الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
شهد القرن الـ ١٧ نشأة العلوم الدينية. ولقد تبلور هذا النوع من العلوم نتيجة للتساؤل حول نشأة الآلهة، وحول تعدد الآلهة. أما التوحيد، فلقد كان متفق علي أنه يمثل الديانة الأصلية: لم يكن دين الوحي بل دين الفطرة والعقل الذي يمكن اقتفاء أثره ورصده لدى جميع البشر وكذا في جميع الأديان الوثنية. إلا أن تعدد الآلهة قد نشأ في البداية مع نشأة الدول؛ باعتبار أن الحكم بحاجة إلى الآلهة لتقديم إرشاداً سياسياً وأخلاقياً للشعب. وفي ظل هذه الظروف تنحى الدين الأصلي جانباً مرة أخرى: وهذا ما أدى إلى نشأة الطقوس الدينية السرية.
والنموذج الأساسي لهذا التطور يتمثل في مصر القديمة، أول دولة في التاريخ، حيث تبلورت تلك الهيكلة الدينية المزدوجة بشكل بالغ الوضوح. فكان للمصريين القدماء نوعان من الخطوط: أحدهما للشعب والآخر للكهنة وطقوسهم السرية. وخصصوا الأبنية فوق الأرض من أجل الديانة الرسمية وتحت الأرض من أجل الديانة السرية، أي عقيدة إيزيس المتخفية، حيث تتجلى نظرية سبينوزا حول المساواة بين الإله والطبيعة: في الأعلى الآلهة المتعددة وفي الأسفل إله الفلاسفة. وفي هذه الصورة نظرت المجتمعات السرية كما لو كانت تنظر في مرآة.
(نبذة دارالنشر)
في أحدث أعماله اقتفى عالم المصريات الألماني الشهير يان أسمان أثر الطقوس السرية . وهو يوضح كيفية انقسام الدين المصري القديم: فكانت هناك قواعد دينية من أجل الشعب من ناحية وأخرى من أجل الكهنوت السري من ناحية أخرى، الذي التف حول عقيدة إيزيس المتخفية. فلقد أخفت تلك الطقوس الديانة السرية مفهوم التوحيد في باطنها، في الوقت الذي كانت الدولة تدعو فيه لتعدد الآلهة. ويعرض لنا أسمان من منظور تاريخي موسع كيف ألقت تلك الهيكلة الدينية المزدوجة بظلالها على التنوير الأوروبي.
(آدم زوبوتشينسكي)
“جميع الأشياء الحقيقية تعمل في الخفاء. عالم المصريات العظيم يقتفي أثر الديانات السرية. أكثر إثارة مقارنةً بالكاتب دان براون”.
(جريدة دي تسايت)
“عرض ملتزم ومدروس”
(زود دويتشه تسايتونج)
الكاتب
ولد يان أسمان عام ١٩٣٨ في لانجيلسهايم (هارتس) ويقوم منذ عام ١٩٧٦ بتدريس علم المصريات بجامعة هايدلبرج. يدير أسمان مشروعاً بحثيًا في مدينة الأقصر منذ عام ١٩٧٨ (صعيد مصر) ويعمل أستاذًا زائرًا في باريس وييل والقدس
This post is also available in:
English (الإنجليزية)