الوصف
This post is also available in: English (الإنجليزية)
ألف حياة لجرار. أنشودة عن جرار زراعي ومحاميه الصغير
“الجرار سيأتي معنا”- هذا الكتاب المصور هو إعلان نهائي، إنه بيان فريقمتفانٍ، يقف بلا تردد خلف أبطال التاريخ الصغار الذين لا أسماء لهم، لا أمامهم. موجزة ودقيقة: عبارات فِنْ- أوله هاينريش. وواضحة ومستفزّة: رسومات لينا كريشنر، إنها مدهشة، بألوان غنية وزاهية في بصريات طباعة الشاشة، راسخة على الصفحات. الأب يوضح والابن يصر. الأمر واضح وضوح الشمس: الأسرة (الأب، الأم، الابن الصغير، هكذا بين ثلاثة وأربعة أشخاص) تنتقل من الريف إلى المدينة؛ ففي نهاية الأسبوع ستأتي شاحنة النقل: “فلنحزم متاعنا”، الابن: “احزم، أحزم، لقد قلت إنني فعلت ذلك منذ مدة طويلة. شيء واحد بالذات: الجرار، فبدون جرار لا معنى لأي شيء. سيأتي الجرار معنا أو أبقى أنا هنا” – إنه جالس، كل شيء أصبح في الأكياس، ولكن الصبي فقط هو من بقي جالسا. الذراعان مطويتان بثبات أمام البطن. الكرتون على الرأس، محاط بصناديق مكشوفة، ولكن أمرا واحدا كان واضحا: ليس بدون الجرار.
من سبق له أنْ كان طفلا مرة (وهذا ما كانه أغلب الناس)، أو من اختبر شغف طفله الصغير أو حفيده في سن ما قبل المدرسة ، فهو يعرف الافتتان الذي تثيره السيارة لدى الرجال الصغار بالذات، فبعد الكلمات الأولى ” ماما” و” بابا” مباشرة، تأتي س ..يّ “سيارة” و”ررررن رررررن” التي يمكن أن تعني الجرار بشكل خاص، فعندما يتم اقتحام تلال التراب وأكوام الرمل في الجوار وحرثها وتمهيدها، فذلك محتاج إلى جرار، قبل أن يبدأ القلاّب عمله؛ وهذا يعد من أساسيات الحياة. في سنوات الطفولة هناك عدد لا يحصى من مهام الجرار، وإذا كان إلى جانب ذلك جرار قطر حقيقي يقف في الحظيرة، فهذا هو الفردوس نفسه!
هذه هي نقطة الانطلاق المميزة للبطل العنيد الصغير في الكتاب: جرار حقيقي في الحظيرة وآلاف الاحتمالات المعيشة. القيادة بسرعة، الوقوف ببساطة، النظر، الأزيز في الغابة، حفر حفرة للبحيرة، حفر نفق عبر الجبل. ” ولكن في المدينة؟”، لفت بابا النظر. يا بني: ” أقول: أي مكان هذا الذي لا يوجد فيه متسع لجرار؟ ماذا ينبغي أن يكون ذلك؟… الجرار سيأتي معنا!”
إن قبطان الجرار الذي لا يرى منه غالبا في الصور سوى عينيه وخصل شعره وطرف أنفه عندما يكون جالسا في قمرة القيادة، سوف يغدو على الفور شاعرا غنائيا متقاعدا: ” الوتد فوق الحقول، يتحطم خلال السطح. الصدأ القاتم يرعد في الغابات الكثيفة” ثم شرع أيضا يردد أنشودة شعرية عن الجرار في المدينة، وكان سرورا حقيقيا أن يردد بنفسه الكلمات التي وضعها في فمه هاينريش وزبفل.
الأمر واضح وضوح الشمس، والرسالة أيضا: لا شيء يتفوق على عناد سائق جرار صغير، وهذا الأمر هكذا منذ أجيال. لا شيء أفضل من حياة ملونة متنوعة في الريف، مع بقرة وأوزة وجرار. وإذا كان لا بد من المدينة بالفعل، ففقط مع ( انظر سابقا). ولكن ليست القضية ولا الرسالة هما العلامة الأبرز في هذا الكتاب المصور. كلا. الرائع في هذا الكتاب هو التحالف الفريد من شعر الكلمة البري، والإيقاع المفعم بالحيوية للعبارات، ولغة الصوة الحاسمة التي جاءت في مكانها تماما. إنه مشاكس ومبهج وجامح ومستمد من الحياة، حتى حين يظل التفاعل التواصلي مفتوحا.
