الوصف
الخبز في مصر العثمانية
يستعرض هذا الكتاب الأحوال المعيشة لمصر في العهد العثماني من خلال تتبع رحلة رغيف الخبز بدءًا من زراعة القمح وانتهاءًا بطحنه وخبزه وبيعه.
مع رغيف الخبز شهدت البلاد عهود رخاء وعهود جدب وشدة وصلت في فترات ليست بالقليلة إلى حد المجاعة، خاصة حينما كان ينخفض منسوب مياه النيل لأعوام متتالية.
ينقل المؤلف شهادات مؤرخين معاصرين لتلك الفترة كما ينقل مشاهدات الرحالة الأوروبيين الذين زاروا مصر واطلعوا على أحوالها المعيشية. وفي الفصل المتعلق بأحوال المصريين إبان الأزمات الاقتصادية يورد اقتباسات مروعة ويصور أناسا يموتون في الطرقات من الجوع وآخرين يبحثون عن أي شيء يأكلونه حتى إنهم أكلوا الحمير والقطط والكلاب بل ووصل الحال ببعضهم – بحسب بعض الروايات إلى أكل لحوم من يخطفونهم من الشوارع والأزقة والحارات.
ويورد يوميات الحياة وقت الجفاف والمجاعة وتفشي وباء الطاعون وكيف أن الناس في القرى أصبحوا لا يقتربون من المقابر والجبانات بسبب “”تصاعد الأبخرة العفنة النتنة” وكيف أنه تعذّر عليهم دفن موتاهم بسبب موت القائمين على تجهيز الموتى أنفسهم بأعداد كبيرة.
عموما؛ الكتاب صفحة من تاريخنا التي علينا أن نقرأها بكل ما فيها سواء أكانت تصف أيام العيش الرغيد أو أوقات الشدة والبؤس والشقاء، وذلك حتى نتعلم كيف نخطط لأمننا المائي والغذائي الذي كثيرا ما تعرض في الماضي للخطر الشديد، لكنه وقتذاك كان خطرا عرضيا؛ يأتي ويذهب، أما هذه الأيام فيبدو أن الخطر القادم من أثيوبيا ينذر بالديمومة والاستمرارية، وهو ما يحتاج إلى حلول وإلا تكررت المشاهد التي حفل بها هذا الكتاب.
محمد عبد العاطي
الخبز في مصر العثمانية
للمزيد من الكتب.. زوروا منصة الكتب العالمية