الوصف
This post is also available in:
English (الإنجليزية)
السيدة الأولى.. الرفعة والقوة والمعاصرة
مؤلفة هذا الكتاب هي الصحفية المخضرمة كيت أندرسون براور، وقد عملت في خلال السنوات الأربع الأخيرة مراسلة في البيت الأبيض لوكالة بلومبرغ العريقة للأخبار.
وعملت قبل ذلك منتجة برامج في محطة سي بي أس التلفزيونية وفوكس نيوز. تعيش الكاتبة في ضواحي العاصمة الأميركية واشنطن دي سي مع زوجها وولديها.
يرسم هذا الكتاب البحثي الشامل من خلال مراجع موثوقة لتقارير صحفية مقرّبة من أهل البيت الأبيض، وكذا من كتب المذكرات التي كتبتها زوجات الرؤساء الأميركيين عن حياتهم خلف أسوار هذا القصر، يرسم سيرة حياة سيدات كن داعمات لأزواجهن خلال فترة حكمهم التي تمتد بين أربع إلى ثماني سنوات، دون أن تتدخلن مباشرة في السياسة، بل من خلال العمل الإنساني والمدني العام الذي غالبا ما يضعهن في دائرة الضوء بحيث يطغى حضورهن أحيانا على حضور أزواجهن، ويكن أكثر جاذبية لعدسات الصحافة وصفحات المجلات والكتب من الرؤساء أنفسهم.
يسرد الكتاب تجربة سيدات البيت الأبيض من خلال روايات كبار الموظفين في بيت الحكم الأميركي من الذين كانوا على صلة مباشرة ويومية بالسيدات كيندي، ريغان، كلينتون وأوباما، حيث يغطي الكتاب سيرتهن بشكل واقعي ولافت في آن.
1600 جادة بنسلفانيا
مِن هذا العنوان الأشهر في العالم الذي يحمل رقم 1600 على جادة بنسلفانيا العريقة في العاصمة الأميركية واشنطن، تبدأ حكايات ومشاهد الحياة اليومية لسيدة البيت الأبيض التي ستكون خلال سنوات حكم زوجها الرفيق والمواكب له رسميا واجتماعيا على المستوى المحلي والدولي، والتي ستقف إلى جانبه بقوة ورعاية لدعم برنامجه ورؤيته لمستقبل أميركا.
فمن جاكي كنيدي وصولا إلى ميشيل أوباما تسير بنا الكاتبة بتؤدة وتشويق في آن، لتشرح ظروف حياة السيدة الأولى، وأهم التحديات التي تواجهها على اختلاف الأحداث والوقائع التي تمر فيها البلاد أثناء حكم زوجها. وتسلط كذلك الضوء على جوانب في حياة الأسرة الأولى، ولاسيما تلك التي وصلت مع أطفالها الصغار في السن الذين رافقوا الوالدين في رحلتهما الاستثنائية في سنوات البيت الأبيض.
تقول براور: إنها واحدة من المناصب الأكثر تحديا في العالم، والتي -في الحقيقة- لا يلتفت البعض إلى حساسيتها وأهميتها، فالسيدة الأولى في البيت الأبيض ذات مهمات متعددة، فعليها أن تكون مثالا يحتذى، وينظر إليه كنموذج إيجابي وملهم للشعب الأميركي، ويجب عليها أن تكون محنكة سياسيا بحيث تتمكن من تجاوز المنعطفات، وأحيانا المطبات السياسية، في كواليس واشنطن.
وفي الوقت نفسه عليها أن تؤدي دورها كزوجة وأم بأفضل صورة ممكنة، على الرغم من أنها تحت الرقابة المستمرة.
هذا بالإضافة لإدارتها مجموعة كبيرة من العاملين في البيت الأبيض فيما يتعلق بالمناسبات الرسمية والإعداد لها، وعليها أيضا أن تكون مضيفة من الطراز الرفيع حين يستقبل البيت الأبيض ضيوفا رسميين من الحكام والأمراء والملوك والمشاهير في العالم.
تقدم براور عشر حكايات لعشر سيدات في البيت الأبيض منذ العام 1960 حتى يومنا هذا معتمدة على مصادر موثوقة من المرافقين الشخصيين والمستشارين والأصدقاء المقربين وأقارب السيدة الأولى. أما السيدات في المجموعة فهن على التوالي جاكلين كينيدي، ليدي بيرد جونسون، باتريشيا نيكسون، بيتي فورد، روزالين كارتر، نانسي ريغان، باربرا بوش، هيلاري كلينتون، لورا بوش، وميشيل أوباما.
القصص المختارة في هذا الكتاب تتراوح في أحداثها ومشاهدها بين القصص الحميمية والأخرى الصادمة، بل المأساوية أحيانا.
