الوصف
كلمة الناشر
يساهم كتابنا هذا في توضيح معالم الحداثة وما-بعد الحداثة الغربية، وتبيان خصائص وأهمية كل مرحلة، وهذا ما سعى إليه كل الباحثين المساهمين فيه، وهنا تكمن قيمة وأهمية، بل وضرورة هذا الكتاب.
وإننا نأمل أن يكون كتابنا هذا محاولة فلسفية جادة، وإسهامًا فعليًا في إثراء المكتبة العربية بكتاب لا يتوقف هدفه عند حدود معرفة فكر وثقافة الآخر، وإنما عساه يكون سبيلًا لتحديد موقعنا من الحداثة وما أحوجنا نحن العرب والمسلمين إلى حداثة تحررنا من تبعية الموروث وتقليد الآخر.
أما بالنسبة إلى الدراسات الموجودة بين دفتي هذا الكتاب، فمنها التي تدرس بعض القضايا والمفاهيم المرتبطة بالحداثة وما-بعد الحداثة مثل مفهوم الأنوار، والدولة، والكولونيالية وما-بعد الكولونيالية، والبيئة وغيرها، ومنها التي تختص بدراسة بعض النماذج من المفكرين الذين أَسَّسُوا للمراجعة النقدية للحداثة من أمثال هايدغر، أو الذين أَيَّدُوا مشروع الحداثة مثل هابرماس، أو الذين نَظَّرُوا للفكر ما-بعد الحداثي مثل فرانسوا ليوتار.
ما بعد الحداثة
تعبر كلمة ما بعد الحداثة عن مرحلة جديدة في تاريخ الحضارة الغربية تتميز بالشعور بالإحباط من الحداثة ومحاولة نقد هذه المرحلة والبحث عن خيارات جديدة وكان لهذه المرحلة أثر في العديد من المجالات:
تعبر كلمة ما بعد الحداثة عن مرحلة جديدة في تاريخ الحضارة الغربية تتميز بالشعور بالإحباط من الحداثة ومحاولة نقد هذه المرحلة والبحث عن خيارات جديدة وكان لهذه المرحلة أثر في العديد من المجالات:
في واحدٍ من الأعمال الأصيلةِ في هذا الموضوع، وصف الفيلسوف والناقد الأدبي “فريدريك جيمسون” ما بعد الحداثة بأنها “المنطق الثقافي المهيمن للرأسمالية المتأخرة”، التي هي، الممارسات الثقافية المترابطة ترابطا عضويا مع العنصر الاقتصادي والتاريخي لما بعد الحداثة (“الرأسمالية المتأخرة”، وهي الفترة التي تسمى أحيانا الرأسمالية المالية، أو ما بعد الثورة الصناعية، أو الرأسمالية الاستهلاكية، أو العولمة، وغيرها). في هذا الفهم إذن، يمكن أن ننظر إلى هيمنة فترةِ ما بعد الحداثة على أنها بدأت في وقتٍ مبكرٍ من الحرب الباردة (أو، لإعادة الصياغة، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية) واستمرت حتى الوقت الحاضر.
يمكن فهم ما بعد الحداثة أيضا على أنها ردُ فعلٍ على الحداثة. في أعقاب الدمار الذي لحق بالفاشية، والحرب العالمية الثانية، والمحرقة، أصبح العديد من المثقفين والفنانين في أوروبا لا يثقون في الحداثة السياسية والاقتصادية والمشروع الجمالي برمته. في حين أن الحداثة كانت ترتبط في كثيرٍ من الأحيان بالهوية والوحدة والسلطة واليقين، وما إلى ذلك، فإن ما بعد الحداثة كثيرا ما يرتبط بالفروق، والانفصال، والنصية، والتشكك، الخ.