الوصف
قبل أن يرحل الكاتب الدكتور أحمد خالد توفيق، عن عالمنا، فى الثانى من أبريل لعام 2018، انتهى من كتابة مجموعته القصصية “أفراح المقبرة”، وسلمها إلى دار الكرمة للنشر فى القاهرة، والتى أصدرتها بالفعل تزامنا مع عيد الفطر المبارك.
وفى “أفراح المقبرة” يصطحب الراحل أحمد خالد توفيق جمهوره من القراء على مدار 236 صفحة، فى عوالم شغلته وعاش فيها خلال فترة ما قبل وأثناء كتاب هذه المجموعة، التى حظيت باهتمام كبير منذ أن أعلنت الكرمة عن تسلمها من أحمد خالد توفيق، وحتى صدورها.
منذ بداية قصص “أفراح المقبرة” التسعة، وحتى نهايتها، اعتمد أحمد خالد توفيق، على الإثارة التشويق، وإشراك القارئ ومخاطبته، بل وفى بعض الأحيان مخاطبته باسم من اختياره، كلها أساليب تجعل القارئ شخصا داخل القصة يرى ما يحدث لأبطالها، وأحيانا يتلبسه الخوف من ملاقاة مصير أبطال القصص.
عوالم كثيرة تنقل بينها أحمد خالد توفيق، ففى كل قصة، دائما ما يلجأ إلى العلم أو التاريخ أو الأساطير، مصطحبا القارئ فى جولة معرفية، تدفعه لأن يطرح على نفسه الأسئلة الوجودية، ومناقشا فى بعض الأحيان، أسئلة العلم، مثل وجود الكائنات الفضائية، والتواصل معهم، وتحضير الأرواح والسيطرة عليها، وصراع الخير والشر فى جسد الإنسان، من بين العوالم التى قد تبدو غريبة أو جديدة واخترنا أمثلة عليها الآتى:
عالم زينوجلوسيا
فى هذه القصة يعيش القارئ مع أحمد خالد توفيق، حالة جديدة ربما لم يسمع عنها، وهى “حالة نفسية غريبة يستخدم فيها المريض لغة أخرى لا يعرفها.. لغة لم يتعلمها لكنه يجيدها فجأة، وقيل إنه مس من الجن. حالة اسمها “زينوجلوسيا”، وفيها يتكلم الشخص بلغة أجنبية لم يتعلم حرفا منها من قبل. فجأة تجد ابنك يتكلم الألمانية أو البرتغالية بطلاقة. هناك أمثلة دينية لهذا، والغربيون يطلقون عليها اسم “الكلام بالألسنة”.. والهندوس يعتبرونها دليلا على التناسخ.. ربما كنت أنت من المتكلمين بلغة “الزولو” فى حياة سابقة، وفجأة تجد نفسك تجيد لغة “الزولو”.
موعدنا الليلة.. وجون كالوزى
فى قصة “موعدنا الليلة” يحدثنا أحمد خالد توفيق، ضمن سياق السرد، عن كاتب جون كالوزى، والذى يعد أهم كاتب رعب معاصر بعد ستيفن كينج، وكليف باركر، ولم تترجم أعماله إلى اللغة العربية حتى يومنا هذا، إلا أن أبطال هذه القصة، تمكنوا من الحصول على أول ترجمة عربية لإحدى رواياته، والتى تحمل نفس عنوان القصة، وتتداخل أحداثها مع الواقع الذى يعيشه أبطالها، خلال قراءة الرواية، تاركا القارئ أمام النهايات المفتوحة التى قد يكون الموت هو خامتها.
سفاح المستنقعات.. معبد الإلهة باستت
يتابع القارئ فى هذه القصة، النهايات المأساوية للشخصيات التى يتم انتشال جثثها من إحدى المستنقعات، ولا تتمكن رجال الشرطة، أو أبطال القصة، فريق الصحفيين فى أقسام الحوادث، من الاستدلال على مرتكب جرائم القتل، وصولا إلى معبد الإلهة “باستت” وتقديس الفراعنة إلى القط، وهى جولة سياحية معرفية فى التاريخ الإنسانى استطاع خلالها أحمد خالد توفيق، أن يحافظ على شغفه ومواصلة الركض خلف أحداثها.