السيف العربي ومكانته في أدبنا

عنوان الكتاب السيف العربي ومكانته في أدبنا
المؤلف حسن محمود موسى النميري
الناشر  الهيئة العامة السورية للكتاب
البلد سوريا
تاريخ النشر 2018
عدد الصفحات 180

أشتري الكتاب حقوق الترجمة

الوصف

كانَ التَّوَجُّه أنْ يُنشَرَ مَضمُونُ هذا (الكتابِ) في مَقالاتٍ في مَجَلَّةِ المَعرِفَةِ التي يَرأسُ تَحريرَها الدكتور علي القَيِّم . لكِنَّهُ – أيَّدَهُ اللهُ – رأى أنْ تُجمَعَ أجزاءُ المَوضوعِ وتُنْشَرَ في كِتابٍ واحدٍ .

* ولِعِشقِ كاتبِ هذِهِ الأسطرِ لِتُراثِ الأُمَّةِ النَّاصِعِ، فإنَّ القارئ لَنْ يَجِدَ في كِتابِنَا هذا إلاَّ:

١) لُغَةً فصيحَةً اختيرتْ ألفاظُها وعِباراتُها بِعِنايَةٍ، لِتُؤَدِّيَ الشَّهادَةَ المَطلوبَةَ مِنْها بِدِقَّةٍ.

٢) شِعْرًا اصْطُفِيَ مِن الكُتُبِ الأُمَّهاتِ اصْطِفاءً دَقيقًا، نَرجو أنْ يَكونَ مُوَفَّقًا، لِيَقَعَ البيتُ المُختارُ في مَكانِهِ، ويُعطِيَ دورَهُ في توضيحِ الفِكرَةِ التي جُلِبَ مِنْ أجلِ بَيَانِها وإيضاحِها .

٣) أسْلوبًا بَلاغِيًّا بديعًا اسْتَدعَتْهُ الذَّاكِرَةُ وانْتَشَلَتْهُ مِنْ بينِ رُكامٍ مُماثِلٍ، نأمَلُ أنْ نُوَفَّقَ في وَضْعِهِ في مَكانِهِ الصَّحيحِ مِن جِسمِ هذا البِنَاءِ .

٤) مَثَلاً مأثورًا سُحِبَ مِنْ بينِ زِحامِ آلافِ الأمثالِ، صاغَهُ فِكْرٌ ناصِعٌ مُستَنيرٌ، تَسعَدُ العينُ بِمَرآهُ، وتَبتَهِجُ النَّفْسُ عِندَ اكتِشافِ مَعناه .

* أنا لم أكتُبْ عنِ السيفِ لإعجابي الشديدِ بِهِ، وبِالسِّلاحِ عُمُومًا، وإنْ كنتُ أتَمَنَّى لو أنَّ قَومي وأهلي امْتَلَكُوا ناصِيَةَ القُوَّةِ، لِنَقهَرَ أعداءَ اللهِ الذينَ يَسْعَوْنَ لاستْعمارنا، ونَهْبِ ثَرواتِ أوطانِنَا واستِعبادِ شُعوبِنا، وإذلالِ عِزَّةِ نُفُوسِنا.

* وإنَّني لآمُلُ أنْ يَجِدَ قارئي لَذَّةً ومُتْعَةً فيما يَقرأ؛ لأنَّ المُتْعَةَ أبْرَزُ أهدافِ القِراءة…

(المؤلف)

يبحث كتاب (السيف العربي ومكانته في أدبنا) لمؤلفه حسن محمود موسى النميري، في رحلة السيف التاريخية، وفي أسمائه وصفاته وصُنّاعه، والحاذقين الذين يحسنون استخدامه، وأجزائه، وآثاره في لغة الناس وأدبهم وحياتهم، فالسيف من أقدم الأسلحة التي استخدمها البشر، ومن أحبها لنفوس مستخدميها.

