الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
مقدمة الكتاب
بعد عام من زواجى، أصبحت أباً لمولودة جديدة، وكان لدىَّ بنتان جميلتان لزوجتى. الطفلة هى ” لورين “، أما البنتان فهما : ” جولييت ” التى كانت فى الثامنة من عمرها، و ” شانون ” التى قاربت على الثانية عشرة.
وعلى الرغم من أن زوجتى ” بونى ” كان لديها خبرة كبيرة بالأمومة، فلقد كانت تلك هى تجربتى الأولى فى الأبوة. أن يكون لدىَّ فجأة طفلة رضيعة وفتاة فى الثامنة من عمرها، وأخرى فى سن تقترب من سن المراهقة فجأة، فهو بلا شك تحدٍ كبير.
لقد قمت بإقامة الكثير من ورش العمل مع المراهقين والأطفال فى جميع الأعمار، ولقد كنت واعياً تماماً بالطريقة التى يتفاعل بها الأطفال مع آبائهم والمشاعر التى يكنونها لهم. كما أننى قدمت آلاف الاستشارات للكبار، وذلك لمساعدتهم على حل أمور تعود إلى أيام طفولتهم ؛ حيث كان آباؤهم مقصرين فى بعض النواحى التربوية، فقمت بتعليم هؤلاء الكبار كيفية علاج جروحهم، وذلك بإعادة تربية أنفسهم. ومن هذا المنظور الفريد، بدأت كأب جديد.
وفى كل خطوة على الطريق، كنت أجد نفسى أقوم بعمل أشياء كان والدىّ يقومان بها تلقائياً. بعض هذه الأشياء كانت جيدة، والأخرى كانت أقل فاعلية، والبعض الآخر لم يكن جيداً على الإطلاق! وبناء على خبرتى فيما لم يفد بالنسبة لى ولآلاف الأشخاص الذين عملت معهم، استطعت أن أجد طرقاً حديثة أكثر فاعلية للتربية.
وحتى هذا اليوم، مازلت أتذكر التغيرات الأولى التى مررت بها. لقد كانت ” شانون ” تكلم والدتها ” بونى ” بحدة، وجئت لكى أساند ” بونى “. ثم ما لبثت أن بدأت فى الصراخ بصوت مرتفع، وبعد عدة دقائق بدأت أسيطر على الموقف، وهدأت ” شانون ” وهى تحمل جراحها واستياءها. وفجأة رأيت كيف جرحت ابنة زوجتى.
وفى هذه اللحظة أدركت أن ما فعلته كان خطأً، فإن سلوكى لم يكن تربويـًّا. فلقد كنت أتصرف مثلما كان يفعل والدى عندما لا يعرف ما يقوم به غير ذلك. فلقد كنت أصرخ وأخيفها لأستعيد السيطرة على مجريات الأمور. وعلى الرغم من عدم معرفتى بما يجب علىَّ عمله غير ذلك، فإننى عرفت وبوضوح أن الصراخ والإخافة ليست هى الحل.
ومنذ هذا اليوم، لم أصرخ فى وجه أطفالى. واستطعت أنا وزوجتى فى النهاية البحث عن طرق تربوية أخرى لاستعادة السيطرة على مجريات الأمور عندما يسىء أطفالنا السلوك.
This post is also available in: English (الإنجليزية)