الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
بينما غادر والداها بالسيارة ليقضيا مساءاً جميلاً معاً، تُكابد البنت الصغيرة مخاوف شديدة. لم تُترك البنت لوحدها في المنزل فحسب، بل هبَت عاصفة عليها الآن أن تواجهها لوحدها. لحسن الحظ، فإن القطة السوداء عندها. قالت البنت للقطة: “تعالي إلي. لم أنم بعد.” القطة هنا شريكة في الحوار، تُآنس البنت وتداعبها. يساعد الخيال البنت. على هذا النحو، تتحول القطة إلى أسد كبير وقوي بإمكانه ابتلاع البرق وحماية البنت.
تتكفل الرسومات بعرض المقدمة والخاتمة. حيث تبدأ القصة بسلسلة من الصور تبين الأب والأم وهما يرتديان ملابسهما قبل أن يغادرا بالسيارة. تشبه غرفة الأطفال خشبة مسرح مزوَدة بلوازم عرض مختارة بعناية. يلعب القمر دور متفرج صامت يعلَق على الأحداث من خلال تعابير وجهه المعبَرة. كلما زادت العاصفة إثارة للخوف وصارت أشدَ وطأة وأحلك ظلمة، كلما تغيَرت المقاييس وصار الخيال سيد الموقف. تقول روتراوت سوزانه بيرنر مفسَرة: “نحن نعلم من خلال أحلامنا كيف تتبدد الحقائق، وتتحول الأشياء، وتتبدل الهويات. هذا ما يقدم هنا تحديداً، في قصة الحلم والخوف والإلهام هذه.”
تحكي إنغريد باشير عن موقف قد يحدث في كل زمان ومكان في العالم. إنها تحكي عن الشعور بالخوف، وعن مظهر طبيعي، وعن قوة الخيال. رغبت المؤلفة، حفيدة تيودور شتورم، بأن تكون روتراوت سوزانه بيرنر دون غيرها رسامة لقصتها التي كانت قد كتبتها في الستينات لابنتها الصغيرة.
نُشرت القصة في البداية عام 1962 في المجلة الدورية انزﻞـالماناخ، ثم تلاها عام 2010 إصدار ضمن سلسلة “روائع القصص” (رابطة كتب جوتنبرج) برسومات الرسامة المشهورة. تقول بيرنر: “المُلفت في هذه القصة الخيالية الأدبية هو تقمص الكاتبة العاطفي لكائن يشعر بالخوف ويتحلى بالشجاعة في الوقت ذاته، وقدرتها على التعبير عن ذلك بكلمات وصور معبَرة.
ولإفساح ما يكفي من المجال في هذه القصة ذات العمق، يلعب في هذه الطبعة الجديدة كل من النص والصورة دوراً مميزاً. ففي مقابل كل صفحة مزدوجة تحتوي على نص صفحة مزدوجة تحتوي على رسومات. هذه الرسومات هي الرسومات الأصلية التي تم تنفيذها بتقنية الطباعة المستوية باستخدام خمسة ألوان. قامت الرسامة المولودة في ميونيخ والحائزة على عدة جوائز ـ حازت عام 2016 على جائزة هانز كريستيان اندرسن ـ بتنفيذ تصميم القصة بأكمله لتقدم للقارئ والمتفرج مشهداً مسرحياً متكاملاً.
تترك القصة لدى القارئ أثراً عميقاً. وعلى الأخص، تبقى صورة الأسد الزائر والبنت المتشبَثة بفراءه راسخة في الذاكرة. إنها قصة يمكن قرائتها سوية مع أطفال ابتداءاً من عمر الثامنة، والاستمتاع بها في الوقت ذاته كتجربة مطالعة عميقة وجمالية من قبل كافة الأعمار.
إنغريد باشير، من مواليد 1930، هي حفيدة تيودور شتورم. عملت بعد إتمام دراستها في المعهد العالي للموسيقى والمسرح في هامبورغ كصحفية وكاتبة حرة. تم اختيارها عام 1995 لتولي رئاسة نادي القلم (PEN)في جمهورية المانيا الاتحادية . إنغريد باشير هي مؤلفة كتب رحلات، ومسلسلات إذاعية وتلفزيونية، هذا بالإضافة إلى كتب الناشئة.
This post is also available in: English (الإنجليزية)