الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
في كتابه الجديد “إشتراكية القرن الحادي والعشرين” Twenty-First Century Socialism (المؤلف من 140 صفحة، منشورات بوليتي، 45 دولارًا)، يغطي البروفيسور جيريمي جيلبرت ثلاثة موضوعات ضخمة: كيف نشأت الرأسمالية وما الخطأ في نشوئها؛ كيف تطورت الاشتراكية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين بصفتها طريقة بديلة لتنظيم المجتمع؛ كيف يمكن تجميع نسخة محدثة معاصرة وتقديمها بنجاح في أثناء الانتخابات وفي ما بينها، ثم وضعها موضع التنفيذ.
بالنسبة إلى جيلبرت، تعتبر الاشتراكية مشروعًا للمواطنين المتعاونين مع الأحزاب السياسية والحكومات، وهي لا تتطلب بالضرورة تحوّلًا كاملًا للمجتمع. في بعض الأحيان، ربما يعني ذلك ببساطة إنشاء مؤسسات غير منظمة أو الدفاع عنها، أو بناء مؤسسات غير منظمة وفقًا للخطوط الرأسمالية، مثل منصات وسائل الإعلام الاجتماعية المملوكة بشكل تعاوني أو الخدمة الصحية الوطنية.
إن ما عرضناه من وجهة نظر يشير إلى أن جيلبرت، الذي يُدّرس في جامعة “إيست لندن” وهو مؤثر على الإنترنت، يمكن اعتباره عضوًا في الوسط الفكري اليساري الجديد نسبيًا. وكزملائه المفكرين، يهتم جيلبرت بشدة بالعالم الحديث، وفي حاجة اليسار إلى التكيف مع التكنولوجيا الرقمية والتنوع الاجتماعي.
يحترم جيلبرت بعض إنجازات اشتراكية ما بعد الحرب، لكنه ينتقد “الأنظمة الاشتراكية المركزية”، سواء الأبوية مثل بريطانيا ما بعد الحرب، أو الاستبدادية مثل الاتحاد السوفياتي، وهو يطالب بإشتراكية ديمقراطية وتوافقية، لا إشتراكية مواجهة.
يجادل جيلبرت في كتابه بأن تحقيق ما يتطلع إليه ليس مهمة مستحيلة كما يتصور البعض. وعلى عكس العديد من أصحاب النظريات اليسارية منذ سبعينيات القرن الماضي، وهو العقد الذي بدأ فيه الصعود اليميني الحديث، لا يرى جيلبرت الرأسمالية نظامًا شاملًا.
يقول في كتابه: “في الحياة اليومية، هناك كل أنواع الأشياء التي تحدث، وهي ليست رأسمالية، من التدريس في [الدولة] المدارس… إلى التفاعل بين الأصدقاء. وتحتوي الرأسمالية نفسها على دوافع تعاونية، وحتى اشتراكية محتملة، إذ يتعيّن على الناس في الواقع التعاون على نطاق واسع لإنشاء وتوزيع العديد من المنتجات الاستهلاكية”.
يذكرنا جيلبرت بشكل مفيد أنه خلال معظم القرن العشرين، حوّلت الحكومات في جميع أنحاء العالم بانتظام الأشياء التي كانت سلعًا أساسية، مثل التعليم والصحة، إلى سلع عامة كانت خارج السوق فعليًا.
منذ ثمانينيات القرن الماضي، عمل الكثير من الحلفاء السياسيين للرأسمالية بلا كلل وبنجاح على استعادة هذه السلع تحت سيطرة السوق، من خلال الخصخصة. لكن، هناك الآن دلائل على أن هذه العملية تنعكس، مع اضطرار المحافظين إلى إعادة تأميم شركات السكك الحديدية الفاشلة.
يقول جيلبرت إن مهمة اليسار تتمثل في توسيع المساحة التعاونية غير الرأسمالية شيئًا فشيئًا. ويمكن أن يمنح المجلس المحلي عقودًا للتعاونيات بدلًا من الشركات متعددة الجنسيات، كما يحدث بالفعل في عدد قليل من البلديات الراديكالية مثل بريستون. برأيه، يمكن أيضًا تجميع ائتلاف وطني لدعم الاشتراكية تدريجًا.
المصدر : إيلاف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)