الوصف
أزمنة الحداثة الفائقة: الإصلاح ـ الإرهاب ـ الشراكة
ما يشهده المسرح الكوني من أحداث متسارعة و انفجارات متلاحقة ،
يحول الكوكب إلى بؤر التوتر والفوضى والاضطراب
بقدر ما يحيل نظام الحياة إلى ما يشبه حالة الطواريء بانتظار البرابرة أو الكارثة .
والكل مسؤولون بقدر ما هم متورطون ، سيما أصحاب المشاريع
والاستراتيجيات لإنقاذ البشر و قيادة العالم ، يستوي المحافظون الجدد والإسلاميون الجدد ، زعماء الإصلاح و عملاء الإرهاب
. مما يعني أولاً أنه لا تجدي بعد الآن إدارة العالم بما هو سائد من العقليات و المذاهب والسياسات ؛ كما يعني من جهة ثانية الحاجة إلى تجديد أشكال المصداقية و المشروعية ، بتغيير أطر النظر و قواعد العمل ، فضلاً عن تغيير صورة الإنسان عن نفسه و عن مكانته في العالم
. عربياً يبدو المشهد هو الأكثر تأزماً و تردياً ، مما يضع العرب في مهب المتغيرات
. فإما أن يواجهوا الأحداث باستخدام العدة القديمة المستهلكة ، لكي يهدروا الفرص و الطاقات و الموارد ، و يزدادوا تخلفاً و هامشية و تبعية للغير .
وإما أن يحسنوا التغير بطرح أسئلة العصر و إتقان لغة الخلق والتحول والتداول ، لكي يعملوا على تدارك الكوارث والمساهمة في صناعة الحضارة و قيادة المصائر .
فالعالم الآخذ في التعولم يزداد تشابكاً و توحداً بقدر ما يتخطى الحداثة التقليدية إلى موجات جديدة من الحداثة الفائقة
. ومن ينجح في معالجة مشكلاته و إصلاح أحواله يسهم في إصلاح الشأن البشري المشترك ، بقدر ما يشارك في إدارة العمل الكوكبي بصورة بناءة وراهنة
. وهذا هو الرهان الذي يقف وراء هذا الكتاب بأسئلته : كيف نفكر و نعمل ، عرباً و بشراً ، في أزمنة الحداثة الجديدة و تحولاتها المتسارعة ؟ كيف نتوجه و بأي شكل نتغير للخروج من النفق الذي تقودنا إليه دعواتنا المستحيلة و مشاريعنا المدمرة واستراتيجياتنا القاتلة ؟
أزمنة الحداثة الفائقة: الإصلاح ـ الإرهاب ـ الشراكة
للمزيد من الكتب.. ووروا منصة الكتب العالمية