الحوار التقريبي بين المذاهب الإسلامية: التجارب والإشكاليات والآفاق

عنوان الكتاب الحوار التقريبي بين المذاهب الإسلامية: التجارب والإشكاليات والآفاق
المؤلف
علي بن مبارك
الناشر  مؤمنون بلا حدود
البلد الرباط/ بيروت
تاريخ النشر 2017
عدد الصفحات 756

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

كتاب “الحوار التقريبي بين المذاهب الإسلامية.. التجارب والإشكاليات والآفاق” للباحث التونسي علي بن مبارك، يرى أنه على الرغم من أن الحوار الإسلامي التقريبي حاصل بالقوة وبالفعل، باعتباره منشود الملايين من المؤمنين ممن قاسوا الفرقة والصراع المذهبي والخوف الدائم، إلا أن المفارقة أن تعدد وجوه الحوار الإسلامي التقريبي لم يعكس تواصلا حقيقيا بين المسلمين، وكشف عن أزمة عاشها الحوار، كما تجلى في أدبيات التقريب، فأغلب المنتمين إلى دار الإسلام مازالوا يؤمنون بوجود فرقة ناجية تحتكر الحقيقة والخلاص، دون بقية المجموعات الإسلامية، ويعتقدون أن الحق واحد، يستدل عليه بالبرهان والدليل، وعلى الآخر الاقتناع بما تحيل عليه قرائن الأدلّة.

على العقيدة وصاحبها، ولكنه من جهة ثانية يحتفظ ببذور الفرقة والخلاف.

يسعى بن مبارك في كتابه الصادر عن مؤسسة “مؤمنون بلا حدود” للإجابة عن سؤال إشكالي: كيف تمثل التقريبيون مشغل التقريب ومطلب الحوار وما تعلّق بهما من قضايا ومحاور؟

ويقول “تنطلق هذه الإشكالية من فرضية تقول إن التقريب بين المذاهب الإسلامية كان فضاء مناسبا للتحاور، وتبادل وجهات النظر بين أطراف إسلامية متعددة، لم يكن من اليسير جمعها في سياق حواري واحد، وبُنيت هذه الفرضية على ما أوحى به التقريب من أبعاد تواصلية تقوم أساسا على تقريب البعيد وتقارب ما تباعد من أنساق دينية وذاكرات، ولا يمكن أن نتحدّث عن حوار خارج سياق تواصلي يشتمل على الأفراد والجماعات والمؤسّسات والأنساق، وحتى يتسنى لنا تمثل الإشكالية المطروحة والإجابة عن رهاناتها المعرفية استعنا بمجموعة من الإشكاليات الفرعية؛ فتساءلنا عدّة مرّات ما المقصود بالتّقريب بين المذاهب الإسلامية؟ ما أهدافه وخلفياته؟ وما أهمّ تجارب التقريب المعاصرة؟ وإلى أي مدى يمكن الحديث عن حوار إسلامي – إسلامي من خلال تجارب التّقريب بين المذاهب الإسلامية؟ وإلى أي حدّ كان التّقريب فضاء مناسبا للحوار؟

وأوضح “عَد رواد التقريب تقريبهم فكرة” وكذلك تعاملنا معها، ولكن ليست من اليسير دراسة الأفكار وتاريخها، وما تفرزه من خطابات وتصورات، فأشكال التقريب كثيرة لا يمكن حصرها في نماذج مضبوطة أو أدبيات مخصوصة، والحوار في بعده التقريبي يخترق جل القطاعات، ويمس الأفراد والجماعات والمؤسّسات والحكومات.

ويؤكد بن مبارك أن كل طرف من أطراف الحوار التقريبي وجد له في تراثه القديم خير نصير لآرائه ومواقفه، وعده شمعة تنير دروب التقريب، وتدفع الحوار نحو آفاقه المنشودة، ولكنّ نصوص القدامى احتوت أيضا على ما يثير الفتن والتباغض وما يعرقل كل تقريب، ويحول دون الحوار والتواصل، فهي نصوص حبلى بمقالات الإقصاء والتمييز المذهبي، وتحتل مكانة أساسية في المخيال الديني، وتوجه التقليد، تصريحا وتلميحا، نحو التعصب والصدام؛ إذ لا يمكن تجاهلها أو تجاوزها.

وحول قضية تنقية التراث يقول “لئن دعت نخبة من التقريبيين إلى تنقية كتب التراث وحذف ما يكدّر صفو النّفوس وإعادة تحقيقها ونشرها وفق منهج تقريبي جديد، فإن دعوتها ظلّت خافتة؛ لأنّها لم تقترح حلولا جذرية نسقية تخرج التقريب، خطابا وممارسة، من أزمته.

 (محمد الحمامصي – صحيفة العرب الدولية)

لأننا نعيش في زمن الفتن والاضطرابات؛ حيث عمّت الفرقة، وساد التعصّب، وشاع التباغض بين المسلمين، يكفّر بعضهم بعضاً، وأصبح التواصل بين أبناء الملّة الواحدة حلماً يراود شريحة كبيرة من المسلمين؛ اختار المؤلف الحديث عن الحوار التقريبي بين المذاهب الإسلامية، فحاول أن يعاين خطاب التقريب، وأن يقارن بين تجاربه المختلفة داخل المنظومة الدّينية الواحدة وخارجها، ولم تقتصر معاينته على تحصيل النّصوص التقريبية التأسيسية، أو مشاهدة مؤتمرات تقريبية، أو متابعة مناظرات مذهبية متاحة على الفضائيات، أو من خلال شبكة «الإنترنت»؛ بل حاول أن يعاين ظاهرة التقريب بين المذاهب الإسلامية من خلال معاشرتها، والمشاركة في بعض ملتقياتها وندواتها، ومتابعة مداخلاتها العلمية، وما أحدثته من ردود وتعليقات، وما أفرزته من مناقشات ومطارحات.

طرح الكتاب عدداً من الإشكاليات، مثل:  ما المقصود بالتّقريب بين المذاهب الإسلامية؟ ما أهدافه وخلفياته؟ وما أهمّ تجارب التّقريب المعاصرة؟ وإلى أي مدى يمكن الحديث عن حوار إسلامي-إسلامي من خلال تجارب التّقريب بين المذاهب الإسلامية؟ وإلى أي حدّ كان التّقريب فضاءً مناسباً للحوار؟ وكيف نفهم الحوار في بعده الإسلامي-الإسلامي؟ وما طبيعة الموضوعات التي أثارها؟ ومن هم المعنيون به؟ وما الصّعوبات التي اعترضت سبيله؟ وكيف نظر التّقريبيون إلى آفاق الحوار ومستقبله؟

كل هذا ضمن رؤية نسقية نقدية تقوم على المقارنة، والتأليف، وتفكيك الظّاهرة الدينية، وتحليل أسباب الاختلاف، ومجالاته، وأهمّيته، بما هو تعدّد، وحرية، وإبداع.

(كلمة الناشر)

المؤلف:

علي بن مبارك

باحث تونسي، يشغل أستاذا بالمعهد العالي للغات التطبيقية والإعلاميّة / جامعة قرطاج ـ تونس العاصمة.

 

للمزيد من الكتب.. زوروا منصة الكتب العالمية

 

 

 

TOP