الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
ابحث عن لماذا الخاصة بك
في كتابه “ابدأ مع لماذا” الصادر عن دار بارتفليو (Portfolio) بالولايات المتحدة، أشار “سيمون سينك: إلى أن القيادة الحقيقية تعني القدرة على إلهام الناس دون منفعة خاصة، فكانت الرسالة الأساسية في هذا الكتاب أن معظم الناس يشعرون بالقلق إزاء ما يريدون القيام به، أو كيفية إنجازه، لكن قلة تسأل لماذا يجب أن تفعل شيئاً.
وفقاً لسينك فإن أكثر القادة تأثيراً ونجاحاً في العالم هم من يساعدون أنفسهم والآخرين على بناء رؤية ملهمة، وخلق شيء جديد، هم القادرين على إلهام من حولهم بدلاً من استغلالهم أو التلاعب بهم بهدف تحفيزهم, فهم يفكرون يتصرفون ويتواصلون بطريقة تميزهم عن الآخرين، لقد أطلق سينك على هذه الطريقة مفهوم “الدائرة الذهبية” مستخدماً ثلاثة مستويات للتمييز بين المؤسسات ودوافعها، ماذا، كيف ولماذا، فذكر أن جميع القادة يعلمون ما (ماذا) الذي يقومون به كالمنتجات أو الخدمات التي يقدمونها من أجل الربح، بينما يعلم بعض القادة كيف يفعلون ما يفعلونه أي العملية التي يستخدمونها والتي تميزهم، وعدد قليل جداً منهم يعلمون لماذا يفعلون ما يفعلونه ما يعني الغايه أو سبب الوجود في المقام الأول، فالقادة الملهمين والمؤسسات الناجحة دون استثناء بدأوا بالسؤال لماذا؟، إنه سؤال يبدأ من داخلنا ثم يمتد إلى الخارج، وهذا المفهوم يساعدنا على فهم الأسباب التي تدفعنا لفعل ما نفعله.
ويشير سينك إلى أن العثور على “لماذا” هي عملية اكتشاف وليست اختراع، بعبارة أخرى فإن معظمنا يعلم بالفعل غايته (لماذا)، وما علينا سوى إطلاق العنان للقدرات والإمكانات الموجودة داخلنا.
باختصار فإن دور القائد يتركز في رسم خريطة الطريق إلى النجاح، فهو من يسعى وراء الغاية وهو نفسه من يتحمل مسؤولية كيف يفعل ذلك، وما يفعله يعد دليلاً ملموساً على ما يعتقد، فإذا لم يمتلك القدرة على توضيح الغاية التي تمثلها المؤسسة فكيف يمكن أن يكون ملهماً، لذلك كان لا بد للقائد من توضيح الغرض إذا كان يحاول إلهام من حوله وبناء رابط من الثقة والولاء بينه وبينهم بحيث يكونوا جزء لا يتجزء مما يقوم به، فوضوح الغاية يعزز الثقة والولاء.
وحيث أن الثقة شعور عاطفي فكل ما تفعله او تقوله يثبت ما تؤمن به، فابحث عن أولئك الذين يشاركونك غايتك، يؤمنون بما تؤمن به، ويرون قيمة أكبر في ما تقوم به، واسعى لكسب الثقة من خلال التواصل معهم، يقول سينك أن البشر ينجذبون لأولئك الذين يتشاركون معهم في المعتقدات والقيم.
علينا أن نتذكر دائماً أن القيادة تتطلب أمرين هما رؤية العالم الغير موجود حتى الآن والقدرة على التواصل معه، ويبقى التحدي في إيجاد الطريقة لإبقاء الرؤية حية وواضحة.
ويقول “سينك” كما بدأنا بلماذا اجعلها تنتشر في جميع أنحاء العالم، هناك عدد لا يحصى من القراء طلب منى الإجابة عن هذا السؤال: كيف يمكنني تطبيق البدء مع لماذا في حياتي المهنية، ومع الفريق، وفى الشركة غير الربحية؟ جنبا إلى جنب مع اثنين من زملائي، بيتر دوكر وديفيد ميد، أنا اخترعت هذا التدريب العملي، دليل خطوة بخطوة لمساعدتك في العثور على لماذا الخاصة بك.