عن المؤلف:
من سبق له أنْ كان طفلا مرة (وهذا ما كانه أغلب الناس)، أو من اختبر شغف طفله الصغير أو حفيده في سن ما قبل المدرسة ، فهو يعرف الافتتان الذي تثيره السيارة لدى الرجال الصغار بالذات، فبعد الكلمات الأولى ” ماما” و” بابا” مباشرة، تأتي س ..يّ “سيارة” و”ررررن رررررن” التي يمكن أن تعني الجرار بشكل خاص، فعندما يتم اقتحام تلال التراب وأكوام الرمل في الجوار وحرثها وتمهيدها، فذلك محتاج إلى جرار، قبل أن يبدأ القلاّب عمله؛ وهذا يعد من أساسيات الحياة. في سنوات الطفولة هناك عدد لا يحصى من مهام الجرار، وإذا كان إلى جانب ذلك جرار قطر حقيقي يقف في الحظيرة، فهذا هو الفردوس نفسه!
هذه هي نقطة الانطلاق المميزة للبطل العنيد الصغير في الكتاب: جرار حقيقي في الحظيرة وآلاف الاحتمالات المعيشة. القيادة بسرعة، الوقوف ببساطة، النظر، الأزيز في الغابة، حفر حفرة للبحيرة، حفر نفق عبر الجبل. ” ولكن في المدينة؟”، لفت بابا النظر. يا بني: ” أقول: أي مكان هذا الذي لا يوجد فيه متسع لجرار؟ ماذا ينبغي أن يكون ذلك؟… الجرار سيأتي معنا!”
إن قبطان الجرار الذي لا يرى منه غالبا في الصور سوى عينيه وخصل شعره وطرف أنفه عندما يكون جالسا في قمرة القيادة، سوف يغدو على الفور شاعرا غنائيا متقاعدا: ” الوتد فوق الحقول، يتحطم خلال السطح. الصدأ القاتم يرعد في الغابات الكثيفة” ثم شرع أيضا يردد أنشودة شعرية عن الجرار في المدينة، وكان سرورا حقيقيا أن يردد بنفسه الكلمات التي وضعها في فمه هاينريش وزبفل.
الأمر واضح وضوح الشمس، والرسالة أيضا: لا شيء يتفوق على عناد سائق جرار صغير، وهذا الأمر هكذا منذ أجيال. لا شيء أفضل من حياة ملونة متنوعة في الريف، مع بقرة وأوزة وجرار. وإذا كان لا بد من المدينة بالفعل، ففقط مع ( انظر سابقا). ولكن ليست القضية ولا الرسالة هما العلامة الأبرز في هذا الكتاب المصور. كلا. الرائع في هذا الكتاب هو التحالف الفريد من شعر الكلمة البري، والإيقاع المفعم بالحيوية للعبارات، ولغة الصوة الحاسمة التي جاءت في مكانها تماما. إنه مشاكس ومبهج وجامح ومستمد من الحياة، حتى حين يظل التفاعل التواصلي مفتوحا.
عن المؤلف:
فن- أوله هاينريش.
ولد عام 1982 بالقرب من هامبورغ. درس السينما والفنون البصرية في هانوفر. منذ عام 2009 يعيش ويعمل كمؤلف مستقل في هامبورغ وجنوب فرنسا. إلى جانب النثر وكتب الأطفال يكتب أيضا السيناريو والمسرحيات.
ولد عام 1982 بالقرب من هامبورغ. درس السينما والفنون البصرية في هانوفر. منذ عام 2009 يعيش ويعمل كمؤلف مستقل في هامبورغ وجنوب فرنسا. إلى جانب النثر وكتب الأطفال يكتب أيضا السيناريو والمسرحيات.
This post is also available in: English (الإنجليزية)