يشير المؤلف إلى أنه اشتق اسم السيف من قولهم: ساف ماله، أي هلك، فلما كان السيف سبباً للإهلاك، سُمّي سيفاً، ومستخدمه هو السيّاف، وقد عدّد العلماء وأهل اللغة في العربية له نحو ألف اسم، وكثرة أسماء المسمى دليل على شرفه وعظمته وعلو مكانته، ومن أهم الأسماء التي أطلقت على السيف: الأبيض، الباتر، الباتك، الجرّاز، الحسام، الأخثم، المخدم. وهو: صارم، صقيل، قصّال، قرضاب، قاضب، قاطع، هدّام، عطّاف، صقيل، مجرد، مسلول، صمصام.

وللسيف (بحسب الكتاب) أسماء مرتبطة بصانعها، فقد كان العرب حتى قبل الإسلام بسنتين، قادرين على صنع أسلحتهم بأنفسهم، وهذا ما جعلهم يمتازون بين الشعوب بإباء الضيم، وقوة العزيمة، وعنفوان الشكيمة، ولو فعلوا- وهم قادرون- لكانوا مثل آبائهم، يصنعون أسلحتهم بأنفسهم، ولكنهم اعتمدوا على غيرهم في التسليح، فتحكم هذا الـ(غير) بهم، لذلك ضعف شأنهم، وخبت قوتهم، وانحدر بين الأمم مستواهم.

ترتبط أسماء السيوف بمكان صنعها، لذلك يُقال: السيف الأريحي (نسبة لمدينة أريحا في فلسطين)، والهندي، واليماني، والفارسي، والمشرفي. أما أقسامه فهي: الأثر، الجفن، الحد، الحمائل، الذباب، السفاسق، الشيا، الشفرة، الصفحتان، المضرب، الظباة، العقيقة، العَرب، الفرار، الغمد، الفرند، القراب، القائم، النجاد، النصل.

يحتاج السيف إلى صقل وشحذ وصيانة بشكل دائم، وقد أُطلقت عليه أفعال وأسماء ذات صلة به كقولهم: تبسم السيف في غمده، جرّد فلان سيفه، خذلتهم السيوف، رعفت السيوف، ركب حد السيف، يسود القوم بالسيوف، يُدرك المجد بالسيف لا بالقلم، تلمظ السيف، سيف لا يليق ضريبة، محا السيف العار، انتضى سيفه وهزّه.

ويسوق الكتاب مجموعة من الأمثال التي ارتبطت بالسيف، منها: سبق السيف العذل، لكل صارم نبوة، لكل جواد كبوة، لكل عالم هفوة، لا يُجمع سيفان في غمد. أما أبرز عيوب السيف فهو أن يكون مؤنثاً. أي غير قاطع، وعادة ما يُصنع من حديد غير ذكر. والسيف المثلم، أي الذي تكون فيه بعض الثلوم.

ويشرح مؤلف الكتاب أنه ذاع بين العرب واشتهر عدد من السيوف، والسبب في هذه الشهرة (كما يُشير الكتاب)، سمعة أصحابها العظيمة. ويقوم التشبه بالسيف على ركنين أساسيين هما: المشبه والمشبه به، ومحبة العرب واعتزازهم للسيف، تجلت في جعله مُشبهاً، فراحوا يقيسون الأشياء المفضلة والمحبوبة والجميلة في حياتهم بالسيف، من ذلك: السيف كالغدير، وكالقبس، وكالعقيقة، ومن الأشعار التي قيلت في السيف:

قول المتنبي:

كل السيوف إذا طال الضراب بها

يمسها غير سيف الدولة السأم

وقول عنترة:

ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني

وبيض الهند تقطر من دمي

فوددت تقبيل السيوف لأنها

لمعت كبارق ثغركِ المتبسم

وقول عمر بن معد يكرب الزبيدي:

وتسمع (للهندي) في البيض رنة

كرنة أبكار زُففن عرائسا

 

 

TOP