مع تمارين مفصلة، ورسوم توضيحية، وخطوات عمل لكل مرحلة من مراحل العملية، وكيف تبحث عن لماذا الخاصة بك والتي يمكن أن تساعدك في معالجة العديد من المخاوف.
بما في ذلك: ماذا لو كانت لماذا الخاصة بي تبدو تماما مثل التي لدى المنافسين؟ وهل يمكنني الحصول على أكثر من لماذا واحدة؟ وإذا كان عملي لا يطابق لماذا الخاصة بى، فماذا أفعل؟ ماذا لو كان فريقي لا يوافق على لماذا الخاصة بنا؟
وسواء كنت قد بدأت للتو عملك الأول، وتقود فريق، أو كنت الرئيس التنفيذي لشركة خاصة بك، فإن التدريبات في هذا الكتاب سوف تساعدك في التوجه إلى طريق النجاح على المدى الطويل لك ولزملائك.
الآن حاول العثور على لماذا الخاصة بك، وحاول أن تعرف أين اختفت لماذا الخاصة بك.
لماذا هناك بعض الناس والمؤسسات أكثر ابتكاراً وتأثيراً وربحاً من غيرهم؟ ولماذا هناك من يحظون بمزيد من الولاء من العملاء والعاملين على حد سواء؟ وحتى بين الناجحين، لماذا لا يتمكن سوى عدد محدود من تكرار نجاحه المرة تلو الأخرى؟.
إن أناساً مثل مارتن لوثر كينج وستيف جوبز والأخوين رايت قد لا يوجد سوى القليل الذي يجمعهم، لكن جميعهم بدأ مع لماذا. وقدرتهم الطبيعية على البدء مع لماذا هذه هي التي مكّنتهم من تشكيل مصدر إلهام لمن هم حولهم، ومن تحقيق إنجازات باهرة.
ولدى دراسة القادة الذين كان لهم أعظم الأثر في العالم، اكتشف سيمون سينك أن جميعهم يفكر ويتصرف ويتواصل بالطريقة ذاتها تماماً؛ وهي على النقيض كلياً مما يقوم به الآخرون. ويطلق سينك على هذه الفكرة القوية “الدائرة الذهبية”، وهي تقدِّم إطاراً يمكن من خلاله أن تُبنى المؤسسات، وتُقاد الحركات، ويجد الناس مصدر الإلهام.
هناك الكثير من المؤسسات التي يمكنها أن توضح ماذا تفعل، وبعضها يمكن أن يوضح كيف يفعل، لكن القليل يمكنه أن يوضح لماذا يفعل. إن لماذا لا ترتبط بالمال أو الربح؛ فهذان دائماً نتيجتان. لماذا توجد مؤسستك؟ لماذا تقوم هذه المؤسسة بما تقوم به؟ لماذا حقاً يشتري العملاء من شركة أو أخرى؟ لماذا يخلص الناس لبعض القادة ولا يخلصون لآخرين؟.
إن البدء مع لماذا ينجح في المنشآت الكبيرة كما ينجح في المنشآت الصغيرة، وفي العالم غير الربحي وفي السياسة. إن أولئك الذين يبدؤون مع لماذا لا يتحكمون، بل إنهم يلهِمون. كما أن من يتبعونهم لا يقومون بذلك لأنهم مضطرون، وإنما لأنهم يريدون.
وينسج سينك، استناداً إلى طائفة واسعة من القصص الواقعية، رؤية واضحة لما تتطلبه القيادة والإلهام. هذا الكتاب يخاطب كل من يريد أن يلهم الآخرين أو أن يجد من يلهمه.
عن المؤلف:
سيمون سينك التحق بمؤسسة راند عام 2010 كباحث غير متفرغ، حيث يدلي بالمشورة في أمور الابتكار والتخطيط العسكريين. وهو حاصل على درجة البكالوريوس في الأنثروبولوجيا الثقافية من جامعة براندايس بالولايات المتحدة. ويلقي محاضرات على مستوى الدراسات العليا في الاتصالات الاستراتيجية في جامعة كولومبيا.
https://old.booksplatform.net/ar/product/a-brief-history-of-saudi-arabia/
This post is also available in: English (الإنجليزية)