الخلاف والاختلاف في الفكر العربي الإسلامي

عنوان الكتاب الخلاف والاختلاف في الفكر العربي الإسلامي
المؤلف محمد الهلالي وحسن بيقي
الناشر  دار توبقال للنشر
البلد المغرب
تاريخ النشر 2017
عدد الصفحات 72

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

لا ينحصر التفكير في الاختلاف والخلاف وكل المصطلحات التي تدور في فلكهما في التعريف والتحديد والنوع والضبط بناء على خصائصها المميزة لها، وإنما يتطلب التفكير فيها بالتطرق، ضمنيا أو بشكل صريح، لمصطلحات ومفاهيم أخرى مثل الائتلاف والهوية والوحدة والمركزية والخصوصية والحوار والتعددية والديمقراطية والحرية والتسامح، وهي المحاور التي تنشغل بها النصوص المقترحة في هذا الكتاب.

تمهيد

تتباين وجهات النظر بصدد الاختلاف استنادا لمعطيات الفكر العربي الإسلامي المتنوعة، والمتضاربة في بعض الأحيان. ويزداد التباين حدة لما يتعلق الأمر بالاختلاف كقضية راهنة ومستقبلية، قضية صارت حقا، هو الحق في الاختلاف، هذا الحق الذي يبحث لنفسه عن مشروعية في الماضي ليؤسس وجوده في الحاضر حتى لا يتم التعامل معه بالرفض والإنكار، والنبذ والتشهير، والتنفير بالتبديع والتنكيل.

 ولما يتم البحث عن الاختلاف في ماضي الفكر العربي الإسلامي، يتضح أنه كان اختلافا دينيا، اختلافا داخل العقيدة الواحدة، واختلافا بين العقائد والملل والنحل المتناقضة. فهو إذن لم يكن الاختلاف في عموميته وشموليته، ولم يكن الاختلاف كمفهوم، ولا الاختلاف كممارسة فلسفية، ولا حتى كانشغال سياسي وإيديولوجي. وانطلاقا من كونه كذلك، انحصر في نوعين من الاختلاف:

أ) اختلاف داخلي بين المنتمين لنفس العقيدة والملة، ويتم التعاطي معه بالاعتماد على تأويل الإرث الفكري المشترك بغية إيجاد نوع من التسامح والتعايش بين المختلفين، وهي غاية لم تكن لتتحقق بيسر، وهو ما ترجم في إخراج المؤولين المختلفين أحيانا خارج ما هو مشترك حتى ينظر إليهم ليس كمختلفين وإنما كمارقين وضالين ومبتدعين وزائغين ومنحرفين ومشككين، وطاعنين في ما هو مشترك.

ب) واختلاف خارجي هو إلى التناقض أقرب، ويستعمل لرسم الحدود وتسنين ومعيرة الطريق القويم والمستقيم، و تبيان العلاقة مع المنتسبين للعقائد المخالفة.

 لقد هيمن التفكير في الاختلاف الديني، لذمه وتكفيره كسبب للزيغ والضلال والفرقة والفتنة أو مدحه والرفع من شأنه كموجب للرحمة والأخوة؛ واستعملت في ذلك نصوص تراثية عديدة، وتم اللجوء لآليات التأويل لنصرة أو هدم أو طمس أو تبديع هذا الموقف أو ذاك، وعم الخلط بين الاختلاف والخلاف، وتعددت الرؤى حول العلاقات الممكنة بينهما.

 إن المتمعن في النصوص التي تناولت هذه القضية، منذ الصراعات والنزاعات والمجادلات والمناظرات بين العقائدية والفقهية والكلامية والسياسية والفكرية التي خاضتها الفرق الدينية السياسية الأولى حتى الآن، يمكنه أن يستخلص غياب تأسيس وتأصيل لهذا المفهوم في الفكر العربي الإسلامي قديما وحديثا، بل إن مبدأ “الحق في الاختلاف” بين أن الأمر دعوةٌ مؤجلة ومعلقة ترتهن على امكانية تحققها في المستقبل، وبحثٌ يبتغي العثور على أسس تمكنُ من إيجاد مخرجٍ لهذه المعضلة الخلافية قديما وحديثا.

 ولا ينحصر التفكير في الاختلاف والخلاف وكل المصطلحات التي تدور في فلكهما في التعريف والتحديد والنوع والضبط بناء على خصائصها المميزة لها، وإنما يتطلب التفكير فيها بالتطرق،ضمنيا أو بشكل صريح، لمصطلحات ومفاهيم أخرى مثل الائتلاف والهوية والوحدة والمركزية والخصوصية والحوار والتعددية والديمقراطية والحرية والتسامح.

 من بين الأهداف الأساسية لهذه النصوص المقدمة في هذا الكتاب إبراز مسارات قضية الاختلاف في الفكر العربي الإسلامي وإبراز مختلف مكوناتها وارتباطاتها فيما بينها وتأثيرها على تنظيم العلاقات بين الأفراد داخل المجتمع، وطرح المعضلات الفكرية والسياسية الناتجة عن سيطرة معنى أحادي للاختلاف وهو الاختلاف الديني وضعف وتهميش ثقافة الاختلاف.

TOP