الوصف
الخيال السياسي
في كتابه “الخيال السياسي” الذي صدر حديثاً عن سلسة عالم المعرفة، الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت, يتساءل الباحث وأستاذ علم الاجتماع المصري الدكتور “عمار على حسن” عن دور “الخيال السياسي” لدى المجتمعات العربية، مؤكداً على أن الكثير من الأزمات التي تحياها الأمة العربية واحد من العوامل الرئيسة لغياب الخيال السياسي. ويرى “حسن” أن الخيال السياسي لدى العرب قد أصبح نادراً إن لم يكن منعدما.
يستهل المؤلف كتابه على التأكيد بأنه يستحيل التقدم في العيش بلا وجود للخيال, معتبراً أن الخيال هو الطاقة السحرية التي تقود الإنسان إلى التمرد على واقعه، والسير خطوات مستمرة إلى الأمام، وسط حالة من التوتر الدائم، الذي تمور به نفس الإنسان وهو يسعى بلا كلل ولا ملل إلى بلوغ آفاق جديدة، وخوض مغامرات لا تنقطع، في سبيل تحسين شروط الحياة.
ويؤكد “حسن” أن الخيال وراء كل شيء في حياتنا، كالاختراعات العظيمة والأفكار العميقة والأعمال الفنية الرائعة والإجراءات الفعالة التي نضع أقدامنا عليها لنحل المشكلات، ونعبر المآزق، ونتجاوز الأزمات.
يقول المؤلف: ” يُخَالِجُنِي فى الكثير من الأحيان إحساس بأنني وجدت في تأليف هذا الكتاب ما يلبي نداءً داخلياً، لكن الحقيقة تتعدى هذا إلى اقتناع يترسخ لدي، ولدى آخرين، بمرور الوقت، في أن فقر الخيال السياسي لدى المجتمع العربي من العناصر الخفية التي ساهمت في تراجع الأحوال على هذا النحو، وأن الفجوة التي تتسع بين العرب وبين الغرب لا تقتصر على التقنية والحداثة فحسب إنما الخيال السياسي أيضا”.
ويتناول “حسن” معنى الخيال السياسي، وكل ما تشبه به أو التبس عليه، ثم يبين حاجة الحاكم والمحكوم إليه، ويشرح كيف يمكن للسياسة أن تكون مجالاً للخيال في توزعها بين الإيهام والإبهام والإلهام، وكيف يمكن للخيال السياسي أن ينبع من استقراء التاريخ، والوعي بالمستقبل، وبصيرة القيادة، وروح الفريق، والتفكير الجانبي والتباعدي، ونظرية المباريات، والمحاكاة، وقرائح مبدعي الأدب، واستطلاعات رأي الناس، واستعراض التجارب الناجحة ودراستها.
يربط “حسن” الخيال السياسي بالوعي بالمستقبل والنزعة إلى تحسين شروط الحياة، وتقدم الإنسان إلى الأمام، وهذا مناط أخلاقية هذا النوع من الوعي.
مشيرًا إلى أن نمو الوعي بالمستقبل يوسع إدراكنا ومخيلتنا، ويساعدنا على ما سماه بـ “التفكير الممكن” بما يؤدي إلى تمديد وتوسيع عالم الأفكار والحقائق، ويعزز تطوير العمليات الإدراكية العليا، وفي كل هذا ما يعزز الخيال الإنساني بصفة عامة، والخيال السياسي بصفة خاصة.
يختتم المؤلف كتابه طارحًا مجموعة من التوصيات لربط الخيال السياسي بتطبيقات وممارسة فعلية في المجتمع في العديد من المجالات من السياسة والاقتصاد والتشريع والعمل الاجتماعي والتنموي، مطالبًا كل فرد بتفعيل الخيال السياسي في حياته” عندما يقدم مواطن على الاختيار من بين متنافسين في الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية، من دون أن يكون متقيدًا بالتزام حزبي ما، فعليه أن يتصور، ولو قليلًا، شيئًا عما يمكن أن يفعله مستقبلًا أي من المتبارين الذي يتحير في التفضيل بينهم، وعندما يكون بصدد فعل احتجاجي ضد السلطة، عليه أن يعمل الخيال حتى لا يقفز في الفراغ، فالكل يحتاج الخيال، ولولا الخيال لبقي الجميع واقفين مكانهم، دون أن يتقدموا خطوة واحدة إلى الأمام”.
يذكر أن كتاب “الخيال السياسي” هو الكتاب العشرين لعمار علي حسن في علم الاجتماع السياسي إلى جانب عشر روايات وسبع مجموعات قصصية.
المؤلف في سطور:
للمزيد من الكتب.. زوروا منصة الكتب العالمية