الوصف
أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر العربية” قائمتها الطويلة لدورتها الحادية عشرة، والتي ضمت 16 عملاً لكتاب نصفهم يظهر للمرة الأولى بالقائمة.
وضمت القائمة رواية “الساق فوق الساق في ثبوت رؤية هلال العشاق” للجزائري أمين الزاوي. صدرت الرواية لأوّل مرة عام 2016 عن منشورات ضفاف في بيروت.
حول الرواية:
جملة اسمية من مقطعين.. الأول منها (الساق فوق الساق)عنوان رئيسي، وهو كما يبدو في ظاهره استعارة قرآنية جليّة من قوله تعالى(والتفّت الساق بالساق)غيّر فيها الكاتب حرف الجر (الباء) بـ (فوق) ظرف المكان الذي يفيد العلوّ والارتفاع ، حسَّيًّا ومعنويًّا، ليبرز معنى جديدا يؤم النص في قصدية واضحة للخروج عن المألوف من المعاني الجاهزة والمتداولة، ولتخريج أدبي محض ، والمقطع الثاني (في ثبوت رؤية هلال العشاق) وهو كذلك استعارة من عناوين لكتب فقهية من عصر المدونات والشروح والحواشي، تحصر المعنى بنوع من التدقيق في جانب من جوانب العلاقات البينية الحميمية، والعبارة ككل توحي بالتفات واضح إلى المدونة السردية العربية،واستدعاء التراث عبر توظيف احتمال المعنى المتجدّد، وهي مسجوعة باختيار سيّد للكاتب حول القالب والصيغة البلاغية في الإخراج، والتي اعتمدها المتقدمون لحاجات شتى.
فما حاجة أمين الزاوي لسجع العنوان؟
إننا نفترض ابتداء أن هناك حاجة في التصوير اللغوي التخييلي والتشكيل الفني الجمالي لتبدو الصورة انزياحا عن المعيار الموروث، وإن بدت في قالب مألوف.
لأنّ جملة العنوان تأتي في صدارة الفضاء النصي كعينة تشي بمكونات المتن من ناحية اللغة أو من ناحية الحدث أو المضمون، وتلبي الوظيفة القصدية(قصدية الكاتب)كما تلبي الوظيفة التأثيرية، لأنّ من وظائف العنوان كذلك تحريك الفضول بأسئلة حول ماهية النص – كونه لا ينفصل عن مكوناته ومراتبه القوليه،كما يقول جنيت- خصوصا حين يوحي بمسكوت عنه تكشف عن ساقه اللغة ويعدمه الواقع من الظهور علنا وان وقع خفية.
وبالنظر إلى أن العنوان هو نتيجة لحظة إبداع فيه من القصدية ما يجعلنا نقف عند ابعاده الدلالية وصوره المترتبة عن التشكيل اللغوي.فالصورة طاقة لغوية وبلاغية تتجاوز البلاغة التزيينية المتأتية من السجع البعيد عن التكلّف كما يبدو، (ومن المهم هنا التذكير أن من شروط السجع المحمود أن يكون تابعا للمعنى لا المعنى تابعا له) والمعنى هنا مفتوح على احتمالات تفوق البلاغة العربية إلى امتداد مشحون بالسياق الذهني والسياق النصي،والسياق اللغوي، والسياق البلاغي والسياق الزمني رغم أن الجملة الاسمية ينتفي فيها تحديد الزمن إلا أنّ كل هذه السياقات وإحالات التناص، وبناء الجملة التقليدي يوحي كله إلى استدعاء زمن بعينه..زمن يمتد من بداية نزول القرآن إلى ما بعد عصر التدوين.
واحتمالات المعنى في مقطعي العنوان كل على حدى(حدةٍ) أومعا هنا، لا حصر لها خصوصا حين تقترن كلمة الساق بالساق سواء بحرف الباء كما في قوله تعالى (والتفت الساق بالساق) كدلالة عن اشتداد الأمر ليتضح المعنى في الآية التي تليها (إلى ربك يومئذ المساق) للتدليل على الموت أو شكل الحركة.
حول المؤلف:
أمين الزاوي (25 نوفمبر 1956 في تلمسان) هو كاتب ومفكر وروائي جزائري، شغله عالم الأدب والترجمة، بين اللغات الفرنسية والإسبانية والعربية، كما عمل أستاذا للدراسات النقدية في جامعة وهران، بعد حصوله على شهادة الدكتوراه عن “صورة المثقف في رواية المغرب العربي”، وله عشر روايات نصفها باللغة الفرنسية، ونصفها الآخر باللغة العربية، إضافة إلى مجموعتين قصصيتين. مارس التدريس في جامعة باريس الثامنة، عمل سابقا مديراً للمكتبة الوطنية الجزائرية. في الجزائر العاصمة. يكتب باللغتين العربية والفرنسية. وآخر أعماله المكتوبة بالعربية هو رواية “الملكة” الصادرة عن منشورات الاختلاف بالجزائر.
للمزيد من الكتب.. زوروا منصة الكتب العالمية