وتتحدث الكاتبة بالتفاصيل والوقائع عن التحديات التي تواجه السيدة الأولى من نظيراتها في المواقع السياسية، وكذلك عن الصداقات التي تنشأ بين زوجات الرؤساء والروابط المشتركة بينهن، هذا إلى جانب علاقة السيدة الأولى بزوجها رئيس الولايات المتحدة الأميركية، وكيف تتناوب هذه العلاقة بفصولها بين العام والخاص، وما هو ظاهر للجمهور ومعلن، والآخر الذي وراء جدران البيت الأبيض الذي يخص الزوجين فقط المرتبطين ضمن أسرة واحدة قبل وصول الزوج إلى الكرسي الأعلى في البلاد.
الأهم من هذا كله هو الصورة التي تنقلها الكاتبة عن هيلاري كلينتون وكيف ستستفيد من تجربتها السابقة كسيدة أولى لتنقلها إلى زخم حملتها الانتخابية التي غدت سابقة تاريخية في الولايات المتحدة، حيث تقود امرأة لأول مرة حزبها نحو الانتخابات الرئاسية كمرشحته للمنصب.
ولا تنسى براور أن تتساءل عن مرقع الرئيس كلينتون وتسميته حين سيعود إلى البيت الأبيض هذه المرة ـ طبعا في حال فوز زوجته بالانتخابات الرئاسية- يعود إليه زوجا مرافقا للرئيسة المرتقبة!
أدوار سياسية بأيدٍ ناعمة
رغم أن السيدة الأولى في البيت الأبيض لا تتدخل في قرارات زوجها السياسية فإنها في معظم الحالات تتمتع بتأثير سياسي غير مباشر على الرئيس قد يكون أقوى من أي تأثير غير مباشر لأي موظف حكومي أو مستشار كما تفيد براور.
وتسرد الكاتبة الدور الذي لعبته نانسي ريغان في البيت الأبيض في محاولتها إنعاش الحلقة الإدارية لمكتب زوجها، الرئيس رونالد ريغان، من خلال حثه على إقالة مدير موظفي البيت الأبيض، دونالد ريغان، الذي كانت تشعر تجاهه بعدم الارتياح بل والاستياء أيضا.
ورغم أنه كان وزير خزانة جيد فإنه كان غير موفق في إدارة موظفي البيت الأبيض، ولم يكن أيضا يتعامل بشكل مناسب مع السيدة الأولى نانسي ريغان.
وبعد أن توصلت نانسي بضغط على زوجها من إقالة الأخير تمّ تعيين السناتور هوارد بيكر في منصب دونالد ريغان. وبيكر هو السياسي المحنك الخبير بدخائل وكواليس السياسة في العاصمة واشنطن.
وبالفعل استطاع بيكر أن يعيد الزخم إلى الحراك السياسي في البيت الأبيض، ومع العالم، وساعد الرئيس ريغان في ذلك الحين في التوصل إلى صفقات نووية واسعة النطاق مع الاتحاد السوفييتي.
وتتابع براور رحلتها الكتابية في عالم سيدات البيت الأبيض فتحدثنا عن العلاقة الباردة التي كانت تميز التواصل بين هيلاري كلينتون وميشيل أوباما. وبالطبع فإن سبب برود هذه العلاقة هو هزيمة باراك أوباما لهيلاري كلينتون في الترشح للانتخابات الرئاسية عن الحزب الديمقراطي في العام 2008. إلا أن السيدتين اجتمعتا على أمر واحد وهو كرههما المشترك لمساعد أوباما ورئيس موظفي البيت الأبيض رام إيمانويل.
فهيلاري كانت تجد فيه من الصلافة ما جعلها تحاول أن تقيله من إدارة زوجها كلينتون حين كان رئيسا.
وأخيرا تفيدنا براور بأن بعض العلاقات بين سيدات البيت الأبيض كانت واضحة وسلسة كما كانت العلاقة بين باربارا ولورا بوش، زوجة الابن والحماة اللتان تناوبتا على شغل مكانة السيدة الأولى مع جورج بوش الأب ثم ابنه جورج دابليو بوش. وكانت زوجة الابن كثيرا ما تأخذ مشورة حماتها والدة زوجها في كيفية إدارة الشؤون المتعلقة بالسيدة الأولى سواء في المناسبات أو الأمور المتعلقة بموقعها كزوجة الرئيس.
كتاب مشوّق وواقعي ومفعم بالمعلومات عن وجهي الحياة، الرسمي والعائلي، لسيدة البيت الأبيض، أقوى بيت للحكم في العالم.
السيدة الأولى.. الرفعة والقوة والمعاصرة
للمزيد من الكتب، زوروا منصة الكتب العالمية
This post is also available in:
English (الإنجليزية)