الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
الرياضيات كأسلحة دمار.. كيف رفعت البيانات الضخمة من اللامساواة
فى كتابها الجديد “الرياضيات كأسلحة دمار.. كيف رفعت البيانات الضخمة من اللامساواة”، تبحث “كاثي أونيل” Cathy O’Neil في الصيغ الرياضية التي يتم تقييم الناس والأشياء بمقتضاها، وكيف تجحف بالمهمشين فيزدادون تهميشاً. وفيه أشياء عن خوارزميات غوغل وفيسبوك.
وترى أونيل أن تطوّر الرياضيّات المتعلّقة بتعليم الآلات طريقة التعلّم من تجاربها، ستكون على الأرجح عنصريّة وميّالة للتفرقة الجنسية. ويشير ناقدون آخرون إلى أن المؤسّسات ستختبئ خلف تلك المعادلات، وتستعملها لتبرير الاستغلال والتفرقة وغيرها.
من خلال عملها في شركة «D.E. Shaw» لإدارة الاستثمارات العالمية، وبالتزامن مع فترة الركود الاقتصادي في 2008 بدأت تدرك أن النماذج الرياضية توجد وتستخدم في المجال الاقتصادي، إلى جانب عدد من المجالات، ولم يقتصر استخدامها على الأغراض الحميدة.
ووجدت أن الرياضيات أداة قوية للأغراض السيئة أيضا، واستنتجت أن هذه النماذج يمكن فهمها على هيئة «تحليل تنبؤي» يستخدم لتضليل المستثمرين بشأن مستوى الخطورة للأوراق المالية سيئة السمعة المدعومة بالرهن العقاري.
هذه الحقيقة دفعت «كاثي» إلى الاستقالة من عملها وتكريس وقتها المهني للتحقيق في انتشار هذه النماذج، واستخدامها وآثارها الضارة في الولايات الأمريكية.
ويتمحور كتابها حول فكرة أو هدف واحد، تحاول «كاثي» إيصاله لقرائها وهو أن أمريكا تعتمد على نماذج الرياضيات بشكل خطير نيابة عن الواقع.
تذكر كاتي أونيل أمثلة عديدة عن كيفية تعزيز هذه الخوارزميات لمشاكل بينوية متعلّقة بالعدالة الاجتماعية وبتضييق الدوائر التي نعيش بها وبفرصنا في أخذ قرارات واعية. لا تهدف هذه الخوارزميات إلى التنبؤ بسلوكياتنا فقط، بل إلى توجيهها أيضًا، فعلى سبيل المثال، تذكر شركة Accenture التي تجمع بيانات ضخمة هدفها كالتالي: «نمذجة المشترين في السوبرماركت». حسب الشركة، «سيكون هناك المشترون التلقائيون الذين يشترون من الحلوى المرتبة على رفوف الدفع، وأولئك المهووسين بالصحة والمستعدين لدفع مبلغ مقابل كرنب عضوي». تحاول الشركة أن تعرف مَن مِن المشترين قد يكون مخلصًا لعلامة تجارية معينة، ومن منهم مستعد للانتقال إلى علامة أخرى مقابل خصم ولو قليل. تقول أونيل إن هدف الشركة هو التنبؤ بثمن الكوبونات التي يتعين على شركات معينة تزويدها للمشترين الأكثر استعدادًا لتغيير العلامات التجارية التي يستهلكونها عادة.
تتعمق أونيل في وصف التداخل بين سماسرة البيانات والسياسة والسلطة التي قد تجنيها الشركات نتيجة جمعها بياناتنا. وتذكر أن من ترأس دائرة البيانات الضخمة في Accenture انتقل للعمل في حملة انتخابات أوباما عام 2012 لأنه وثق من قدرته على توظيف مهاراته في ابتداع آليات لتغيير سلوكيات المشترين المترددين إلى تغيير سلوكيات مجموعة المنتخبين المترددين، وهم الذين تراهم أي حملة انتخابية كمجموعة ذات قيمة عالية جدًا لقدرتها في توجيه النتائج النهائية.
وتقول “أونيل”: “نحن نعيش في عصر الخوارزمية، حيث تتحكم تلك النظم الحسابية في القرارات التي تؤثر على حياتنا, فمقدار ما ندفع للتأمين الصحي لا يقوم بحسابه البشر، ولكن يحد من خلال النماذج الرياضية”.
وأكثر ما يثير القلق هو أنها تعزز التمييز، فمثلا الطالب الفقير لن يتمكن من الحصول على قرض لأن نموذج الإقراض يعتبر محفوفا بالمخاطر (بموجب الرمز البريدي)، وبذلك يتم منعه عن التعليم الذي من الممكن أن ينقذه من الفقر، إن النماذج تعزز المحظوظ وتعاقب المظلوم، وحيث خلقت “شراب سام للديمقراطية”.
تعرض أونيل نماذج من الصندوق الأسود الذي يشكل مستقبلنا، سواء كأفراد أو كمجتمع، وبتعقب حياة الآخرين، قام أونيل بمتابعة تسجيل المعلمين والطلاب، وفرز السيرة الذاتية، ومنح (أو رفض) القروض، وتقييم العمال، واستهداف الناخبين، تعيين الإفراج المشروط، ومراقبة صحتنا.
ويدعو أونيل المصممين إلى تحمل المزيد من المسؤولية ويحث صناع السياسات علي تنظيم استخدامها، ولكن في النهاية، الأمر متروك لنا لنصبح أكثر دهاء عند تصميم النماذج التي تحكم حياتنا.
هذا الكتاب المهم يمنحنا السلطة لنسأل الأسئلة الصعبة، ولنكشف الحقيقة، ولنطالب بالتغيير، مرحبا بكم في الجانب المظلم من الحقائق الكبيرة.
كاثي أونيل هي عالمة البيانات، وحصلت على درجة الدكتوراه في الرياضيات من جامعة هارفارد وتدرس في كلية برنارد قبل الانتقال إلى القطاع الخاص، بدأت برنامج “ليد” في صحافة البيانات في كولومبيا، ومؤلفة كتاب علوم البيانات، وهي حاليا كاتبة عمود في بلومبرغ فيو.
This post is also available in: English (الإنجليزية)