الأمة المشلولة.. تشريح الانحطاط العربي

عنوان الكتاب الأمة المشلولة.. تشريح الانحطاط العربي
المؤلف محيي الدين صبحي
الناشر  رياض الريس
البلد بيروت
تاريخ النشر طبعة 2017
عدد الصفحات 228

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

في هذا الكتاب، محاكمة لا سابق لها للتاريخ العربي، بأمراضه ومشاكله المزمنة، كل ذلك بأسلوب يستعمل فيه المؤلف مبضع الجراح دون خوف ووجل أو محاباة.

مقدمة المؤلف:

بالتأكيد، ليس هذا كتاباً في مثالب العرب ـ وأنا لا أغف قراءة له على هذا النحو .

فالكتاب خلاصة ممارسة هي مزيج من النظر والعمل في الحقل الثقافي العربي والعمل القومي العربي. مثلما هو ـ أي الكتاب ـ خلاصة تأمل في الصيرورة التاريخية والمصير العربي.

وقد وصلت الأمور إلى درك هو وحضيض سحيق. وأكثر ما يغيظ أن الأنظمة منتصرة، والتجارة مزدهرة، والأمة منكسرة. وليس في الموقف تناقض لأن هذه الأنظمة حين تخففت من المسؤولية القومية والمسؤولية الشعبية عاشت ناعمة البال طالحة الحال وسط طغمة الموالين والجلادين.

لقد غاب الإحساس بالرسالة عن النخب العربية الحاكمة والمعارضة، فانقلب العمل السياسي إلى صراع قوة عارية بلا ثقافة ولا أهداف فكرية. فحتى الغطاء الأيديولوجي لم يعد قادرا على إخفاء المصالح والمكاسب الشخصية المباشرة. وفي هذه المسيرة المظفرة يغدو الحديث علن التطبيع ـ سلبا وإيجابا ، لا فرق ـ ضرورة راهنة لأنه ألصق بالعقل التجاري الربحي، والبالي أكثر إلحاحا من الحديث عن أمور استراتيجية كاسحة الحلف التركي ـ الإسرائيلي والاحتلال الأميركي والحصار الدولي لمعظم الأقطار العربية على كل المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية ، وارتباط كل ذلك بالحف الأطلسي، ثم تشكيل جيش أوروبي يعطي نفسه حق التدخل على الأرض العربية، وانفلا الهمجية الصهيونية فوق ما تبقى من فلسطين والجولان بعد أن تدعمت بمليون مهاجر من الاتحاد السوفياتي المنهار، وتلاشي جبهة الرفض والتصدي حتى في كلام الصحافة والإذاعة والتلفزيون، وتصدع الجبهات العربية الداخلية بحروب أهلية مسلحة في كل البلاد العربية، مثلما تتصدع جبهات الأمن الغذائي والتجاري والثقافي.
هذا العقل القصير النظر والمحدود الفاعلية ليس عقلا. ليس عقلا لأنه فاقد لشروط التفكير السليم. فالعقل في العربية يعني التحكم في الأمور وفرض الإرادة البشرية عليها. والتفكير نتاج العقل الذي يقدم المنهج والطريقة للتحكم بالأمور. فلك ما يقتصر على الأمور المباشرة العاجلة، وخاصة في القضايا الجمعية، ليس عقلا بل هو رد فعل بسيط ومباشر على محرض خارجي. لنسمه فكرة، خاطرة ، نزوعا.. لكنه يظل شيئا مختلفا عن العقل التجريدي البعيد الأهداف.

التفريق بين العقل البعيد المدى والعقل القصير المدى هو تفريق بين إراديتين إحداهما تفقد اهتمامها بالأمور إذا طال الزمان وامتدت المتابعة، والأخرى تصبر وتلاحق وتثبت . كذلك هو تفريق بين إدراك بانورامي لعالم مترابط غائي الحركة ، وإدراك يقوم على نظرة وقتية عابرة لمشهد مفكك منو على نفسه.
صحيح أن انفراد الولايات المتحدة بالسيطرة العالمية بسط كيرا من مسرح الصراع الدولي، لكن الصراع هو الصراع. المشاكل التي كانت قبل انهيار الاتحاد السوفياتي لم تجد لها حلا بلا لعلها تفاقمت.
(المؤلف)

 

للمزيد من الكتب.. زوروا منصة الكتب العالمية

TOP