة الشهيرة عالمياً، وبذلك فهو يجمع بين متناقضات عديدة.
وخصصت المؤلفة الفصل الأخير من كتابها لـ«السترات الصفراء» لترصد وبدقة بالغة تبدل حال «أجمل شوارع العالم» مؤخراً، بخاصة خلال عام 2019 من خلال المشاهد التي يطوّق فيها رجال الشرطة الشارع رداً على تحركات وتصرفات أعضاء حركة «السترات الصفراء» ذات الطابع الاجتماعي. وهي تذكر أن المحتجين دمّروا مقهى ومطعم «الفوكيه» الذي تم افتتاحه في 1899 ليمثل منذ ذلك الحين مقصداً سياحياً يضاف إلى قائمة المقاصد السياحية الفرنسية الطويلة، ويكتسب أهميته من تفرده سواء في ديكوراته الخاصة أو من خلال ما يقدمه من مشروبات ومأكولات متميزة ليصبح مقصداً ورمزاً مهماً يرتاده كل من يتنزه بالشانزليزيه، الأمر الذي دفع الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي إلى أن يتوجه إلى «الفوكيه» في 6 مايو (أيار) 2007 للاحتفال بفوزه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، بالإضافة إلى ذلك.
وتذكر الكاتبة أن الكثير من الدول والشركات العالمية حتى وقت قريب كانت لا تزال تتهافت على امتلاك مكان في الشانزليزيه، فارتفع متوسط الإيجار السنوي للمتر المربع الواحد 14470 يورو، أي ما يربو على الألف يورو شهرياً لكل متر مربع، لتحتل باريس نتيجة ذلك المرتبة الرابعة في قائمة أغلى مدن العالم بعد هونغ كونغ ونيويورك ولندن.

المصدر:  جريدة الشرق الأوسط

This post is also available in: English (الإنجليزية)

TOP